اللهم صل على محمد وآل محمد
قال تعالى: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ (19) سورة التوبة المباركة.
كان "شيبة" و "العباس" يفتخر كل منهما على صاحبه، وبينما هما يتفاخران إذ مر عليهما علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: فيم تتفاخران؟
فقال العباس: حُبِيت بما لم يحب به أحد وهو سقاية الحاج.
فقال شيبة: إني أعمر المسجد الحرام، وأنا سادن الكعبة.
فقال علي (عليه السلام): على أني مستحي منكما، فلي مع صغر سني ما ليس عندكما.
فقالا: وما ذاك؟! فقال: جاهدت بسيفي حتى آمنتما بالله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم).
فخرج العباس مغضبا إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شاكيا عليا فقال: ألا ترى ما يقول؟
فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أدعو لي عليا فلما جاءه علي قال (صلى الله عليه وآله وسلم): لم كلمت عمك العباس بمثل هذا الكلام؟ فقال (عليه السلام): إذا كنت أغضبته، فلما بينت من الحق، فمن شاء فليرض بالقول الحق ومن شاء فليغضب.
فنزل جبرئيل (عليه السلام) وقال: يا محمد، إن ربك يقرؤك السلام ويقول: اُتل هذه الآيات: أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله.
-------------------
تفسير الأمثل: ج 5 ص 558.
تعليق