جميعنا يعلم أنّ محور عاشوراء دار في يوم الطف وإلى يومنا هذا، وكان قطباه الإمام الحسين عليه السلام وإخوته وأصحابه وما جرى عليهم في
يوم المأساة والمصيبة والقطب الآخر هو السيدة زينب عليها السلام وبقية السبايا ومسيرتهم في التاريخ لتجذير قضية الإمام الحسين عليه السلام
وتدعيم ركائز الإسلام الذي أوشك أن يقع بفعل آل أمية، وهنا لابدّ من التركيز على أن الانتصار قام على دعامتين رئيسيتين هما: قطرة دم سقطت
من نحر الإمام الحسين عليه السلام ودمعة سقطت من جفن السيدة زينب عليها السلام وما استطاعت أن تغير من مجرى التاريخ، فكأن الإمام
الحسين عليه السلام قد أطلق سهماً إلى قلب الشرك والنفاق، والسيدة زينب عليها السلام واصلت مسيرته ليقع في صميم الكفر، فكما أن الإمام عليه
السلام قد طلب الإصلاح في أمة جدّه رسول الله صلى الله عليه واله كذلك السيدة زينب عليها السلام عملت بكلّ جهد لتبلّغ ما طلب الإمام الحسين
عليه السلام، ونحن نقول لكلّ مَن يشكك لو كانت الدموع هينة وليس لها معنى برأيك لما اهتزت عروش الطغاة منها، وصرخة يا حسين عليه
السلام تُفزع رغيد عيش الملوك ولن تنحني.
وأخيراً أقول إن أشدّ ما يغيّر التاريخ لون الدم، وكيف ينمحي يوم فيه سالت دماء آل الرسول صلى الله عليه واله وسُبيت حرائرهم، وما للدم كذلك
للدمع، ومَن لم يتخذ من نهج الحسين عليه السلام مشعلاً فلن يفلح أبداً.
زينب نوري الربيعي
تعليق