إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

زيارة الاربعين الحسيني ع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زيارة الاربعين الحسيني ع

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - احبتي الكرام بالنسبة للاربعين الحسيني ع لا افهم معناه الحقيقي ؟
    ارجوا من الاخوة اصحاب الاختصاص ان لا يبخلوا علي بايضاح ذلك ...هل المقصود منه عودة الرؤس من الشام الى كربلاء ؟
    هل الموضوع حسابي ؟
    ارجوا بيان ذلك معللا بالمصادر ولكم الاجر والثواب .

  • #2
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    حياكم الباري وآجركم

    يوم الأربعين يوافق يوم 20 من شهر صفر وفيه عاد ركب السبايا مع الإمام زين العابدين عليه السلام من الشام الى كربلاء وأعيدت فيه الرؤوس الطاهرة حدث هذا في نفس سنة إستشهاد الإمام الحسين عليه السلام سنة 61 هــ
    ، فمر على إستشهاده أربعين يومآ
    وقد التقى ركب السبايا مع الإمام زين العابدين عليه السلام بالصحابي جابر وعطية العوفي مما يؤكد شرعية الزيارة الأربعينية واليكم مصادر ذكرت ذلك شيعية وسنية :








    جاء في كتاب من قضايا النهضة الحسينية ( أسئلة وحوارات ) : الجزء الأول للشيخ فوزي ال سيف :
    أنقل موضع الشاهد :



    بعد رحلة متعبة ومجهدة إلى الكوفة ثم إلى الشام ، استمرت قرابة أربعين يوما ، عاد الركب الحسيني محملا بأثقال الألم ، إلى جانب أكاليل النصر و تحقيق هدف النهضة الحسينية ( وهل كانت ولادة الأهداف السامية من غير ألم ؟ ) ، واتجه إلى كربلاء .. حيث موطن الذكريات . وهناك التقى عند المصرع بجابر بن عبد الله الأنصاري فقد روى الشيخ عماد الدين محمد بن أبي القاسم محمد بن علي الطبري في كتابه بشارة المصطفى قصة الحادثة كما يلي :

    أخبرنا الشيخ الأمين ابو عبد الله محمد بن شهريار الخازن بقرائتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام في شوال سنة اثني عشرة وخمسمائة قال أملى علينا ابو عبد الله محمد بن محمد البرسي قال أخبرني ابو طاهر محمد بن الحسين القرشي المعدل قال حدثنا ابو عبد الله أحمد بن أحمد بن حمران الأسدي قال حدثنا ابو أحمد اسحق بن محمد بن علي المقري قال حدثنا عبد الله قال حدثنا عبيد الله بن محمد بن الأيادي قال حدثنا عمر بن مدرك قال حدثنا يحيى بن زياد الملكي قال أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن عطية العوفي قال : خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري زائرين قبر الحسين بن علي بن أبي طالب " ع " فلما وردنا كربلا دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ثم اتزر بأزار وارتدى بآخر ثم فتح صرة فيها سعد فنثرها على بدنه ثم لم يخط خطوة إلا ذكر الله تعالى حتى إذا دنا من القبر قال ألمسنيه فألمسته فخر على القبر مغشيا عليه فرششت عليه شيئا من الماء فلما أفاق قال يا حسين ثلاثا ثم قال حبيب لا يجيب حبيبه ثم قال و أنى لك بالجواب وقد شحطت أوداجك على أثباجك وفرق بين بدنك ورأسك فاشهد انك ابن خاتم النبيين وابن سيد المؤمنين وابن حليف التقوى وسليل الهدى وخامس أصحاب الكساء وابن سيد النقباء وابن فاطمة سيدة النساء وما لك لا تكون هكذا وقد غذتك كف سيد المرسلين وربيت في حجر المتقين ورضعت من ثدي الإيمان وفطمت بالإسلام فطبت حيا وطبت ميتا غير ان قلوب المؤمنين غير طيبة لفراقك ولا شاكة في الخيرة لك فعليك سلام الله ورضوانه وأشهد انك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريا .
    ثم جال بصره حول القبر وقال : السلام عليكم أيتها الأرواح التي حلت بفناء الحسين وأناخت برحله وأشهد أنكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم الملحدين وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين
    والذي بعث محمدا بالحق نبيا لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه .
    قال عطية : فقلت له يا جابر كيف ولم نهبط واديا ولم نعل جبلا ولم نضرب بسيف والقوم قد فرق بين رؤوسهم وأبدانهم و أوتمت أولادهم و أرملت أزواجهم فقال يا عطية سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول من أحب قوما حشر معهم ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم والذي بعث محمدا بالحق نبيا ان نيتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين " ع " وأصحابه . خذني نحو إلى أبيات كوفان فلما صرنا في بعض الطريق قال يا عطية هل أوصيك وما أظن انني بعد هذه السفرة ملاقيك أحبب محب آل محمد صلى الله عليه وآله ما أحبهم وابغض مبغض آل محمد ما أبغضهم وإن كان صواما قواما و ارفق بمحب محمد وآل محمد فانه إن تزل له قدم بكثرة ذنوبه ثبتت له اخرى بمحبتهم فان محبهم يعود إلى الجنة ومبغضهم يعود إلى النار (1)

    وقال الشيخ فوزي أل السيف أيضآ
    : "

    فإنه قد التزم الشيخ الطبري بأنني ( سميته بكتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى صلوات الله عليهم ولا أذكر فيه إلا المُسنَد من الأخبار عن المشايخ الكبار والثقاة الأخيار .. ) والشيخ الطبري وهو من تلاميذ ابن شيخ الطائفة الطوسي أعلى الله مقامهم في تلك الطبقة يمكن أن تقبل شهادته في التوثيق وأنها عن حس لا عن حدس واجتهاد . ومع هذا يمكن الاطمئنان إلى وثاقة من هم في سند هذه الرواية التي نقلها في كتابه . . فإنهم يتحدثون في علم الرجال في باب التوثيقات العامة عن كتاب بشارة المصطفى كواحد من الكتب التي تفيد وثاقة من ورد في أسانيد رواياته ـ إما كل من ورد في سلسلة السند كما لعله الأظهر باعتبار أن صاحب الكتاب وهو الضليع في هذا الفن يريد أن يصحح رواياته وهذا لا يتم إلا بالحكم بوثاقة من هم في السند جميعا وإما خصوص مشايخه على الخلاف المبحوث في بابه "
    .اهــ



    أقول : وجاء في كتاب مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي (*) ج2 زيارة جابر أيضآ لقبر الإمام الحسين عليه السلام : ـ أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو جعفر محمد بن عمر بن أبي علي ـ كتابة ـ ، أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسين زيد بن الحسن بن علي البيهقي ، أخبرنا السيد الإمام النقيب عليّ بن محمد بن جعفر الحسني ، حدثنا السيد الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون الحسني ، أخبرنا أبي ، أخبرنا أبو أحمد إسحاق بن أحمد المقري ـ بالكوفة ـ ، حدثنا عبد الله بن محمد الأيادي ، حدثنا عمر بن مدرك ، حدثنا محمد بن زياد المكي ، أخبرنا جرير ابن عبد الحميد ، عن الأعمش ، عن عطية العوفي ، قال : خرجت مع جابر ابن عبد الله الأنصاري زائرا قبر الحسين بن علي فلما وردنا كربلاء ، دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ، ثم اتزر بإزار وارتدى بآخر ، ثم فتح صرّة فيها سعد فنثره على بدنه ، ثم إنّه لم يخط خطوة إلّا ذكر فيها الله تعالى ، حتى إذا دنا من القبر قال : المسنية يا عطيّة! فألمسته ، فخر على القبر مغشيا عليه ، فرششت عليه شيئا من الماء ، فلما أفاق قال : يا حسين يا حسين ـ ثلاثا ـ ثمّ قال : حبيب لا يجيب حبيبه ، وأنى لك بالجواب ، وقد شخبت أوداجك على أثباجك ، وفرق بين رأسك وبدنك؟ فأشهد أنّك ابن خاتم النبيين ، وابن سيد الوصيين ، وحليف التقى ، وسليل الهدى ، وخامس أصحاب الكساء ، وابن سيد النقباء ، وابن فاطمة سيدة النساء ، ومالك لا تكون هكذا ، وقد غذتك كفّ محمّد سيد المرسلين ، وربيت في حجور المتقين ، وأرضعت من ثدي الإيمان ، وفطمت حيا ، وطبت عيشا ، غير أنّ قلوب المؤمنين غير طيبة بفراقك ، ولا شاكة في الخيرة لك ، فعليك سلام الله ورضوانه ، فأشهد أنك مضيت على ما مضى يحيى بن زكريا.
    قال عطية : ثمّ جال ببصره حول القبر ، فقال : السلام عليكم أيتها الأرواح الطيبة التي بفناء الحسين أناخت برحله؟ أشهد أنكم قد أقمتم الصلاة ، وآتيتم الزكاة ، وأمرتم بالمعروف ، ونهيتم عن المنكر ، وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين
    ، فو الذي بعث محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله بالحق لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه. قال عطيّة : فقلت لجابر بن عبد الله : فكيف ولم نهبط واديا ، ولم نعل جبلا ، ولم نضرب بسيف ، والقوم قد فرق بين رءوسهم وأبدانهم ، فاوتمت الأولاد ، وارملت الأزواج؟ فقال لي : يا عطية! سمعت جدّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : «من أحبّ قوما حشر معهم ، ومن أحبّ عمل قوم اشرك في عملهم».
    أحدر بي نحو أبيات كوفان ، فلما صرنا في الطريق ، قال : يا عطية! هل اوصيك ، وما أظنني بعد هذه السفرة الاقيك؟ أحب محبّ آل محمّد ما أحبهم ، وأبغض مبغض آل محمد ما أبغضهم ، وإن كانوا صوّاما قوّاما. اهـــ

    قال المحقق الماحوزي بإعتبار السند.


    - وقالت الدكتورة السنية عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ : وخرج الحارس بنساء الحسين وصبيته يسايرهم بالليل متلطفآ فيكونون أمامه حيث لايفوتون طرفه ، فإذا نزلوا تنحى عنهم وتفرق هو وأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم ، بحيث إذا أراد إنسان منهم وضوءآ أو قضاء حاجة لم يحتشم ، فلم يزل ينازلهم في الطريق هكذا ، وهو يسألهم من حين إلى حين : (( هل من حاجة ؟ )) قالت (( زينب )) مرة - لوعرجت بنا على ((كربلاء )) ؟ فأجاب محزونآ - أفعل ومضى بهم حتى أشرفوا على الساحة المشئومة كان قد مضى على المذبحة يومئذ أربعون يومآ ، وماتزال الأرض ملطخة ببقع من دماء الشهداء ، وبقية من أشلاء عفنة ، عف عنها وحش الفلاة . وناحت النوائح ، واقمن هناك ثلاثة أيام لم تهدأ لهن لوعة ولم ترقأ لهن دمعة ، ثم أخذ الركب المنهك طريقه الى مدينة (( الرسول )) انتهى النقل (2).



    -و ذكر أيضآ العلامة السني الاسفرايني هذا النص : "وأمّا علي وأخواته لمَّا خرج بهم القائد من دمشق ووصلوا إلى بعض الطريق ، قالوا : بالله عليك يا دليلنا , مرَّ بنا على طريق كربلاء ؛ لكي نجدّد عهداً بيننا لهم .

    فقال : سمعاً وطاعة . وسار بهم إلى أن دخلوا كربلاء , وكان ذلك يوم عشرين من شهر صفر , فوافاهم جابربن عبد الله الأنصاري وجماعة من أهل المدينة، وأقام البكاء والحزن حتّى ضجَّت الأرض (3) انتهى النقل
    ​.


    ـــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1)
    بشارة المصطفى ص 75 .
    (*) قال عن الخوارزمي إسماعيل باشا في كتابه هدية العارفين ( الوراق)( (2/ 198 ) - ( 1/199 ) : خطيب خوارزم أبو الوليد الوليد الموفق بن أحمد بن محمد المكي الحنفي المعروف بأخطب خوارزم ولد سنة 484 وتوفي سنة 568 ثمان وستين وخمسمائه صنف مناقب الامام ابو حنيفه ).

    (2) راجع كتابها تراجم سيدات بيت النبوة رضي الله عنهن ص777- 778 ، ط1، 1407
    هــ
    (3) نور العين في مشهد الحسين رضي الله عنه ص72 .
    التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 28-09-2023, 07:00 AM.




    تعليق


    • #3


      - رد الرأس الشريف الى كربلاء يوم الأريعين 20 صفر :

      جاء في مقالة الباحث السني إبراهيم أحمد الشريف في صحيفة اليوم السابع بعنوان : بمناسبة كربلاء.. أين تستقر رأس الحسين؟.. مدن العراق ومصر وسوريا والمدينة تتنافس على ضم الرأس الشريف وتستعين بآراء المؤرخين.. و"البهرة الشيعة" يؤكدون: فى " القدس" : كربلاء

      اشتهر هذا القول عند فريق كبير من علماء المسلمين من الفريقين، فمن أهل السنة ما ذهب اليه الشبراوى، والقزوينى، وأبو ريحان البيرونى، حيث يقول: فى العشرين من صفر رُدَّ الرأس إلى جثته فدفن معها.

      كما أكد ذلك ابن حجر العسقلانى فى كتابه (الإصابة فى تمييز الصحابة 7:2) وعلّق على هذا الرأى بقوله، ولهذا السبب يُعبِّر البعض عن يوم الأربعين بـ "يوم مَرَدّ الرأس" فى العراق. " انتهى النقل





      - التذكره - للقرطبي
      و الإمامية تقول إن الرأس أعيد إلى الجثة بكربلاء بعد أربعين يوما من المقتل و هو يوم معروف عندهم يسمون الزيارة فيه زيارة الأربعين و ما ذكر أنه في عسقلان في مشهد هناك أو بالقاهرة فشيء باطل لا يصح و لا يثبت "






      وأنقل التالي عن مقتل الحسين للمقرم:

      وفي شرح همزيّة البوصيري لابن حجر اُعيد رأس الحسين (ع) بعد أربعين يوماً من قتله .

      وقال سبط ابن الجوزي : الأشهر أنّه رُدَّ إلى كربلاء فدفن مع الجسد
      (1) .
      والمناوي في الكواكب الدريّة 1 / 57 ، نقل اتّفاق الإماميّة على أنّه اُعيد إلى كربلاء ، وإنّ القرطبي رجّحه ولَم يتعقبه ، بل نسب إلى بعض أهل الكشف والشهود أنّه حصل له اطّلاع على أنّه اُعيد إلى كربلاء .

      وقال أبو الريحان البيروني : في العشرين من صفر ردَّ رأس الحسين (ع) إلى جثّته حتّى دُفِن مع جثته "
      . (2).

      وأنقل التالي :جاء عن أبي عبد الله بن زكريا القزويني المتوفى سنة 682 قوله في كتابه (عجائب المخلوقات) هامش (حياة الحيوان الكبرى) للدميري ج1 ص 109 : " اليوم الأول من شهر صفر هو عيد بني أمية ، لأن رأس الحسين (عليه السلام) قد ورد دمشق في مثل ذلك اليوم ، وفي العشرين من ذلك الشهر رد رأسه إلى البدن ".






      ـــــــــــــــــــــــــــــــ


      (1) تذكرة الخواص / 150 .
      (2) الآثار الباقية 1 / 331 .​​




      تعليق


      • #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الاستاذة الفذة وهج الايمان المحترمة
        اولا مشكورة على تلبية طلبي والتعريج على الموضوع وبيان بعض الامور الخاصة بأربعينية الحسين ع لكنني لحد الان لم اصل الى ضالتي المنشودة وهي الاربعين من حيث عدد الايام حيث هناك اختلاف حتى ما بين علماء الشيعة وسابين بعضا من ذلك
        اختي في الله قد يكون في خبايا القلوب انني ضد الاربعين ....فلا والف لا وشخصيا من اجل الشيعة والتشيع وصلت في حكم الطاغية هدام حسين الى الاعدام لكن عناية الله انقذتني لله الحمد ...ولنا اسوة في انبياء الله ع ابراهيم ع حينما طلب من ربه ان يريه كيف يحي الموتى قال اولا تؤمن قال بلى لكن ليطمئن قلبي كذلك شخصيا وجدت في شخصك الكريم بالاضافة للاستاذ الهادي علوم غزيرة وجمة ومعنويات عالية طمعت فيها للوصول الى الهدف المنشود وعذرا على الاطالة ...هل للاربعين معنى غير المألوف ...
        اما المقصد ان سبي الحسين ع تحرك من كربلاء الى الكوفة عاصمة الوالي ابن زياد اللعين وهذا بدوره كتب الى خليفة الجور والفجورالطاغية يزيد يخبره بما جرى والمسافة هي من الكوفة الى تكريت الموصل نصيبين بعلبك حمص ودمشق طويلة جدا فبكم قطعها رسول ابن زياد وبكم وصل السبي وبكم عاد هذا الامر الذي يحيرني عن الاربعين ...واليك بعض المعترضين ارجوا ابداء الرأي :-

        لقد كان من المشهور بين علماء الشيعة في ما مضى أن ابن نما الحلّي (المتوفَّى 645 ق) في كتابه (مثير الأحزان) وكذلك السيّد ابن طاووس في كتابه اللهوف) من القائلين بوصول أهل البيت عليهم السلام إلى كربلاء في يوم العشرين من صفر (عام 61 هـ ق)[29] وقد أكّد على هذه النقطة أيضاً بعض المحقّقين المعاصرين, عندما حاول أن يجيب عن هذه الشبهة ويردّ رأي المنكرين لتلك الزيارة في الأربعين[30].

        لكن هذا الإعتقاد ليس في محلّه، لأنّه لم يصرّح أيّ واحدٍ من هذين العلمين في كلماتهما أبداً عن موضوع مجيء أهل البيت إلى كربلاء, في العشرين من صفر, بل اقتصر كلامهما على حكاية ورود أهل البيت عليهم السلام إلى كربلاء والملاقاة مع جابر فقط[31], بل إنّ ابن طاووس (ره) نفى صراحة وصول أهل البيت عليهم السلام إلى كربلاء في يوم العشرين من صفر في كتابه (الإقبال بالأعمال الحسنة، والذي استمرّ في تأليفه منذ ما قبل وفاته بتسع سنوات إلى آخر عمره أي إلى العام السبعين من عمره)[32] فهو بعد أن ينقل رأي الشيخ المفيد (ره) والشيخ الطوسيّ (ره) والرأي القائل بأنّ يوم الأربعين هو يوم خروج الأسرى من الشام إلى كربلاء.. هناك ينفي صراحةً وصولهم إلى كربلاء في العشرين من صفر، وهذا كلامه:

        (وجدت في المصباح أنّ حرم الحسين عليه السلام وصلوا المدينة مع مولانا عليّ بن الحسين عليه السلام يوم العشرين من صفر[33].

        وفي غير المصباح أنّهم وصلوا إلى كربلاء أيضاً في عودتهم من الشام يوم العشرين من صفر, وكلاهما مستبعد, لأنّ عبيد الله بن زياد, لعنه الله, كتب إلى يزيد يعرّفه ما جرى ويستأذنه في حملهم ولم يحملهم حتّى جاء الجواب إليه, وهذا يحتاج إلى نحو عشرين يوماً أو أكثر منها؛ لأنّه لمّا حملهم إلى الشام روي أنّهم قاموا فيها شهراً في موضع لا يكنّهم من حرّ ولا برد، وصورة الحال تقتضي أنّهم تأخّروا أكثر من أربعين يوماً من يوم قتله عليه السلام إلى أن وصلوا إلى العراق أو المدينة.

        وأمّا تعريجهم على كربلاء, في طريق عودتهم إلى المدينة, فيمكن ذلك, ولكنّه لا يكون حينئذٍ وصولهم إليها يوم العشرين من صفر, لأنّهم اجتمعوا, على ما رُوي, بجابر بن عبد الله الأنصاريّ, فإن كان جابر وصل زائراً من الحجاز فيحتاج وصول الخبر إليه ومجيئه أكثر من أربعين يوماً, وعلى أن يكون جابر وصل من غير الحجاز, من الكوفة أو غيرها[34]. كما هو ظاهر فإنّ ابن طاووس لم ينف, من الأصل, مجيء أهل البيت عليهم السلام لا في كتاب اللهوف ولا في كتاب الإقبال، وكذلك فإنّ العبارة الأخيرة للسيّد في الإقبال هي قرينة واضحة على أنّه لم يقل بوصول أهل البيت عليهم السلام في الأربعين إلى كربلاء- كما نسب إليه البعض خطأ- لأنّه لو كان رأيه هو هذا لبيّنه في كتاب (الإقبال) الذي كتبه بعد اللهوف بعدّة سنوات، فيقول مثلا ً: إنّي قد رجعت عن قولي الذي ورد في كتاب اللهوف, وكلامي النهائيّ في هذه المسألة هو ما أذكره هنا.

        وعليه فإنّ ابن طاووس وابن نما يُعتبران من المنكرين لوصول أهل البيت عليهم السلام إلى كربلاء في العشرين من شهر صفر سنة (61 ق).

        2-ومن المنكرين أيضاً لتلك المسألة العلّامة المجلسيّ (المتوفَّى 111 ق) وقد كتب حول هذا الموضوع: (إعلم أنّه ليس في الأخبار ما العلّة في استحباب زيارته صلوات الله عليه في هذا اليوم. والمشهور بين الأصحاب أنّ العلّة في ذلك رجوع حرم الحسين صلوات الله عليه في مثل ذلك اليوم إلى كربلاء عند رجوعهم من الشام وإلحاق عليّ بن الحسين صلوات الله عليه الرؤوس بالأجساد، وقيل في مثل ذلك اليوم رجعوا إلى المدينة، وكلاهما مستبعدان جدّاً لأنّ الزمان لا يسع ذلك كما يظهر من الأخبار والآثار، وكون ذلك في السنة الأخرى أيضاً مستبعد[35].

        3- ومنهم أيضاً الميرزا حسين النوريّ (1254 ـ 1320 ق) مؤلّف كتاب (مستدرك الوسائل) فهو بعد أن ينقل في كتابه (اللؤلؤ والمرجان) كلام السيّد ابن طاووس في اللهوف الذي يؤيّد مسألة مجيء الأسرى إلى كربلاء, يأخذ بنقد ذلك الرأي وينفيه, ونحن سنستعرض, في هذه المقالة بالتفصيل, إلى أدلّته التي اعتمد عليها.
        [30] السيّد محمّد عليّ القاضي الطباطبائيّ (تحقيق در بارهء أوّل أربعين حضرت سيّد الشهداء عليه السلام )، ص 21.​

        [31] هذه هي عبارة ابن نما في هذه الحادثة:

        (ولمّا مرّ عيال الحسين عليه السلام بكربلاء، وجدوا جابر بن عبد الله الأنصاريّ وجماعة من بني هاشم قدموا لزيارته في وقتٍ واحدٍ، فتلاقوا بالحزن والإكتئاب والنوح على هذا المصاب المقرح لأكباد الأحباب) مثير الأحزان، ص 86.

        وكتب أيضاً ابن طاووس حول هذا الموضوع، (ولمّا رجع نساء الحسين عليه السلام وعياله من الشام وبلغوا العراق، قالوا للدليل مرّ بنا على طريق كربلاء، فوصلوا إلى موضع المصرع فوجدوا جابر بن عبد الله الأنصاريّ وجماعة من بني هاشم ورجالا ًمن آل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد وردوا لزيارة قبر الحسين عليه السلام فوافوا في وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد واجتمع إليهم نساء ذلك السواد فأقاموا على ذلك أيّاماً)، اللهوف، ص 114.

        [32] السيّد ابن طاووس، الإقبال، ج 3، ص 370.​
        [33] يجب الإلتفات إلى أنّ عبارة الشيخ الطوسيّ في مصباح المتهجّد هي (الرجوع) وليس (الوصول) كما قال ابن طاووس، وهذه هي عبارة الشيخ:

        (وفي يوم العشرين منه كان رجوع حرم سيّدنا أبي عبد الله الحســـين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام من الشــام إلـــى مدينـــة الرســــول صلى الله عليه واله وسلم ). ومن الواضح أنّ الرجوع إلى المدينة هو غير الوصول إليها، ومن هنا يظهر أنّ بيان ابن طاووس لكلام الشيخ ليس صحيحاً، وعليه فإنّ النسبة التي جعلها ابن طاووس إلى الشيخ حول وصول أهل البيت عليهم السلام إلى المدينة واستبعاده لذلك هي منتفية أصلاً وموضوعاً.

        [34] ابن طاووس، الإقبال، ج 3، ص 100 101 المجلسيّ، بحار الأنوار، ج 98، ص 335 336.
        [[35] بحار الأنوار، ج 98، ص 332.​
        وانتظر الرد مع التقدير .

        تعليق


        • #5
          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          ممتنة لكم
          في نفس النقل الذي نقلته أنت يوجد الرد على هذه الإشكالات واصل القراءة وستجد الرد في نفس المصدر الذي تنقل عنه وفيه الخلاصة وصول الركب سنة 61 في 20 صفر




          تعليق


          • #6
            هذا السؤال وجه لمركز الرصد العقائدي :

            وردنا_سؤال هل صحيحٌ أنَّ زينبَ عليها السّلام لم تذهَب إلى كربلاء؟ بل ذهبَت إلى المدينةِ مُباشرةً؟

            الجواب :
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

            المشهورُ بينَ الشيعةِ أنّ موكبَ السبايا مرّوا بكربلاءَ أثناءَ رجوعِهم منَ الشامِ إلى المدينة، ووصلوا في يومِ العشرينَ مِن صفر، وهيَ زيارةُ الأربعين، والتقوا بجابرٍ بنِ عبدِ اللهِ الأنصاري فيها، والمشهورُ أنّ الإمامَ زينَ العابدين (ع) ردّ رأسَ الإمامِ الحُسين (ع) لبدنهِ الشريفِ في الأربعينِ أيضاً.



            قالَ أبو الرّيحانِ البيروني (ت 440 هـ): وفي العشرين (يعني مِن صفر) رُدّ رأسُ الحسينِ إلى مجثمِه (جثّتِه خ ل) حتّى دُفنَ معَ جُثّتِه، وفيهِ زيارةُ الأربعين، وهُم حرمُه بعدَ انصرافِهم من الشام. (الآثارُ الباقيةُ منَ القرونِ الخالية لأبي الريحانِ البيروني، ص422).



            وقالَ ابنُ نما الحلّي ( ت 645 هـ): ولمّا مرَّ عيالُ الحُسينِ (ع) بكربلاءَ وجدوا جابراً بنَ عبدِ اللهِ الأنصاري رحمةُ اللهِ عليه وجماعةً مِن بني هاشمٍ قدموا لزيارتِه في وقتٍ واحدٍ فتلاقوا بالحُزنِ والاكتئابِ والنوحِ على هذا المُصابِ المُقرّحِ لأكبادِ الأحباب. (مثيرُ الأحزانِ لابنِ نما، ص86).



            وقالَ السيّدُ ابنُ طاووس (ت 664 هـ): قالَ الرّاوي: لمّا رجعَت نساءُ الحُسينِ عليهِ السّلام وعيالهُ منَ الشامِ وبلغوا العراق، قالوا للدّليل: مُرَّ بنا على طريقِ كربلاء، فوصلوا إلى موضعِ المصرع، فوجدوا جابراً بنَ عبدِ اللهِ الأنصاري (ره) وجماعةً مِن بني هاشم، ورجالاً مِن آلِ رسولِ الله (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) قد وردوا لزيارةِ قبرِ الحُسين (عليه السلام) فوافوا في وقتٍ واحدٍ وتلاقوا بالبكاءِ والحُزنِ واللطم، وأقاموا المآتمَ المُقرّحةَ للأكباد، واجتمعَ إليهم نساءُ ذلكَ السّواد، فأقاموا على ذلكَ أيّاماً. (اللهوفُ لابنِ طاووس، ص114).



            ونقلَ السيّدُ مُحسنٌ الأمين عن بعضِ نُسخِ بشارةِ المُصطفى تتمّةً لخبرِ زيارةِ جابرٍ بنِ عبدِ اللهِ الأنصاري في يومِ الأربعين، قالَ: كتابُ بشارةِ المُصطفى وغيرُه بسندِه عن الأعمشِ عَن عطيّةَ العوفي قالَ خرجتُ معَ جابرٍ بنِ عبدِ اللهِ الأنصاري رضيَ اللهُ عنه زائراً قبرَ الحُسينِ عليهِ السلام فلمّا وردنا كربلاءَ دنا جابرٌ مِن شاطئِ الفراتِ فاغتسلَ ثمَّ اتّزرَ بإزارٍ وارتدى بآخر ... قالَ عطيّة : فبينما نحنُ كذلكَ وإذا بسوادٍ قد طلعَ مِن ناحيةِ الشام، فقلتُ يا جابر هذا سوادٌ قد طلعَ مِن ناحيةِ الشام، فقالَ جابرٌ لعبدِه انطلِق إلى هذا السّوادِ وائتِنا بخبرِه فإن كانوا مِن أصحابِ عُمرَ بنِ سعد فارجِع إلينا لعلّنا نلجأ إلى ملجأ وإن كانَ زينُ العابدينَ فأنتَ حرٌّ لوجهِ اللهِ تعالى . قالَ فمضى العبدُ فما كانَ بأسرعِ مِن أن رجعَ وهوَ يقول: يا جابرُ قُم واستقبِل حرمَ رسولِ اللهِ هذا زينُ العابدينَ قد جاءَ بعمّاتِه وأخواتِه ، فقامَ جابرٌ يمشي حافي الأقدامِ مكشوفُ الرّأسِ إلى أن دنا مِن زينِ العابدينَ عليهِ السّلام فقالَ الإمام: أنتَ جابرٌ؟ فقالَ: نعَم يا ابن رسولِ الله فقال: يا جابرُ ههُنا واللهِ قُتلَت رجالُنا وذُبحَت أطفالنا وسُبيَت نساؤنا وحُرقَت خيامُنا اهـ . (أعيانُ الشيعةِ: 4 / 47، لواعجُ الأشجان، ص241).



            وقالَ الشيخُ الصدّوق: حدّثني بذلكَ محمّدٌ بنُ علي ماجيلويه (رحمَه الله) ، عن عمّه محمّدٍ بنِ أبي القاسم ، عَن محمّدٍ بنِ عليٍّ الكوفي ، عن نصرٍ بنِ مزاحم ، عن لوط بنِ يحيى ، عن الحارثِ بنِ كعب ، عن فاطمةَ بنتِ عليٍّ (صلواتُ اللهِ عليهما) : ثمَّ إنَّ يزيد (لعنَه الله) أمرَ بنساءِ الحُسينِ (عليه السّلام) فحُبسنَ معَ عليٍّ بنِ الحُسين (عليهما السّلام) في محبسٍ لا يكنُّهم مِن حرٍّ ولا قر حتّى تقشّرَت وجوهُهم، ولم يُرفَع ببيتِ المقدسِ حجرٌ عن وجهِ الأرضِ إلّا وُجدَ تحته دمٌ عبيط، وأبصرَ الناسُ الشمسَ على الحيطانِ حمراءَ كأنّها الملاحفُ المُعصفرة، إلى أن خرجَ عليٌّ بنُ الحُسين (عليهما السلام) بالنسوةِ، وردَّ رأسُ الحُسينِ (عليه السّلام) إلى كربلاء. (الأمالي للصّدوق، ص231).



            ونقل العلّامةُ المجلسيّ أنّهُ المشهورُ وذلكَ عندَ ذكرِ الأقوالِ في علّةِ استحبابِ زيارةِ الحُسينِ (ع) يومَ الأربعين: والمشهورُ بينَ الأصحابِ أن العلّةَ في ذلكَ رجوعُ حرمِ الحُسينِ صلواتُ اللهِ عليه في مثلِ ذلكَ اليوم إلى كربلاء عند رجوعِهم منَ الشام، وإلحاقُ عليٍّ بنِ الحُسين صلواتُ اللهِ عليه الرّؤوسَ بالأجساد. (بحارُ الأنوار: 93 / 334).

            ثمَّ ذكرَ أقوالاً أخرى.



            وقالَ القزويني ( ت 682 هـ): صفر: ... اليومُ الأوّلُ منهُ عيدُ بني أميّةَ أدخلَت فيهِ رأسَ الحُسينِ بدمشق، والعشرونَ منه ردَّت رأس الحُسين رضيَ اللهُ عنهُ إلى جُثّته. (عجائبُ المخلوقاتِ وغرائبُ الموجودات للقرزويني، ص٦٨).



            وقالَ النويريّ (ت 733 هـ) عندَ ذكرِ الأقوالِ في مدفنِ الرّأسِ الشريف: وأمّا مَن قال: إنّهُ أعيدَ إلى الجسدِ ودُفنَ معه، فمنهم مَن يقول: إنَّ يزيد أعادَه بعدَ أربعينَ يوماً. (نهايةُ الإربِ في فنونِ العرب للنويري: 20 / 477).



            وقالَ ابنُ حجرٍ الهيتمي (ت 973 هـ): وقيلَ أعيدَ إلى الجثّةِ بكربلاءَ بعدَ أربعينَ يوماً مِن قتله. (الصّواعقُ المُحرقة، ص199).



            وغيرُها منَ النصوصِ الكثيرة.



            وهذه النصوصُ كافيةٌ لإثباتِ هذه القضيّةِ التاريخيّة.

            ( 2 )

            ذهبَ بعضُ العلماءِ أمثالُ السيّدِ ابنِ طاووس والعلّامةِ المجلسي، إلى استبعادِ وصولِ موكبِ السبايا في العشرينَ مِن صفر بادّعاءِ أنّ الزمانَ لا يسعُ لذلك، بل كانَ ذلكَ في السنةِ اللاحقةِ وليسَ في نفسِ السنة، أو كانَ في يومٍ آخر بعدَ العشرين مِن صفر.

            وقد بيّنا إمكانَ ذلكَ في منشورٍ سابق.




            ( 3 )

            وما نُقلَ عن الشيخِ المُفيدِ والطوسي والكفعمي، مِن عدمِ ذكرِهم وصولَ موكبِ السّبايا إلى كربلاء في يومِ العشرينَ مِن صفر، فهؤلاءِ لم يُنكروا أصلَ زيارةِ موكبِ السبايا لقبرِ أبي عبدِ اللهِ الحُسين (ع) عندَ رجوعِهم منَ الشامِ إلى المدينة، فهُم ساكتوَن عنه، والسّكوتُ غيرُ الإنكار، ولعلّه لم يصِلهم خبرٌ مُسندٌ عن مشايخِهم يعوّلونَ عليه، هذا معَ أنّ الشيخَ المُفيدَ بنى كتابَه على الاختصار.



            والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.​ " انتهى




            تعليق


            • #7




              - إثبات عودة السبايا مع الرؤوس يوم الأربعين للسيد الروحاني وجواب شبهة مسافة الطريق


              هذا السؤال وجه للسيد الروحاني :

              عن امكانية عودة السبايا يوم الاربعين الى كربلاء؟
              استفتاء:
              بسم الله الرحمن الرحيم
              سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد صادق الروحاني ( دامت بركاته)
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              يُشكل علينا البعض بقولهم هل من المعقول أن تكون فترة السبي ورجوع سبايا أهل البيت عليهم السلام إلى كربلاء مدة أربعين يوما فقط، بحيث تقطع المسافة الطويلة من كربلاء إلى الكوفة ومن الكوفة إلى الشام عبر شمال العراق وتركيا، مرورا بلبنان ومن ثم إلى الشام؟ وبعدها العودة الى كربلاء في يوم الأربعين ؟ أرجو التفضل بالإجابة مع التفصيل؟
              رابطة فذكر الثقافية
              جواب:
              الجواب: باسمه جلت اسماؤه
              أولا.. لا شك لدينا في أن عودة موكب سبايا آل الرسول صلى الله عليه وآله الى كربلاء ومعهم رؤوس الشهداء كانت في يوم الأربعين من نفس السنة التي استشهد بها الامام الحسين عليه السلام وهي سنة 61 للهجرة ، بعد أن نقلهم الأعداء الى الكوفة وامضوا فيها عدة أيام قبل ان يذهبوا بهم الى الشام، وقد ذكرت النصوص الواردة انهم التقوا في ذاك اليوم الأليم عند عودتهم الى كربلاء مع الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري الذي قدم من المدينة المنورة بعد استشهاد الامام الحسين لزيارة قبره فكانت تلك الزيارة في تلك السنة هي اول زيارة أربعين للإمام الحسين عليه السلام في اربعينيته الاولى، ومن الثابت ايضا ان زيارة الأربعين هي من الزيارات المعتبرة وقد ورد الحث في الاحاديث عليها حتى ورد انها من علامات المؤمن الخمس، وهو ما حافظ عليه المؤمنون عاما بعد عام.
              ثانيا.. ان الرأي المشهور والمعتبر عند الشيعة منذ القدم هو انهم عادوا في تلك السنة ومروا الى كربلاء في طريق عودتهم الى المدينة المنورة، رغم وجود رأي قال به بعض قدماء علمائنا وهو احتمال ان لا تكون عودتهم في نفس السنة بل يرون أنه يمكن ان تكون في السنة التالية او في وقت متأخر عن يوم العشرين من صفر وذلك استنادا الى قرينة استبعاد ان تكون الفترة الزمنية كافية لهذه الرحلة الطويلة الى الشام مع العودة الى كربلاء.
              ولكن هذا الرأي لا يمكن الاستناد اليه خاصة بعد ملاحظة وجود ادلة قاطعة تؤكد إمكانية قطعهم لتلك المسافات في الأيام التي ساروها بل على حصول ذلك فعلا انسجاما مع الروايات الدالة على ذلك ، وفق البيان التالي:
              أ‌- من الثابت ان جيش الأعداء قد اصطحبوا الاسارى والسبايا الى الكوفة في اليوم الحادي عشر من محرم، واركبوهن على النياق ( وهي الجمال ) وقد ورد في بعض النصوص انها كانت بلا وطاء، وقد دخلوا الكوفة في اليوم الثاني عشر او الثالث عشر من شهر محرم.
              ب‌- تذكر النصوص التاريخية ان انطلاق موكب السبايا والاسارى نحو الشام كان في اليوم التاسع عشر من محرم وفي قول آخر كان ذلك في اليوم الخامس عشر منه.وان دخولهم الى الشام كان في اليوم الأول من شهر صفر،
              وهذا يعني ان مدة المسير من الكوفة الى الشام كانت حوالي 12 يوما على رواية، او 17 يوما على القول الاخر.
              ت‌- من المعروف تاريخيا انهم سلكوا في طريق الذهاب الطريق الأطول ابتداء من الكوفة نحو ما يعرف حاليا بشمال العراق حيث عبروا بغداد الى تكريت ثم الموصل وتلعفر، مرورا بنصيبين في الأراضي التركية حاليا ، وبعدها الى الأراضي السورية الى الرقة وحلب ( حيث مسجد النقطة ) ثم الى حماه وحمص ثم الى شرق لبنان حيث مروا بمدينة بعلبك واتجهوا بعدها شرقا نحو منطقة الزبداني وصولا الى مدينة دمشق من جهتها الغربية، لغاية أرادها الأعداء من استعراض قوتهم.
              اما في طريق عودتهم من الشام الى كربلاء فقد سلكوا طريقا اقصر وليس عامرا بالسكان كما هي حال طريق الذهاب، وهو قريب من حدود الأردن حاليا عبر مرورهم بالأنبار الى كربلاء قبل ان يكملوا عودتهم نحو المدينة المنورة، بعد ان امضوا أياما في الشام قدرها العلامة المجلسي بانها عشرة أيام، وهي الأقرب الى الواقع ..
              ث‌- بملاحظتنا لمسافة الطريق الطويل من الكوفة الى الشام فإنه يبلغ وفق الحسابات المعروفة في زماننا حوالي 1900 كلم،
              وهذا يعني انهم قطعوا يوميا ما بين 120 الى 150 كلم. وهذا أمير يسير بالنسبة لسير الجمال.
              ج‌- اذا لاحظنا ان الجمال لها قابلية السير لمسافات طويلة حتى بدون ماء، وأن معدل سرعتها كما يقول الخبراء في زماننا يصل في حده الأقصى ولمسافات ليست طويلة الى ما يقارب 65 الى 70 كلم في الساعة ، وأما مع المسافات الطويلة فإن الجمال تستطيع ان تسير بمعدل 40 كلم في الساعة ، وان معدل السير البطيء للجمل هو ما بين 8 الى 10 كلم في الساعة ، وهذا لا يزيد كثيرا عن سرعة الانسان الماشي التي يسير بما معدله 5 الى 7 كلم في الساعة.
              فإننا نلاحظ حينئذ ان القافلة قد سارت من الكوفة بسرعة اعتيادية جدا، فلم تكن بطيئة ولا سريعة وتقدر سرعتها بما بين 15 و20 كلم في الساعة، بمعدل يتراوح بين 8 و10 ساعات في اليوم ليس أكثر وهذا امر اعتيادي أيضا ولا غرابة فيه، رغم إمكانية ان يقطعوا تلك المسافة بزمن أقل لوجود نصوص تدلل على ان الأعداء كانوا يجدون بهن السير..
              ح‌- اما فيما يتعلق بطريق العودة الى كربلاء، فلم يكونوا بحاجة الى اكثر من خمسة أيام في رحلة العودة ، ويبدوا انهم ساروا بسرعة ابطأ من سرعة الذهاب الاعتيادية، بعد ان غادروا الشام بعد العاشر من شهر صفر اذ لم يبقوا بها اكثر من عشرة أيام كما تشير الى ذلك بعض النصوص، ولا وجه لبعض النصوص التي تشير الى بقاءهم اكثر اذ لم يكن ليزيد من مصلحة في ابقاءهم في الشام اكثر، خاصة بعد وفاة رقية وتقلب المزاج العام نتيجة خطبة زينب وكلام زين العابدين بحيث صار من مصلحته تعجيل ارجاعهم ،
              فتكون النتيجة ان وصول السبايا ومعهم الرؤوس الى كربلاء كان في يوم الأربعين من نفس تلك السنة، طبقا للنصوص الواردة ولا وجه لاستبعاد ذلك، كما وقع فيه بعض علماءنا السابقين لعدم التفاتتهم الى تلك الخصوصيات التي اشرنا الينا. انتهى




              تعليق


              • #8
                مشروعية زيارة الأربعين بالروايات الصحيحة وإثبات العلماء لقاء الركب الحسيني بجابر سنة 61 في 20 صفر للشيخ السند :
                • الشعائر الحسينية للشيخ محمد السند
                  ⚫️وجيزة في مستند زيارة الأربعين⚫️
                  🔹لتوضيح أساس المشروعية في المقام ونظائره نقدم بعض القواعد أوالضوابط:
                  1- إن أساس التشريع للأعمال والأمور ليس بالدليل الخاص بل بالدليل العام، وذلك لأن إنطلاق التشريع وبدء تولده وأصله يمتنع أن يكون من الدليل الخاص أو من التشريع الخاص، نظير إمتناع تشريع القانون الوزاري من دون القانون الدستوري و إمتناع تقنين القانون البرلماني من دون القانون الدستوري، وإمتناع تقنين القانون البلدي من دون القانون الوزاري فضلا عن القانون الدستوري.
                  2- والمراد والمقصود أن نطفة التشريع وأصله هو التشريع العام في البنود الدستورية وليس التشريعات الخاصة لأنها في الحقيقة منبثقة من أصل هو التشريع العام الفوقي، فيستحيل بدأ أصل وأساس التشريع من التقنين الخاص والدليل الخاص، وهذا ما يطلق عليه أن روح التشريع الخاص هو مستمد من التشريع العام الفوقي، وأن المقصد والغاية من التشريعات الخاصة هو التشريع العام والتشريعات العامة، لا العكس.
                  3- وعلى ما تقدم فإن حقيقة التشريع الخاص هو تركيب من عدة تشريعات عامة فوقية.
                  4- فالتشريع الخاص يمتنع أن يكون أساسه تشريعا وراء العمومات ، وبذلك يظهر وجه كلام صاحب الجواهر في الشهادة الثالثة في الأذان والإقامة (بل لو لا تسالم الأصحاب لأمكن دعوى الجزئية بناء على صلاحية العموم لمشروعية الخصوصية).
                  5- ومنه يتضح (أن الأصل في تشريع الخصوصية هو العمومات) هو أحد معاني كون محكمات الكتاب والعترة -العمومات الأولية الفوقية- معيار صحة الأدلة الخاصة، وأنه لابد من عرض الأدلة الخاصة المحكمات من الثقلين، وأن الشرط الركني لإعتبار الدليل الخاص هو موافقة الكتاب وسنة المعصومين ع وعدم مخالفتهما.
                  6- يتضح مما مر أن الأصل في مشروعية أي زيارة خاصة هو العمومات القطعية في زياراتهم صلوات الله عليهم، وأن الأدلة الخاصة هي تحت ظل الأدلة العامة لا أنها مؤسسة من رأس، بل هي تبيان لتنزل العمومات وتنزيلها، وما يكتنفه من خصوصيات. فليس شرعية الخصوصية متولدة جذرا من التقنين والأدلة الخاصة ومبتورة عن العمومات.
                  وأما الروايات الخاصة:
                  1-قال الشيخ المفيد في المزار: باب فضل زيارة الأربعين‏: وروى عن العسكري ع فضل زيارة الأربعين.
                  2- روى الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام روايتان إحداهما عن أبي محمد الحسن العسكري ع في فضل زيارة الأربعين ، والثانية عن الإمام الصادق ع وهو متن الزيارة للأربعين وذكر سندها.
                  وقال في مصباح المتهجد: و يستحب زيارته ع فيه و هي زيارة الأربعين: وَ فِي الْيَوْمِ الْعِشْرِينَ مِنْهُ كَانَ رُجُوعُ حَرَمِ سَيِّدِنَا- أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع مِنَ الشَّامِ إِلَى مَدِينَةِ الرَّسُولِ ص وَ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي وَرَدَ فِيهِ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَرَامٍ الْأَنْصَارِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ رَضِيَ عَنْهُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى كَرْبَلَاءَ لِزِيَارَةِ قَبْرِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ زَارَهُ مِنَ النَّاسِ ثم روى الروايتان في فضيلة زيارة الأربعين ومتن زيارة الأربعين.
                  3- وروى بن فتال في روضة الواعظين رواية فضل زيارة الأربعين عن العسكري ع وهو من علماء القرن الخامس أي قريب العهد بالطوسي.
                  4- وروى بن المشهدي وهو من علماء القرن السادس في المزار الكبير رواية فضل زيارة الأربعين ع بسنده إلى أبي هاشم الجعفري عن العسكري ع وطريقه عن الطوسي والمفيد وهو يروي بواسطة أو واسطتين عن الطوسي عن المفيد وكلامه بيان لكون رواية المفيد وتلميذه الطوسي هي من أصل أبي هاشم الجعفري الجليل وسندهما إليه صحيح وكذلك روى متن الزيارة عن الصادق ع بسند الطوسي عن صفوان بن مهران الجمال.
                  5- وروى بن طاووس في إقبال الأعمال قائلا: فصل‏ : فيما نذكره من فضل زيارة الحسين ع يوم العشرين من صفر و ألفاظ الزيارة بما نرويه من الخبر، ثم ذكر رواية العسكري ع باسناده الى الطوسي، وقال: أقول فإن قيل كيف يكون يوم العشرين من صفر يوم الأربعين إذا كان قتل الحسين ص يوم عاشر من محرم فيكون يوم العاشر من جملة الأربعين فيصير أحدا و أربعين فيقال لعله قد كان شهر محرم الذي قتل فيه ص ناقصا و كان يوم عشرين من صفر تمام أربعين يوما فإنه حيث ضبط يوم الأربعين بالعشرين من صفر فإما أن يكون الشهر كما قلنا ناقصا أو يكون تاما و يكون يوم قتله ص غير محسوب من عدد الأربعين لأن قتله كان في أواخر نهاره فلم يحصل ذلك اليوم كله في العدد و هذا تأويل كاف للعارفين و هم أعرف بأسرار رب العالمين في تعيين أوقات الزيارة للطاهرين‏.
                  ثم روى متن الزيارة، وزاد على ذلك بقوله: أقول و وجدت لهذه الزيارة وداعا يختص بها فذکر متن وداع، ثم قال: و أما زيارة العباس بن مولانا علي أمير المؤمنين ع و زيارة الشهداء مع مولانا الحسين فتزورهم في هذا اليوم بما قدمناه من زيارتهم في يوم عاشوراء و إن شاء بغيرها من‏ زياراتهم المنقولة عن الأصفياء).
                  رواية ثالثة
                  6-روى بن طاووس في مصباح الزائر وفي اللهوف رواية ثالثة في زيارة الأربعين وهي متن ثاني في زيارة الأربعين قال: وقال عطا كنت مع جابر بن عبد الله يوم العشرين من صفر ، فلما وصلنا الغاضرية اغتسل في شريعتها ولبس قميصا كان معه طاهرا، ثم قال لي: أمعك شي من الطيب يا عطا؟ قلت: معي سعد، فجعل منه على رأسه وسائر جسده، ثم مشى حافيا حتى وقف عند رأس الحسين عليه السلام، وكبّر ثلاثا ثم خرّ مغشيا عليه، فلما أفاق سمعته يقول: – ثم ذكر المتن الثاني لزيارة الأربعين-. ثم ذكر رواية صفوان عن الصادق ع الزيارة الأولى المتقدمة لكنه روى لها وداع خاص بمثابة زيارة أخرى، وقد روى أيضا في إقبال الأعمال هذا الوداع في ذيل رواية صفوان.
                  اسناد الرواية الثالثة
                  7-قال أخطب خوارزم في كتابه مقتل الحسين ع:وذكر سنده عن الأعمش، عن عطية العوفي، قال: خرجت مع جابر ابن عبد اللّه الأنصاري زائرا قبر الحسين بن علي فلما وردنا كربلاء، دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل، ثم اتزر بإزار و ارتدى بآخر، ثم فتح صرّة فيها سعد فنثره على بدنه، ثم إنّه لم يخط خطوة إلاّ ذكر فيها اللّه تعالى، حتى إذا دنا من القبر قال: المسنية يا عطيّة! فألمسته، فخر على القبر مغشيا عليه، فرششت عليه شيئا من الماء، فلما أفاق قال: يا حسين يا حسين-ثلاثا-ثمّ قال: حبيب لا يجيب حبيبه، و أنى لك بالجواب، و قد شخبت أوداجك على أثباجك، و فرق بين رأسك و بدنك؟ فأشهد أنّك ابن خاتم النبيين، و ابن سيد الوصيين، و حليف التقى، و سليل الهدى، و خامس أصحاب الكساء، و ابن سيد النقباء، و ابن فاطمة سيدة النساء، و مالك لا تكون هكذا….)
                  8- وبشارة المصطفى بسند آخر الى الاعمش عن عطية العوفي وهذان سندان للرواية الثالثة،
                  9- مضافا الى ذكرها في مقتل ابي مخنف وهوسند ثالث.
                  10- وكذلك ذكر هذه الرواية الإسفرائيني في نور العين في مشهد الحسين عليه السلام
                  11- والقندوزي في ينابيع المودة.
                  12-وروى الشهيد الأول في مزاره قال: و منها زيارة الاربعين‏ و هو اليوم العشرون من شهر صفر :فَإِذَا أَرَدْتَ زِيَارَتَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ فَزُرْهُ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ فَقُل‏….)
                  13-وروى الكفعمي في البلد الأمين قال : شهر صفر : يُسْتَحَبُّ فِي الْعِشْرِينَ مِنْهُ زِيَارَةُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ هِيَ زِيَارَةُ الْأَرْبَعِينَ‏ تَزُورُهُ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ وَ هِيَ مَرْوِيَّةٌ عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام…) وكذلك رواها فی مصباحه.
                  زيارة الأربعين سيرة أتباع أهل البيت عليهم السلام منذ القرون الأولى :
                  ١٤- سيرة أتباع أهل البيت عليهم السلام القيام بهذه الزيارة -كبقية الزيارات المعروفة في المناسبات -في القرن الرابع والخامس والسادس، لذكر الأصحاب لهذه الزيارة في كتبهم في الحديث وفي كتب الأعمال المندوبة.
                  ١٥-ويظهر ذلك من المفيد من كتابه المزار في القرن الرابع وكتابه مسار الشيعة.
                  ١٦-ومن الشيخ في كتابيه في القرن الخامس حيث عقد فصلا مستقلا لرواية متن زيارة الأربعين كبقية زيارات سيد الشهداء عليه السلام في المناسبات المعروفة، كزيارة عرفة والشعبانية وغيرها، مما يشير الى قيام سيرة أتباع أهل البيت ع في زمانه على إحياء تلك الزيارة والقيام بها.
                  ١٧- قال ابو ريحان البيروني في الآثار الباقية المعاصر للمفيد وللسيد المرتضى: وفي العشرين –من صفر-ردّ رأس الحسين عليه السلام الى جثته حتى دفن مع جثته وفيه زيارة الأربعين ومجيئ حرمه بعد إنصرافهم من الشام.
                  ١٨- وكذلك يظهر من بن المشهدي في مزاره الكبير ايضا في القرن السادس من عقده فصلا مستقلا لمتن الزيارة كبقية الزيارات المعروفة في المناسبات المعروفة قيام سيرة أتباع أهل البيت عليهم السلام على القيام بهذه الزيارة، وأنها من الزيارات المعروفة لديهم.
                  ١٩- قال العلامة الحلي وهو من القرن السابع في منتهى المطلب: و تستحبّ زيارته يوم الأربعين من مقتله عليه السلام، و هو العشرون من صفر). ثم ذكر رواية العسكري ع، وكذلك افتى بالإستحباب في التحرير والتذكرة في فصل المزار.
                  ٢٠-وقال أخ العلامة الحلي في العدد القوية: في اليوم العشرين من صفر سنة إحدى و ستين أو اثنتين و ستين على اختلاف الرواية به في قتل مولانا الحسين عليه السلام كان رجوع حرم مولانا أبي عبد الله الحسين ع من الشام إلى مدينة الرسول صلى الله عليه واله. و هو اليوم الذي ورد فيه جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري صاحب رسول الله ص و رضي عنه و أرضاه من المدينة إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين عليه السلام و كان أول من زاره من الناس.
                  ٢١-وقال الشهید في الدروس: و زيارته في العشرين من صفر من علامات المؤمن. وقد تقدم رواية الشهيد الأول وهو من القرن الثامن للروايتين في كتابه المزار.
                  ٢٢-وقال الكفعمي وهو القرن التاسع- في المصباح: إنما سميت بزيارة الأربعين، لأن وقتها يوم العشرين من صفر، و ذلك لأربعين يوما من مقتل الحسين عليه السلام، و هو اليوم الذي‏ ورد فيه جابر بن عبد الله الأنصاري صاحب النبي صلى الله عليه و آله من المدينة إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين عليه السلام، فكان أول من زاره من الناس،[ و في هذا اليوم كان رجوع حرم الحسين عليه السلام من الشام إلى المدينة].
                  ٢٣-قال الشيخ البهائي وهو من القرن العاشر وبداية الحادي عشر-في توضيح المقاصد: وفي هذا اليوم وهو يوم الأربعين من شهادته عليه السلام كان قدم جابر بن عبد الله الأنصاري –رضي الله عنه-لزيارته ع واتفق في ذلك اليوم ورود حرمه ع من الشام الى كربلاء، قاصدين المدينة، على ساكنها السلام والتحية.
                  ٢٤-قال المجلسي وهو من القرن الحادي عشر-في بحار الأنوار: و المشهور بين الأصحاب أن العلة في ذلك رجوع‏ حرم‏ الحسين‏ صلوات الله عليه في مثل ذلك اليوم إلى كربلاء عند رجوعهم من الشام و إلحاق علي بن الحسين صلوات الله عليه الرءوس بالأجساد. وكذلك افتى صاحب الوسائل والفيض الكاشاني في (تقويم المحسنين) بالاستحباب أيضا وهما معاصران للمجلسي.
                  ٢٥- قال الاستاذ الکبیر الوحید البهبهانی فی مصابیح الظلام-حول زيارة الأربعين: و كذلك الحال في الحائر، لما نقل العامّة و الخاصّة عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و الأئمّة عليهم السّلام نهاية الفضيلة في زيارته ، و كانوا يزدحمون فيها، و لو كانت خاصّة الشيعة لكانوا يعرفون بها قطعا، فكانوا يقتلون و يؤذون، و كان الأئمّة عليهم السّلام يمنعونهم عنها جزما، كما هو الحال في سائر أمارات التشيّع، مع أنّهم بالغوا فيها غاية المبالغة، و حثّوا عليها شديدا. و من هذا ورد في زيارة الأربعين خاصّة أنّها من علامات المؤمن و الشيعة ، و في زيارة الرضا عليه السّلام أنّه لا يزوره إلّا الخواصّ، و صدر من المتوكّل ما صدر، مع أنّه لو كان يعرف شخصا، أنّه من الشيعة ما كان يمهله ساعة و لا دقيقة.و إستشهاده بوجود السيرة لمكان طبقات الرواة لرواية فضل زيارة الأربعين.
                  ٢٦-وقال صاحب الحدائق في الزيارات بعد الحج : وزيارة الحسين عليه السلام في العشرين من صفر من علامات المؤمن .
                  🔹اعتبار الروايات الواردة :
                  تقدم أن الروايات الواردة الثلاث بطرق ومصادر متعددة، وقد استشهد أكثر وجلّ الاصحاب برواية العسكري عليه السلام في استحباب الجهر بالبسملة وفي تعداد النوافل اليومية قال المقدس الاردبيلي في مجمع الفائدة: و ما هو المشهور المذكور في المصباح (في زيارة الأربعين) عن أبي محمد العسكري عليه السّلام، انه قال: علامات المؤمن خمس، صلاة الإحدى و الخمسين و زيارة الأربعين، و التختم في اليمين و تعفير الجبين، و الجهر بسم اللّه الرحمن الرحيم و غيرها من الاخبار)، وهذه الرواية مسندة بطريق معتبر -على الأقوى- للشيخ الي ابي هاشم الجعفري عن الامام العسكري عليه السلام كما مر.
                  -وأما الرواية الثانية وهي المتن الأول للزيارة رواية مسندة لصفوان بن مهران بن المغيرة الأسدي، من أصحاب الإمام الصادق عليه السّلام و خاصته و بطانته و ثقاته، و قد حمل الإمام الصادق عليه السّلام من المدينة إلى العراق أكثر من مرة، و كان ممن تشرف بزيارة الإمام علي عليه السّلام مع الإمام الصادق کما في كتاب فرحة الغري وغيره من المصادر و علّمه الإمام الزيارة المعروفة للإمام علي عليه السّلام كما علمه زيارة عاشوراء ودعاء علقمة و كيفية زيارة الأربعين، و يعدّ كذلك من أصحاب الإمام الكاظم عليه السّلام. وأما الرواية الثالثة فهي مسندة باسانيد ثلاثة بل اكثر عن عطية العوفي عن جابر بن عبدالله الأنصاري." اه




                تعليق


                • #9
                  اجدت واحسنت بارك الله بك من لبؤة حيدرية لا حرمنا الله تعالى منك ومن امثالك الف شكر .

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                  x
                  يعمل...
                  X