
امونة جبار الحلفي
( غثاء احوى )
الغثاء ما يقذف به السيل على جانبي الوادي من الحشيش ، والاحوى الأسود، ويرى الشيخ الطوسي قدس سره في كتاب التبيان في تفسير القرآن ، ان الاحوى معناه يضرب الى السواد والغثاء الهشيم اليابس المتفتت أسود من احتراقه بعد خضرته وونعمته ، يراها السيد مكارم الشيرازي في تفسيره الأمثل انه ما يطفح ويتفرق من النبات اليابس على سطح الماء الجاري ويطلق أيضا على ما يطفح على سطح القدر عند الطبخ ويستعمل كناية عن كل ضائع مفقودنى النبات اليابس المتراكم ، واحوى من الحوة على زنة قوة وهي شدة الخضرةأو شدة السواد وكلاهما من اصل واحد ، لأن الخضرة لو اشتدت قربت من السواد وجاء في الآية بمعنى تجمع النبات اليابس وتراكمه حتى يتحول لونه تدريجيا الى السواد ، ويمكن ان يكون اختيار هذا التعبير في مقام بيان النعم الإلهية ، السبب الأول ان حال هذه النباتات يشير بشكل مباشر الى فناء الدنيا ، لتكون دوما درسا وعبرة للإنسان فهي بعد ان تنمو وتخضر في الربيع شيئا فشيئا ستيبس ويتحول جمالها الزاهي في فصل الربيع الى سواد قاتم ، ولسان حالها يقول بعدم دوام الدنيا وانقضائها السريع ، والشغلة الثانية ان النباتات اليابسة عندما تتراكم تتحول بمرور الوقت الى سمار طبيعي ليعطي الأرض القدرة اللازمة لأخراج النباتات جديدة أخرى ، والقضية الثالثة ..ان الاية تشير الى تكون الفحم الحجري ، والذي يعتبر من المصادر المهمة للطاقة ، قد تكون من النباتات والأشجار الى يبس منذ ملايين السنين ، ودفنت في الأرض حتى تحجرت واسود لونها بمرور الزمان ، فللغثاء الأحوى منافع كثيرة ، فهو غذاء جيد للحيوانات في الشتاء ، ويستعمل كسماد طبيعي للأ رض
&&&&
( الطارق )
الطارق هو الذي يجيء ليلا ، وفسره الله سبحانه تعالى بانه (النجم الثاقب ) قيل ان النجم يعني الكوكب وقيل أيضا المراد بالنجم جميع النجوم وقال احد المفسرين انه زحل ،ويرى بعض اهل اللغة ان طروق النجم ظهورها بالليل وخفاؤها بالنهار ، وورد في تفسيرات الشيخ الطوسي طرقني فلان ، اذا اتاني ليلا واصل الطرق الدقة ، ومنه المطرقة ، والطريق لأن المارة تدقه بارجلها والطارق لأنه يحتاج الى الدق للتنبيه وجاء في كتاب التفسير الاصفى للفيض الكاشاني قدس سره ، ورد انه سأل رجل من أهل اليمن ، ما زحل عندكم في النجوم ؟ فأجاب اليماني نجم نحس ، فقالوا له لهلاتقولن هذا انه نجم امير المؤمنين علي عليه السلام ، وهو نجم الاوصياء والنجم الثاقب يعني ان مطلعه في السماء السابعة ، وانه ثقب بضوئه حتى اضاء في السماء الدنيا ويرى السيد مكارم الشيرازي الطارق من الطرق ولهذا قيل الطريق لما تطرقه أرض المشاة ، والمطرقة هي الالة التي يطرق بها الحديد وغيره ، ويقال لقادم ليلا ( الطارق ) لأن البيوت عادة ما تغلق أبوابها ليلا فلكل قادم يلزمه الحال هذه طرق الباب ، وعندما جاء المنافق ( الاشعث بن قيس ) لزيارة امير المؤمنين علي عليه السلام جلب معه الحلوى عساها تجعل امير المؤمنين ظهيرا له في قضية معينة ، فذكر أمير المؤمنين ع هذه الواقعة متعجبا وذاما ( واعجب من ذلك طرقنابملفوفة في وعائها ) كتاب نهج البلاغة الخطبة 224 وتقدير ان يكون زحل هو النجم الثاقب أولا لشدة نوره ولمعانه وثانيا يعتبر زحل من ابعد النجوم أو الكواكب في مجموعتنا الشمسية والعرب يشبهون كل عال به ويطلقون عليه شيخ النجوم
امونة جبار الحلفي