تعد مشكلة تعاطي المخدرات من أخطر المشكلات التي تهدد المجتمعات اليوم، ولابد أن نعترف اولا ان التعاطي غير المشروع اصبح يشكل ظاهرة عالمية نتيجة خلل في القيم والأنظمة الاجتماعية، ومشكلة تعاطي المخدرات تستهدف المجتمع برمته، واقتراف مثل هذه الموبقة تكون بداية لاقتراف المجتمع للكثير من الجرائم؛ فمنها جرائم السرقة والاعتداء على الآخرين والسلب والنهب والتدمير الأخلاقي العام...
ورغم كل هذه المخاوف الا اننا لم نسمع يوما ان اُقيمت محاضرة ثقافية عراقية تؤسس الوعي الاجتماعي المحصن، ولم نسمع عن ندوة أو مؤتمر لدراسة هذه الظاهرة وسبل الوقاية منها او تأسيس رقابة تجارية صارمة لردع ظاهرة الاستيراد المفتوح على مصراعيه وبلا ضوابط ممنهجة وفق احتياجات البلد الضرورية، أين هي الأولويات في عملية الإستيراد؟ وما هي طبيعة المناشئ العالمية التي نعتمد عليه؟ ومن أي المعابر الحدودية يتم إدخال سلع الفساد والتدمير الأخلاقي في محاولة لتقويض دعائم بنية الجسد العراقي الصلب والمتماسك ببركة العتبات والأضرحة المقدسة؟
وفي حال عدم إيجاد حلول ناجعة لتلك التساؤلات المكتظة في أروقة أسواقنا الممتلئة بالغث والسمين، الأمر الذي يبرز معه الدور الوقائي في تحصين الفرد والمجتمع. وقد شخّص علماءُ التربية اسس المشكلة التي تكون نتيجة المتناقضات بين استقلالية الفرد ونظم التقاليد الإجتماعية والعرف الإجتماعي، فمن الممكن القضاء على هذه الظاهرة بالاهتمام بشخصية الانسان ويتنمية الضمير الحي عبر المدرسة، البيت، الجامع، الدائرة، المؤسسات الإجتماعية ودور الثقافة... وذلك ليتيسر على الفرد النظر نحو تحقيق الذات بجدية تبعد عنه الانحراف.