بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
القرآن دستورنا المقدس
جاء الحديث : إن الحسن المثنى بن الحسن بن أمير المؤمنين (عليه السلام) اتى عمه أبا عبدالله الحسين (عليه السلام) يخطب إحدى ابنتيه فاطمة وسكينة ، فقال له ابو عبدالله(عليه السلام) اختار لك فاطمة فهي اكثرها شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، اما في الدين فتقوم الليل كله وتصوم النهار ، وفي الجمال تشبه الحور العين ، واما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله تعالى فلا تصلح لرجل.إن هذه الكلمة الذهبية من سيد شباب أهل الجنة (عليه السلام) تفيدنا درساً بليغاً عن مكانة ابنته ( سكينة ) من الشريعة المقدسة وان اختها الطاهرة مهما حازت الثناء الغير متناهي لا تبلغ شأوها ، ولا تجاريها في رهبانية وتجرد عن اللذات وإنقطاع عن الدنيا الفانية ، وكيف لا تكون كذلك وهي إبنة معدن القداسة عجنت طينتها بماء النزاهة فكانت متأثرة بحسن التربية ، وكرم الاخلاق ، فهي مثال السؤدد ، وقد جللها الشرف مطارفاً من الحياء والعفة ، فقول الامام الشهيد(عليه السلام) : ( غالب عليها الاستغراق مع الله ) ، يشير الى ان ابنته الكريمة كانت سابحة بين امواج الفناء في الله سبحانه ( ان لم نقل البقاء الله ) وقد انعكست في مرآة نفسها لواعج الجلال والجمال الالهى ، فاينما توجهت لا تجد الا تلك الصفات المنتقشة فيها المعاني القدسية ، ولا ترى لغيرها كياناً ولا تعتبر لأي جمال خطراً ولا لأي مال معتبراً ولا تحسب ان لسوى ما شاهدته مدكراً.
تعليق