يعد الخطاب الوعظي أساس قويم من أسس بناء المجتمع وضرورة حتمية لرفعة الأمم وتطورها ، لذلك كانت خطبة الجمعة لها وقعها المؤثر في المجتمع العراقي والإنساني وخطب الجمعة من العتبة الحسينية استطاعت أن تكون نموذج حي لقيادة المجتمع لكون تلك الخطب تستلهم منهج أهل البيت عليهم السلام وتعالج به كل مناحي الحياة وجوانبها وخطبة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ليوم 14 تموز 2006 م عملت على توجيه الناس الى القيادة الصحيحة مركزا على معنى ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) حيث جعل الله وسيلة النجاة هو القلب السليم ـ والمال والبنون كونهما ركنان أساسيان في الحياة الدنيا ، وسائل عزة ومنعة ونصرة ويمكن أن تنفع الإنسان للوصول إلى رضا الله تعالى ، وسعادة ونجاة في الحياة الآخرة ، لكن علينا أن نفهم التصور لغاية المعنى ، إن أي عمل خير وصلاح لابد أن يكون وراء ذلك قلب سليم ، القلب السليم هو الذي يقود الحياة الى فعل الفعل الخير والصلاح ــ الخطاب الموجه أي ما يحمل مقصد يعالج امور نفسية تمنحنا معنى هوية العمل ، بنية هذه الهوية مسألة في غاية الدقة فكرة معبرة عن واقع روحي نعيشه دون ان ننتبه عليه بمعنى الذي يبني الموقف ، معنى ما سلم القلب من الصفات الذميمة والعقائد الموضوعية ، ملخص الخطاب ان بدون هذا القلب لا يمكن التحرك نحو الأفعال التي تنجيه يوم القيامة ، المال والبنون وسائل وضعية اعتبارية لا نتيجة لها في الآخرة ، ، خطاب الجمعة خطاب تربوي يحمل في طياته مسؤولية إعداد المسلم الحقيقي منطلقا من القيم الإسلامية مرتكزا على منهجية أئمة أهل البيت عليهم السلام يقول الإمام الصادق عليه السلام في بيان حقيقة القلب ( أن القلب السليم الذي يلقي ربه وليس فيه أحد سواه ) من اهمم مؤثرات خطبة الجمعة هي أن تستمد مادتها من ارث آل محمد عليهم أفضل الصلوات والذي هو ارث الإسلام المحمدي ، مخاطبا الوعي الإنساني الشمولي دون النظر إلى انتمائه بل النظر إلى دينه ، فلا يوجد في القلب حب ومشاعر إلا وهي متعلقة بالله تعالى لا يوجد توكل / لا يوجد امل لا يوجد توجه في هذا القلب الا وهو متعلق بالله سبحانه تعالى ، إذا امتلأ القلب الإنساني بهذه المعاني فالقلب السليم لنصل الى مفهوم الموضوع زبدته ( ارادوا الزهد في الدنيا لتتفرغ قلوبهم للآخرة)
، ويعني من اجل المحافظة على استقامتهم ابعدوا القلب عن زينة الدنيا، وخطاب الجمعة يعتني بمراعاة البعد النفسي للإنسان ،، الإمام الصادق عليه السلام يقول( هو القلب الذي سلم من حب الدنيا والامتلاء بحب الله تعالى) وشخص النبي صلى الله عليه واله وسلم مسألة مهمة ( حب الدنيا وحب الله لا يجتمعان في قلب ابدا ) وقد يرى البعض ان مفردات الدنيا قادرة على تحقيق مقاصد أخروية والسعي ألقصدي يرمي الى ان لا تكون تلك المفردات التي يؤثرها الانسان على حب الله تعالى ، متى ما اثر حب الله على حب المال وعلى تلك المفردات يعني امتلاء قلب ذلك الإنسان بحب الله تعالى ، خطبة الجمعة هي قائمة على مقاصد الشريعة ومنهج أهل البيت والنظر بتأمل في آيات القرآن الكريم ، الله سبحانه تعالى في سورة يوسف آية 106 ( وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون ) مؤمن ومشرك في إنسان واحد ، الانتماء لتلك المتحزبات الدينية والتيارات تجعل في القلب خدش في الإخلاص ، لأنه لابد أن يتبع موقف حزبه ويعتبرها قضية ، والإخلاص يعني النظر الشمولي العام لمصلحة البلد والشعب ومصلحة المؤمنين لذلك نجد الكثير من الإمراض الاجتماعية تدخل في عدم سلامة القلب ــ مثل النفاق ـــ وان يمتلك الإنسان أكثر من وجه يعيش به بين الناس ، تشخيص لإمام معصوم هو سيدي الإمام الباقر عليه السلام بئس العبد عبد همزة لمزه يقبل بوجه ويدبر بآخر كما شخص إمامنا السجاد عليه السلام قضية الذنوب التي ترد الدعاء هي سوء النية وخبث السريرة والنفاق وقنا الله شر كل ما يرد الدعاء والحمد لله