·
رفعت الموبايل لأرى هوية المتصل، الرقم غريب والوقت غريب:ـ ألو سلام عليكم، تفضل من معي؟
:ـ انا البهلول.. أجبته باستغراب:ـ نعم..!
فرد ببرود:ـ صديقك البهلول... البهلول ابن عمر الكوفي، قلت:ـ أيعقل أن تزعج الناس وبهذا الوقت المحرج من الليل، من أجل مزحة باردة، وبهلول(رحمه الله) توفي سنة 190هـ فكيف ينهض اليوم؟!
اجابني: اتصلت بك لألتقيك، فقبري يقع في طريق مطار المثنى، مرورا بمنطقة الشالجية، باتجاه جامع براثا.. لا تقلق ستجد هناك لافتة خط عليها قبر بهلول الكوفي..!
قلت: لأقرأ عنه قبل أن ألتقيه، فوجدت عند الدكتور علاء الجوادي ضالتي، فهو يقول: انه من العلماء الكبار، وهو من خواص تلاميذ الإمام الصادق(عليه السلام)، ومن أصحاب الإمام الكاظم(عليه السلام).
قال لي اصدقائي في صدى الروضتين: اياك ان تروي الحكاية، فلا احد سيصدق ما تقول.. أيعقل ان يطلع البهلول من قبره بعد منتصف الليل، ويتصل بالموبايل؟
:ـ استغربت حين عانقني بقوة، وهو يردد اسمي، وقال لي: اطمئن، نحن نقرأ كل ما يكتب عن اهل البيت(عليهم السلام).
قلت أسألك:ـ لماذا الجنون يا صديقي البهلول؟ أجابني:ـ انا عاصرت من ملوك الطغيان موسى الهادي، وهارون الرشيد، والأمين، والمأمون، والمعتصم، والواثق، والمتوكل.. عشت في زمن تعاظمت به النقمة على آل علي وفاطمة(عليهم السلام)، فاستثمرت الخصال الحميدة، وجمال الخلق والخلق مع اسلوب المفاكهة لأفتح ابوابا اسلوبية اخرى قادرة على توصيل الافكار للناس، ولولا هذا الاسلوب لما كنت بقرب العروش، انتقد لهم افعالهم بالنقد الهادف، والدعوة المخلصة الى الله تعالى.
وطبيعي ستكون مثل هذه المواضيع مهلكة، ولا يمكن ان يسمع مثل هؤلاء من يهمّش افكارهم، ويسفه افعالهم، فلذلك كان الجنون اسلوباً..!
سألته:ـ أليست المسألة صعبة؟
اجابني: اولاً.. كان امر الجنون امرا من الامام الكاظم(عليه السلام)؛ لحفظ نفسي وديني؛ ولكي استطيع ان اسعى في مواجهة الباطل، وان انتمائي لأئمتي هو العقل.
:ـ اقف مذهولاً امام قضيتي الجنون بالمقابل الافتاء والمناظرة، كيف تعيش هذا التضاد دون خوف؟
قال البهلول:ـ وما نفع الجنون اذا لم انشر فكر اهل البيت(عليهم السلام) وأواجه العتاة..؟
قلت:ـ الامر يحتاج الى قوة عقلية قادرة على صياغة مشروع بهذا العمق، ويلعب مع السلطة، ويخلق تأثيراً بالناس.. هل انت من اقارب الرشيد فعلاً؟
قال:ـ لكان اسمي بهلول العباسي.
قلت :ـ قرأت عند الدكتور علاء الجوادي بأنك لست اول من تبهلل؟
قال:ـ الكثير من العلماء تبهللوا للتقية مثل: الطفيل بن حكيم الطائي، فأطلق سراحه الحجاج، وهناك البهلول ابو تميم وثقه العلامة القمي في كتاب (من لايحضره الفقيه)، والبهلول بن حسان الانباري القاضي، والقاضي ابو القاسم البهلول بن محمد كان قاضيا ايضاً.
قلت: وأنت سيدي البهلول؟
:- سبب اصطناعي الجنون كان دعوة الرشيد لي للقضاء، وأشار لي سيدي الكاظم(عليه السلام) بالجنون، فدخلت السوق ممتطيا قصبة، وأنا اصيح محذرا الناس؛ كي لا يطأهم فرسي..! ضحك حينها وصاح:ـ ايها الناس جنّ البهلول.
قلت:ـ لكن الرشيد عرفها.. قال:ـ ما جُنّ لكنه فرّ عنا بدينه..
سادت برهة من الصمت، قال: انا اتصلت بك والتقيتك من اجل ان أحملك رسالتي وسلامي ومحبتي الى رجال الحشد الشعبي، وهم يخوضون لظى واقعة الطف من جديد؛ ليكونوا في الركب الحسيني.. فهنيئا لهم هذا الجهاد الحسيني المبارك.
رفعت الموبايل لأرى هوية المتصل، الرقم غريب والوقت غريب:ـ ألو سلام عليكم، تفضل من معي؟
:ـ انا البهلول.. أجبته باستغراب:ـ نعم..!
فرد ببرود:ـ صديقك البهلول... البهلول ابن عمر الكوفي، قلت:ـ أيعقل أن تزعج الناس وبهذا الوقت المحرج من الليل، من أجل مزحة باردة، وبهلول(رحمه الله) توفي سنة 190هـ فكيف ينهض اليوم؟!
اجابني: اتصلت بك لألتقيك، فقبري يقع في طريق مطار المثنى، مرورا بمنطقة الشالجية، باتجاه جامع براثا.. لا تقلق ستجد هناك لافتة خط عليها قبر بهلول الكوفي..!
قلت: لأقرأ عنه قبل أن ألتقيه، فوجدت عند الدكتور علاء الجوادي ضالتي، فهو يقول: انه من العلماء الكبار، وهو من خواص تلاميذ الإمام الصادق(عليه السلام)، ومن أصحاب الإمام الكاظم(عليه السلام).
قال لي اصدقائي في صدى الروضتين: اياك ان تروي الحكاية، فلا احد سيصدق ما تقول.. أيعقل ان يطلع البهلول من قبره بعد منتصف الليل، ويتصل بالموبايل؟
:ـ استغربت حين عانقني بقوة، وهو يردد اسمي، وقال لي: اطمئن، نحن نقرأ كل ما يكتب عن اهل البيت(عليهم السلام).
قلت أسألك:ـ لماذا الجنون يا صديقي البهلول؟ أجابني:ـ انا عاصرت من ملوك الطغيان موسى الهادي، وهارون الرشيد، والأمين، والمأمون، والمعتصم، والواثق، والمتوكل.. عشت في زمن تعاظمت به النقمة على آل علي وفاطمة(عليهم السلام)، فاستثمرت الخصال الحميدة، وجمال الخلق والخلق مع اسلوب المفاكهة لأفتح ابوابا اسلوبية اخرى قادرة على توصيل الافكار للناس، ولولا هذا الاسلوب لما كنت بقرب العروش، انتقد لهم افعالهم بالنقد الهادف، والدعوة المخلصة الى الله تعالى.
وطبيعي ستكون مثل هذه المواضيع مهلكة، ولا يمكن ان يسمع مثل هؤلاء من يهمّش افكارهم، ويسفه افعالهم، فلذلك كان الجنون اسلوباً..!
سألته:ـ أليست المسألة صعبة؟
اجابني: اولاً.. كان امر الجنون امرا من الامام الكاظم(عليه السلام)؛ لحفظ نفسي وديني؛ ولكي استطيع ان اسعى في مواجهة الباطل، وان انتمائي لأئمتي هو العقل.
:ـ اقف مذهولاً امام قضيتي الجنون بالمقابل الافتاء والمناظرة، كيف تعيش هذا التضاد دون خوف؟
قال البهلول:ـ وما نفع الجنون اذا لم انشر فكر اهل البيت(عليهم السلام) وأواجه العتاة..؟
قلت:ـ الامر يحتاج الى قوة عقلية قادرة على صياغة مشروع بهذا العمق، ويلعب مع السلطة، ويخلق تأثيراً بالناس.. هل انت من اقارب الرشيد فعلاً؟
قال:ـ لكان اسمي بهلول العباسي.
قلت :ـ قرأت عند الدكتور علاء الجوادي بأنك لست اول من تبهلل؟
قال:ـ الكثير من العلماء تبهللوا للتقية مثل: الطفيل بن حكيم الطائي، فأطلق سراحه الحجاج، وهناك البهلول ابو تميم وثقه العلامة القمي في كتاب (من لايحضره الفقيه)، والبهلول بن حسان الانباري القاضي، والقاضي ابو القاسم البهلول بن محمد كان قاضيا ايضاً.
قلت: وأنت سيدي البهلول؟
:- سبب اصطناعي الجنون كان دعوة الرشيد لي للقضاء، وأشار لي سيدي الكاظم(عليه السلام) بالجنون، فدخلت السوق ممتطيا قصبة، وأنا اصيح محذرا الناس؛ كي لا يطأهم فرسي..! ضحك حينها وصاح:ـ ايها الناس جنّ البهلول.
قلت:ـ لكن الرشيد عرفها.. قال:ـ ما جُنّ لكنه فرّ عنا بدينه..
سادت برهة من الصمت، قال: انا اتصلت بك والتقيتك من اجل ان أحملك رسالتي وسلامي ومحبتي الى رجال الحشد الشعبي، وهم يخوضون لظى واقعة الطف من جديد؛ ليكونوا في الركب الحسيني.. فهنيئا لهم هذا الجهاد الحسيني المبارك.