إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تحام العقبة سبيل الجنة أمونة جبار الحلفي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تحام العقبة سبيل الجنة أمونة جبار الحلفي



    من الواضح إن السبيل الى الجنة محفوف بالمكاره و المصاعب على خلاف السبيل الى النار فإنه محفوف بالشهوات و الملذات . و قد روي ذلك عن الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله : " حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات، واعلموا أنه مامن طاعة الله شئ إلا يأتي في شهوة فرحم الله رجلا نزع عن شهوته، وقمع هوى نفسه " (1).

    و لعل أهم ما يعترض سبيل الجنة هو العقبة كما ورد في قوله (عز من قائل) : " أَ لَمْ نجْعَل لّهُ عَيْنَينِ (8)
    وَلِساناً وَشفَتَينِ (9) وَ هَدَيْنَهُ النّجْدَيْنِ (10) فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) " (2) ، وعلى الإنسان أن يتجاوز هذه العقبة . ولقد وردت تفسيرات عدة لكلمة العقبة ،إلا إن بعض علماء الأخلاق فسر العقبة بأنها إشارة الى الصفة المترسّخة في نفس الإنسان، ألا وهي (الشحّ) و (البخل).

    وبما إننا في شهر تهطل علينا فيه البركات الإلهية ، وتسوده الأجواء الروحانية ، وتغل فيه الشياطين ،
    وتُحسَر فيه الغرائز والملذات ، فنحن في فرصة ثمينة لا بد من إستثمارها في التخلص من الرذائل و لعل من أهمها الشح و البخل ، أي علينا أن نتجاوز حصر همومنا بذواتنا ،
    والإنطلاق في البعد الاجتماعيّ في أوسع آفاقه حيث التفكير بهموم الآخرين و الجد في قضاء حوائجهم .
    والسعي في تحسين أحوالهم ، لنكون مصداقاً لمن يقتحم العقبة وبذلك نسلك سبيل الجنة ..

    كما إن من المعلوم أنّ الاقتحام بحاجة الى الشجاعة والبطولة وتركيز الإرادة وشحذ العزيمة، لأنّ الإنسان بإقتحام العقبة يريد أن يتحدّى شهواته ، ويزكّي نفسه، ويطوّع شيطانه، ويروّض نفسه الأمّارة بالسوء. و لا نجد فرصة تتوفر لدى الانسان كل هذه الأجواء فيها كشهر الصوم فلا بد من إستثمارها خير إستثمار ..ومصاديق اقتحام العقبة*
    بعد إن ذكر الله (تعالى) إقتحام العقبة كسبيل للوصول الى الجنة بيَن (عز وجل) لنا هذه العقبة في قوله: " وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ "(1) . وعليه فالعقبة هي :
    أولا : عملية إنقاذ الإنسان ، ولا يشترط فيه أن يكون من العبيد أو الأسرى، بل نجد اليوم إنّ أغلب البلدان المستضعفة كلّها مستعبدة .

    وعليه فإن هذا المفهوم (فك الرقبة) يتجسّد وبصورة جلية في الواقع العمليّ فيمكن أن تكون عبارة عن مساهمة في إنقاذ إنسان من أوضاع مأساوية ، أو كفالة مدين حُبِس لعدم إمكانيته سداد دينه ، وما شاكل ذلك .

    ثانيا : إعطاء مقدار من الطعام الى الفقير إن كان فائضاً عن حاجته، ولكنّ ما يريده الله (تعالى) من إقتحام العقبة لا مجرد الإطعام و إنما أن يكون ذلك في أيام القحط والجوع.

    وبما إن القحط أمر عام فإن الله (تعالى) يبين الأولى بالإطعام إذ يقول (جل جلاله) : " يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ " (2). فالأرحام أولا ؛ لأن الأقربون أولى بالمعروف، وأولو الأرحام بعضهم أولى من بعض . فاليتيم القريب الذي يحتاج الى مساعدة ورعاية، يجب تقديم له العون أوّلاً ثم التوجه الى الأضعف فالأضعف.

    وأما (المسكين ذي المتربة) فهو الشخص الذي أسكنه الفقر في داره، وقد وصل الى درجة من الفقر بحيث أنه لا يجد فراشاً يجلس عليه، بل يضطر الى الجلوس على التراب.

    و القادرون على اجتياز هذه العقبة هم المتحلون بالإيمان و المتواصون بالصبر والإستقامة على الطريق، ومتواصون بالرحمة والعطف. لقوله (تعالى) : " ثمّ كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة "(3).​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X