إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإمام الحسن العسكري عليه السلام يوصينا بأنتظار الفرج

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمام الحسن العسكري عليه السلام يوصينا بأنتظار الفرج

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    انتظار الإمام معلمٌ واضحٌ من معالم المجتمع الشيعي، ركّز عليه الأئمة «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين». ورد عن الإمام العسكري أنه قال في وصيته لابن بابويه: ”يا بن بابويه، عليك بالصبر وانتظار الفرج؛ فقد قال جدي رسول الله : أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج، فعليك بالصبر، ومُر شيعتنا بالصبر، ولا يزال شيعتنا بحزن ومكروه حتى يظهر ولدي، فيملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا، ﴿إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾“.
    الإمام العسكري يوصينا بانتظار الفرج، وينقل عن جده رسول الله أن أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج. كثير منا يتصور الانتظار بالمعنى السلبي، يظن أن الانتظار هو عبارة عن الحولقة، عبارة عن قول: لا حول ولا قوة إلا بالله! أو عبارة عن قراءة دعاء الندبة، أو قراءة دعاء العهد، أو قراءة دعاء ”اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن“، هذا هو الانتظار، انتظار لساني، انتظار كلماتي، انتظار ظاهري، يظن بعضهم أن انتظار الإمام هو هذا.
    هذا خطأ، ليس هذا هو الانتظار، هذه مظاهر للانتظار، وإلا فالانتظار أمر أعمق وأدق من هذا، نفس الحديث قرينةٌ على ما نقول، ”أفضل أعمال أمتي“ هل تتصورون أن كلمة ”اللهم كن لوليك الحجة“ أفضل الأعمال؟! هل يتصور عاقل أن يكون دعاء الندبة أفضل من الصلاة التي هي عمود الدين، أو أن قراءة دعاء العهد أفضل من الصيام، وأفضل من الصدقة، وأفضل من بر الوالدين، وأفضل من صلة الرحم؟! كيف يكون ذلك؟! الرسول يقول: الانتظار أفضل الأعمال، يعني أفضل من الصلاة، أفضل من الصيام، أفضل من الصدقة، أفضل من بر الوالدين، أفضل من صلة الرحم، فما هو هذا الانتظار الذي يكون أفضل الأعمال كلها؟ لا بد أن يكون الانتظار معنى عظيمًا، وإلا لم يكن أفضل الأعمال، لا بد أن يكون الانتظار معنى كبيرًا، وإلا لم يكن أفضل الأعمال، فما هو الانتظار الذي اعتبره النبي محمد أفضل الأعمال؟
    الانتظار هو الإعداد للمنتظَر، أنت عندما تنتظر الضيف كيف تنتظره؟ إذا اتصل بك ضيف وقال: سآتيك بعد ساعة، كيف تنتظر الضيف؟ هل تجلس وتقول: اللهم أوصله سالمًا؟! بعد ساعة يأتي ويدخل البيت، هذا هو الانتظار؟! انتظار الضيف هو عبارة عن أن تهيئ المكان، وتعد الوليمة المناسبة لاستقباله، وتعد روحك نفسيًا وذهنيًا لاستقبال هذا الضيف، تستقبله بالحفاوة والترحاب، انتظار الضيف هو عبارة عن الإعداد له، انتظار الإمام هو عبارة عن الإعداد للإمام، وليس انتظار الإمام مجرد كلمات وأدعية نقولها على ألسنتنا ولا تتذوقها قلوبنا. الانتظار إعدادٌ للمنتظَر، الإعداد للمنتظَر يتم بثلاث خصال:
    الخصلة الأولى: الثقافة.
    الإمام لا يريد جهّالًا ومغفلين لا يعرفون كيف يحددون وظائفهم، لا بد أن تكون إنسانًا مثقفًا، ثقافة عقائدية متينة، ثقافة خلقية، ثقافة دينية، ثقافة فقهية، لا بد أن تمتلك الثقافة، كي تكون إنسانًا قادرًا على تحديد وظيفتك، على تحديد مسارك، إلى أين تتجه، من أي طريق ومن أي زاوية. إذن، الثقافة خصلة أولى وضرورية في الإعداد لانتظار الإمام .
    وكما ذكرنا وكرّرنا ونكرّر: اغتنم الوقت، اجعل لك يومًا للثقافة، ولو ساعتين في الأسبوع، اقرأ تاريخ أهل البيت، اقرأ عقائد أهل البيت، اقرأ كتب العلماء، كتب السيد الصدر، كتب الشيخ المطهري، كتب علمائنا العلماء الأبرار، اقرأ وثقّف نفسك، اقرأ وتأمّل ولو ساعتين في الأسبوع؛ كي تكون ممّن أعدّ نفسه لانتظار الإمام .
    الخصلة الثانية: الخُلُق.
    الإمام يريد كوادر اجتماعية، يريد كوادر تنتظر بين أبناء المجتمع بخلقها، وبحسن تعاملها، وبتواضعها، إذا أقبلت أحبها الناس، وإذا بعدت اشتاق إليها الناس، كن صاحب خلق، صاحب روح اجتماعية، صاحب حسن الظن بالآخرين. ورد عن الإمام العسكري أنه قال: ”ليس منا من يطري أخاه حاضرًا ويذمه غائبًا“، وورد عنه أنه قال: ”ليس منا من وعظ أخاه علانية، عظ أخاك سرًا ولا تعظه علانية“، لنكن أصحاب خلق رفيع، ليكن تعاملنا مع الآخرين تعامل حسن الظن، تعامل التواضع، تعامل البسمة، تعامل الطيب، كما ورد عن الرسول محمد : ”الدين المعاملة“، الدين ليس الصلاة والصيام فقط، الدين المعاملة وحسن الخلق.
    الخصلة الثالثة: روح العطاء.
    لا تكن إنسانًا أنانيًا، كن إنسانًا غيريًا، قدّم شيئًا من جهودك للآخرين، قدّم شيئًا من عطائك للآخرين، اخرج عن دائرة الأنانية إلى دائرة الغيرية، تحرّر من الأنا وانطلق إلى الغير، كن إنسانًا يحمل بذرة العطاء وجهود العطاء إلى الآخرين. من الغريب جدًا أن ترى إنسانًا يجلس عشرين سنة في المسجد يصلي جماعة لا ينفع المجتمع بشيء، إنسان يصلي جماعة عشرين سنة وراء العلماء، يصلي، لكنه لا يقدم للأمة شيئًا، يجلس عشرين سنة يستمع في الحسينيات وإلى الخطباء لكنه لا يقدم أي جهد للمجتمع.
    ينبغي أن يكون شباب المساجد وشباب الحسينيات هم أصحاب العطاء، وهم أصحاب البذل، وهم أصحاب روح تقديم الجهود وتقديم العطاء للآخرين، المسجد والحسينية والمنبر روافد تعلّمنا على العطاء، تعلّمنا على أن نكون شبابًا عاملًا، لا شبابًا متقاعسًا. الإيمان والمسجد والحسينية ليست مجرد لحية ولا سبحة ولا دفتر خمس ولا أشياء من ذلك، هذه كلها مظاهر، المهم ماذا قدمت لمجتمعك؟ وماذا أعطيت لمجتمعك؟ ”خير الناس من نفع الناس“.
    هذه الأدوار الموجودة في المجتمع، هل لك دورٌ فيها؟ إذا كنت فعلًا منتظرًا للإمام فالإمام يريد أشخاصًا عندهم عطاء، الإمام إذا قام يريد إقامة الدولة الإسلامية العامة، ألا يريد أشخاصًا يحملون روح العطاء، مستعدين للبذل، مستعدين للعطاء، مستعدين للتضحية، بشيء من الوقت، بشيء من الذهن، بشيء من الطاقة، بشيء من الجهد؟! أنت إذا لم تملك روح العطاء، ولم تتعلم على روح العطاء، ولم تتعلم على روح العمل، فمتى تعطي ومتى تقدّم؟! هل لك دور ثقافي في المجتمع؟! كثير من البرامج الثقافية المقامة في المجتمع هل لك دورٌ فيها؟! إذا لم يكن لك دورٌ فيها فهل لك دورٌ في الأعمال الاجتماعية؟!
    هناك جمعية خيرية، هناك لجنة كافل يتيم، هناك اللجنة الأهلية التي لا تقل مشاريعها عن مشاريع الجمعية الخيرية، هل لك نصيب في هذه الأمور؟ هل أنت مشترك في صندوق خيري؟ هل أنت مشترك في عمل مسجدي؟ هل أنت مشترك في عمل مأتمي؟ هل أنت مشترك في عمل شبابي؟ المهم أن يكون لك عمل وجهد، ليس التدين والالتزام هو عبارة عن أن أصلي جماعة وأستمع الخطيب وانتهى، بل التدين والالتزام وانتظار الإمام هو أن أحمل روح العطاء، وأن أحمل روح البذل، وأن أحمل روح تقديم الجهود إلى الآخرين، وأن أخرج من دائرة الأنانية إلى دائرة الغيرية.
    أهل البيت صاروا أبطال التاريخ لأنهم جلسوا في بيوتهم؟! أم لأنهم بذلوا قدرتهم وطاقتهم وجهودهم في سبيل إنشاء المجتمع الإسلامي الصالح؟ من أولهم، وإلى آخرهم، ذاقوا طعم الشهادة؛ لأنهم بذلوا أنفسهم في سبيل المجتمع الصالح، هؤلاء قادتك، وهؤلاء أئمتك.
    واليتُ آلَ محمدٍ
    أنا لم أجد منهم إمامًا
    حتى الذي قد ناهز الستين
    حتى الحرائر منهمُ
    وأخذتُ منهم كل عادةْ
    مات وهو على الوسادةْ
    لم يترك جهادهْ
    قارعن من غصبوا السيادةْ
    هؤلاء أئمتك، أهل العطاء، وأهل البذل، وأهل تقديم الجهود والتضحيات المتواصلة. وهذا هو الانتظار، الرجل المثقف الخلوق المؤمن المتدين الذي يبذل طاقته وجهده في خدمة الآخرين هو المنتظِر للإمام، وانتظاره أفضل أعمال الأمة.


  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​​​​​​​​​​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X