الباحث الطائي:
- ألـْدّجال -
( بعض احاديث الدجال في روايات ومصادر اهل البيت عليهم السلام )
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله:
- (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلّف عنها غرق، ومن قاتلنا في آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال).(10)
وقال صلى الله عليه وآله:
- (من قاتلني في الأولى وفي الثانية فهو في الثالثة مع الدجال، إنّما مثل أهل بيتي في هذه الأمة مثل سفينة نوح في لُجة البحر من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ألا هل بلغت؟).(11)
وقال صلى الله عليه وآله:
- (من أبغضنا أهل البيت بعثه اللَّه يهودياً، قيل: يا رسول اللَّه وإن شهد الشهادتين؟ قال: نعم إنّما تجب بهاتين الكلمتين عن سفك دمه، أو يؤدي الجزية وهو صاغر، ثم قال: من أبغضنا أهل البيت بعثه اللَّه يهودياً. قيل: وكيف يا رسول اللَّه؟ قال: إن أدرك الدجال آمن به).(12)
وقال صلى الله عليه وآله:
- (ازرعوا واغرسوا، فلا واللَّه ما عمل الناس عملاً أحلّ ولا أطيب منه واللَّه ليُزرعنّ وليُغرسنّ بعد خروج الدجال).(13)
قال الإمام الرضا عليه السلام:
- (إنّ ممّن يتخذ مودتنا أهل البيت لمن هو أشد فتنة على شيعتنا من الدّجال! فقلت: يا بن رسول اللَّه بماذا؟ قال: بمولاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا! إنّه كان كذلك، اختلط الحق بالباطل واشتبه الأمر، فلم يُعرف مؤمن من منافق).(14)
عن إمامنا الرضا عليه السلام أيضاً قال:
- (رجل قد استخفته الأحاديث كلّما وضع اُحدوثة كذبٍ وانقطعت، مَدّها بأطول منها، إن يُدرك الدجال يتبعه).(15)
- كمال الدين 336 عن الصادق (عليه السلام) ان الله تبارك وتعالى خلق اربعة عشر نورا قبل خلق الخلق باربعة عشر الف عام فهي ارواحنا فقيل له : يابن رسول الله ومن الاربعة عشر ؟فقال محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولد الحسين آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهر الارض من كل جور وظلم .
اقول : عموما بالمجموع ، فان عنوان واسم الدجال في الروايات العامية والخاصة باهل البيت ع تكاد تؤكد حقيقتها بلا شك ( تواترا واستفاضة )
الا ان المطلع على ما ورد عند الفريقين سيجد اختلاف كبير في العدد والتفاصيل !
فالروايات العامية ذكرت عنوان الدجال وخاصة في اخر الزمان في روايات كثيرة ، مع تفاصيل كثيرة
في حين ان ما ورد عن ال البيت عليهم السلام تقل بكثير عددا وتفاصيلا ، بل لعلها وكما سيأتي تحدثت بالعنوان الاجمالي للدجال .
وهذا الفرق لعله يولد نوع شك للمتتبع والباحث عن الحقيقة ، ليس في اصل عنوان الدجال بل في التفاصيل ، بحيث هناك شك حول احتمال تلاعب بعض الايدي في التفاصيل ، ودس ما هو ليس من المصدر الحقيقي ، لانه من الغريب ان تاخذ روايات الدجال في كتب العامة هذا القدر الواسع من العدد والتفاصيل ولا نجد تناسب يقابله مما ورد عن روايات ال البيت ع ! فاذا دققنا في التفاصيل ، وجدنا هناك الغرائب وما يشبه الخرافات ، او لعله بدرجة اقل يحتاج نوع تأويل مناسب عقائدي او منطقي لفهمه ، ولكن هذا لا يلغي ذلك الشك بالعموم . والله اعلم .
اقتبس التالي :
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: - (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلّف عنها غرق، ومن قاتلنا في آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال).(10)
اقول : قول الرسول ص ، من قاتلنا في آخر الزمان ، كما هو ظاهر منه متعلقه وقت خروج الامام الحجة ع في اخر الزمان .
وأما نسبة كل من يعادي ويقاتل ال البيت ع في اخر الزمان الى صف الدجال ، فلعلها تعود الى التالي :
لغتاً - دَجَلَ الرَّجُلُ : كَذَبَ ، مَوَّهَ ، اِدَّعَى
دَجَلَ الشَّيْءَ : غَطَّاهُ
وعليه ، الدجل و الدجال : هو كل من يدعي كذباً شيء ليس حقيقيا ، ويموّه الحقائق .
فأذا علمنا ان لظهور الامام الحجة ع علامات باهرات بيناتٍ تَرفَعْ كل شبهة ، وتفضح كل كذبة ، بالمعجزة والايات وغيرها من مستلزمات الحق والحقيقة والصراط المستقيم .
فهذا يستلزم اتمام الحجة الحق على الناس ، وهنا سيكون كل رافض معاند معادٍ هو جاحد "بالحق المبين " وبالتالي فانه سيكون في صف الدجال ( آيدلوجيا وعقائديا ) لانه جحد بالحق ، وادعى غير الحق دجلا ، فتأمل .
ولا يهم بعد ذلك من وكيف مصداق وحقيقة الدّجال بقدر محله من الحق في اخر الزمان .
--------------------------
اقتبس التالي:
وقال صلى الله عليه وآله: - (من قاتلني في الأولى وفي الثانية فهو في الثالثة مع الدجال، إنّما مثل أهل بيتي في هذه الأمة مثل سفينة نوح في لُجة البحر من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ألا هل بلغت؟).(11)
اقول : مضمون هذه الرواية يشبه وقريب من التي قبلها ، ، ولعل المقصد من ( قاتلني في الاولى ) في زمن البعثة ، والقصد من ( الثالثة ) هي في اخر الزمان عند خروج الامام الحجة ع ، والمقصد من ( الثانية ) غير واضح بالدقة ولكن بينهما ، ولعله على عهد الأئمة قبل الغيبة التامة كما في متن الرواية التالية عن ابي ذر عن الرسول ص: ( من قاتلني في الاولى وقاتل اهل بيتي في الثانية فهو من شيعة الدجال ... )
ولكن المهم ان الرسول ص نسب كل من خرج عن الحق ويعادي ال البيت ع في آخر الزمان الى خندق / صف الدجال !!!
وهذا يعني ان عنوان "الدّجال " دائرته الانحرافية واسعة وتدخل فيها كل العناوين الاخرى ، فتامل
--------------------------
اقتبس التالي :
وقال صلى الله عليه وآله: - (من أبغضنا أهل البيت بعثه اللَّه يهودياً، قيل: يا رسول اللَّه وإن شهد الشهادتين؟ قال: نعم إنّما تجب بهاتين الكلمتين عن سفك دمه، أو يؤدي الجزية وهو صاغر، ثم قال: من أبغضنا أهل البيت بعثه اللَّه يهودياً. قيل: وكيف يا رسول اللَّه؟ قال: إن أدرك الدجال آمن به).(12)
اقول : لعل المراد من قول الرسول ص ( بعثه يهوديا ) في اول الحديث متعلقها ظهور حقيقة الاعتقاد المتلبس بالانسان في عالم / نشأة الاخِرة ، واختصاص المبغض لـ آل البيت ع باليهودية لعل مردّها الى العناد والجحود كما حال عقيدة اليهودية المنحرفة .
وأما المراد من بعثه يهوديا الثانية ومن ثم فسّره الرسول ص " إنْ ادرك الدجال آمن به " فهذا لا يتقاطع مع الاولى ، ويعضده اولا ما ورد في الروايتين السابقتين من جهة ودخول جميع المنحرفين في دائرته ، وكذلك من جهة اخرى فإن يوم الظهور هو كيوم الفصل ، بعد ان تبين الرشد من الغي .
فمن يتّبع ويوالي الامام الحجة ع فهو على خط الهدى والرسالة المحمدية الاصيلة ، ومن تولّى ويتبع غيره وينحرف في ذلك الزمان فسيدخل ويكون في جبهة الدجال وخط الشيطان ( بغض النظر عن نوع انحرافه او الى اي جهة منحرفة ينسب ، فتأمل )
ولا يخفى هنا ايضا ان الرواية هذه كمثيلاتها السابقة ايضا تنسب كل خط منحرف في آخر الزمان الى خط الدجال ، وكأنه العنوان الجامع لكل منحرف / انحراف عن الحق في آخر الزمان .
--------------------------
اقتبس التالي :
وقال صلى الله عليه وآله: - (ازرعوا واغرسوا، فلا واللَّه ما عمل الناس عملاً أحلّ ولا أطيب منه واللَّه ليُزرعنّ وليُغرسنّ بعد خروج الدجال).(13)
اقول : لا اعلم بالدقة المطلب / المقصد هنا ، ولكن لعله تاكيد على استمرار هذا العمل الممدوح حتى بعد خروج الدجال .
وعبارة " بعد خروج الدجال " تتضمن انّ هناك توقيت زماني لخروجه ( اخر الزمان ) ، وهذه لعلها تفيدنا لاحقا في محاولة تفسير المقصد من كلمة الدجال في الروايات ، من هو او ما هو او كلاهما ،
--------------------------
اقتبس التالي :
قال الإمام الرضا عليه السلام: - (إنّ ممّن يتخذ مودتنا أهل البيت لمن هو أشد فتنة على شيعتنا من الدّجال! فقلت: يا بن رسول اللَّه بماذا؟ قال: بمولاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا! إنّه كان كذلك، اختلط الحق بالباطل واشتبه الأمر، فلم يُعرف مؤمن من منافق).(14)
اقول : لم يظهر بالتحديد والدقة اي دجّال قصد المعصوم تحديدا ! لان الدجال قد تعني عام وخاص في كل زمان ومكان ، الا أنْ يخصص الحديث متعلقه دجال آخر الزمان . خاصتا بعد ان علمنا من معنى الدجال هو التمويه والخداع والكذب ، فاذا كان هذا الفعل في داخل اهل الدين / المذهب من قبل احد المنحرفين ، فهو من اخطرهم فتنة وضرر على الاسلام والمسلمين والمؤمنين .
اما اذا كان المقصد هو دجال اخر الزمان ، فهنا سيصب ايضا في نفس تأكيد خطورته التي جائت بها الروايات السابقة .
--------------------------
اقتبس التالي :
عن إمامنا الرضا عليه السلام أيضاً قال: - (رجل قد استخفته الأحاديث كلّما وضع اُحدوثة كذبٍ وانقطعت، مَدّها بأطول منها، إن يُدرك الدجال يتبعه
اقول : نفس المضمون المستحصل سابقا ، فان المعصوم هنا ينسب كل منحرف في اخر الزمان الى اتباع الدجال !
--------------------------
اقتبس التالي :
عن الصادق (عليه السلام) ان الله تبارك وتعالى خلق اربعة عشر نورا قبل خلق الخلق باربعة عشر الف عام فهي ارواحنا فقيل له : يابن رسول الله ومن الاربعة عشر ؟فقال محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولد الحسين آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهر الارض من كل جور وظلم .
اقول : الرواية هنا تبين ظاهرا قتل الدجال على يد الامام الحجة ع ( سواء بالمباشرة او بالتبع )
ولعل المختصر المفيد الذي ذكره الرسول ص وشفّعه بعنوان الدجال ، هو دليل على اهميّة امره في اخر الزمان ، كما حال طريقتهم في النصح والتبليغ عليهم السلام اجمعين .
بقي هنا نقطة مهمة ، وهي هل الدجال شخصية معينة محددة في الخارج ام هي تأويل لفهم اخر ( كإن يكون اتجاه فكري عام منحرف ) !
لعلنا نحاول الجواب لاحقا ، فانتظرون
وألله اعلم
الباحـ الطائي ـث
المصادر :
(10) الطبراني الصغير: 139:1.
(11) رجال الكشي: 29.
(12) المحاسن: 90.
(13) الكافي: 260:5.
(14) بحار الأنوار: 391:75.
(15) ابن حماد: 146.
يتبع لاحقا تكملة المبحث ،،،
- ألـْدّجال -
( بعض احاديث الدجال في روايات ومصادر اهل البيت عليهم السلام )
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله:
- (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلّف عنها غرق، ومن قاتلنا في آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال).(10)
وقال صلى الله عليه وآله:
- (من قاتلني في الأولى وفي الثانية فهو في الثالثة مع الدجال، إنّما مثل أهل بيتي في هذه الأمة مثل سفينة نوح في لُجة البحر من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ألا هل بلغت؟).(11)
وقال صلى الله عليه وآله:
- (من أبغضنا أهل البيت بعثه اللَّه يهودياً، قيل: يا رسول اللَّه وإن شهد الشهادتين؟ قال: نعم إنّما تجب بهاتين الكلمتين عن سفك دمه، أو يؤدي الجزية وهو صاغر، ثم قال: من أبغضنا أهل البيت بعثه اللَّه يهودياً. قيل: وكيف يا رسول اللَّه؟ قال: إن أدرك الدجال آمن به).(12)
وقال صلى الله عليه وآله:
- (ازرعوا واغرسوا، فلا واللَّه ما عمل الناس عملاً أحلّ ولا أطيب منه واللَّه ليُزرعنّ وليُغرسنّ بعد خروج الدجال).(13)
قال الإمام الرضا عليه السلام:
- (إنّ ممّن يتخذ مودتنا أهل البيت لمن هو أشد فتنة على شيعتنا من الدّجال! فقلت: يا بن رسول اللَّه بماذا؟ قال: بمولاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا! إنّه كان كذلك، اختلط الحق بالباطل واشتبه الأمر، فلم يُعرف مؤمن من منافق).(14)
عن إمامنا الرضا عليه السلام أيضاً قال:
- (رجل قد استخفته الأحاديث كلّما وضع اُحدوثة كذبٍ وانقطعت، مَدّها بأطول منها، إن يُدرك الدجال يتبعه).(15)
- كمال الدين 336 عن الصادق (عليه السلام) ان الله تبارك وتعالى خلق اربعة عشر نورا قبل خلق الخلق باربعة عشر الف عام فهي ارواحنا فقيل له : يابن رسول الله ومن الاربعة عشر ؟فقال محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولد الحسين آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهر الارض من كل جور وظلم .
اقول : عموما بالمجموع ، فان عنوان واسم الدجال في الروايات العامية والخاصة باهل البيت ع تكاد تؤكد حقيقتها بلا شك ( تواترا واستفاضة )
الا ان المطلع على ما ورد عند الفريقين سيجد اختلاف كبير في العدد والتفاصيل !
فالروايات العامية ذكرت عنوان الدجال وخاصة في اخر الزمان في روايات كثيرة ، مع تفاصيل كثيرة
في حين ان ما ورد عن ال البيت عليهم السلام تقل بكثير عددا وتفاصيلا ، بل لعلها وكما سيأتي تحدثت بالعنوان الاجمالي للدجال .
وهذا الفرق لعله يولد نوع شك للمتتبع والباحث عن الحقيقة ، ليس في اصل عنوان الدجال بل في التفاصيل ، بحيث هناك شك حول احتمال تلاعب بعض الايدي في التفاصيل ، ودس ما هو ليس من المصدر الحقيقي ، لانه من الغريب ان تاخذ روايات الدجال في كتب العامة هذا القدر الواسع من العدد والتفاصيل ولا نجد تناسب يقابله مما ورد عن روايات ال البيت ع ! فاذا دققنا في التفاصيل ، وجدنا هناك الغرائب وما يشبه الخرافات ، او لعله بدرجة اقل يحتاج نوع تأويل مناسب عقائدي او منطقي لفهمه ، ولكن هذا لا يلغي ذلك الشك بالعموم . والله اعلم .
اقتبس التالي :
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: - (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلّف عنها غرق، ومن قاتلنا في آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال).(10)
اقول : قول الرسول ص ، من قاتلنا في آخر الزمان ، كما هو ظاهر منه متعلقه وقت خروج الامام الحجة ع في اخر الزمان .
وأما نسبة كل من يعادي ويقاتل ال البيت ع في اخر الزمان الى صف الدجال ، فلعلها تعود الى التالي :
لغتاً - دَجَلَ الرَّجُلُ : كَذَبَ ، مَوَّهَ ، اِدَّعَى
دَجَلَ الشَّيْءَ : غَطَّاهُ
وعليه ، الدجل و الدجال : هو كل من يدعي كذباً شيء ليس حقيقيا ، ويموّه الحقائق .
فأذا علمنا ان لظهور الامام الحجة ع علامات باهرات بيناتٍ تَرفَعْ كل شبهة ، وتفضح كل كذبة ، بالمعجزة والايات وغيرها من مستلزمات الحق والحقيقة والصراط المستقيم .
فهذا يستلزم اتمام الحجة الحق على الناس ، وهنا سيكون كل رافض معاند معادٍ هو جاحد "بالحق المبين " وبالتالي فانه سيكون في صف الدجال ( آيدلوجيا وعقائديا ) لانه جحد بالحق ، وادعى غير الحق دجلا ، فتأمل .
ولا يهم بعد ذلك من وكيف مصداق وحقيقة الدّجال بقدر محله من الحق في اخر الزمان .
--------------------------
اقتبس التالي:
وقال صلى الله عليه وآله: - (من قاتلني في الأولى وفي الثانية فهو في الثالثة مع الدجال، إنّما مثل أهل بيتي في هذه الأمة مثل سفينة نوح في لُجة البحر من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ألا هل بلغت؟).(11)
اقول : مضمون هذه الرواية يشبه وقريب من التي قبلها ، ، ولعل المقصد من ( قاتلني في الاولى ) في زمن البعثة ، والقصد من ( الثالثة ) هي في اخر الزمان عند خروج الامام الحجة ع ، والمقصد من ( الثانية ) غير واضح بالدقة ولكن بينهما ، ولعله على عهد الأئمة قبل الغيبة التامة كما في متن الرواية التالية عن ابي ذر عن الرسول ص: ( من قاتلني في الاولى وقاتل اهل بيتي في الثانية فهو من شيعة الدجال ... )
ولكن المهم ان الرسول ص نسب كل من خرج عن الحق ويعادي ال البيت ع في آخر الزمان الى خندق / صف الدجال !!!
وهذا يعني ان عنوان "الدّجال " دائرته الانحرافية واسعة وتدخل فيها كل العناوين الاخرى ، فتامل
--------------------------
اقتبس التالي :
وقال صلى الله عليه وآله: - (من أبغضنا أهل البيت بعثه اللَّه يهودياً، قيل: يا رسول اللَّه وإن شهد الشهادتين؟ قال: نعم إنّما تجب بهاتين الكلمتين عن سفك دمه، أو يؤدي الجزية وهو صاغر، ثم قال: من أبغضنا أهل البيت بعثه اللَّه يهودياً. قيل: وكيف يا رسول اللَّه؟ قال: إن أدرك الدجال آمن به).(12)
اقول : لعل المراد من قول الرسول ص ( بعثه يهوديا ) في اول الحديث متعلقها ظهور حقيقة الاعتقاد المتلبس بالانسان في عالم / نشأة الاخِرة ، واختصاص المبغض لـ آل البيت ع باليهودية لعل مردّها الى العناد والجحود كما حال عقيدة اليهودية المنحرفة .
وأما المراد من بعثه يهوديا الثانية ومن ثم فسّره الرسول ص " إنْ ادرك الدجال آمن به " فهذا لا يتقاطع مع الاولى ، ويعضده اولا ما ورد في الروايتين السابقتين من جهة ودخول جميع المنحرفين في دائرته ، وكذلك من جهة اخرى فإن يوم الظهور هو كيوم الفصل ، بعد ان تبين الرشد من الغي .
فمن يتّبع ويوالي الامام الحجة ع فهو على خط الهدى والرسالة المحمدية الاصيلة ، ومن تولّى ويتبع غيره وينحرف في ذلك الزمان فسيدخل ويكون في جبهة الدجال وخط الشيطان ( بغض النظر عن نوع انحرافه او الى اي جهة منحرفة ينسب ، فتأمل )
ولا يخفى هنا ايضا ان الرواية هذه كمثيلاتها السابقة ايضا تنسب كل خط منحرف في آخر الزمان الى خط الدجال ، وكأنه العنوان الجامع لكل منحرف / انحراف عن الحق في آخر الزمان .
--------------------------
اقتبس التالي :
وقال صلى الله عليه وآله: - (ازرعوا واغرسوا، فلا واللَّه ما عمل الناس عملاً أحلّ ولا أطيب منه واللَّه ليُزرعنّ وليُغرسنّ بعد خروج الدجال).(13)
اقول : لا اعلم بالدقة المطلب / المقصد هنا ، ولكن لعله تاكيد على استمرار هذا العمل الممدوح حتى بعد خروج الدجال .
وعبارة " بعد خروج الدجال " تتضمن انّ هناك توقيت زماني لخروجه ( اخر الزمان ) ، وهذه لعلها تفيدنا لاحقا في محاولة تفسير المقصد من كلمة الدجال في الروايات ، من هو او ما هو او كلاهما ،
--------------------------
اقتبس التالي :
قال الإمام الرضا عليه السلام: - (إنّ ممّن يتخذ مودتنا أهل البيت لمن هو أشد فتنة على شيعتنا من الدّجال! فقلت: يا بن رسول اللَّه بماذا؟ قال: بمولاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا! إنّه كان كذلك، اختلط الحق بالباطل واشتبه الأمر، فلم يُعرف مؤمن من منافق).(14)
اقول : لم يظهر بالتحديد والدقة اي دجّال قصد المعصوم تحديدا ! لان الدجال قد تعني عام وخاص في كل زمان ومكان ، الا أنْ يخصص الحديث متعلقه دجال آخر الزمان . خاصتا بعد ان علمنا من معنى الدجال هو التمويه والخداع والكذب ، فاذا كان هذا الفعل في داخل اهل الدين / المذهب من قبل احد المنحرفين ، فهو من اخطرهم فتنة وضرر على الاسلام والمسلمين والمؤمنين .
اما اذا كان المقصد هو دجال اخر الزمان ، فهنا سيصب ايضا في نفس تأكيد خطورته التي جائت بها الروايات السابقة .
--------------------------
اقتبس التالي :
عن إمامنا الرضا عليه السلام أيضاً قال: - (رجل قد استخفته الأحاديث كلّما وضع اُحدوثة كذبٍ وانقطعت، مَدّها بأطول منها، إن يُدرك الدجال يتبعه
اقول : نفس المضمون المستحصل سابقا ، فان المعصوم هنا ينسب كل منحرف في اخر الزمان الى اتباع الدجال !
--------------------------
اقتبس التالي :
عن الصادق (عليه السلام) ان الله تبارك وتعالى خلق اربعة عشر نورا قبل خلق الخلق باربعة عشر الف عام فهي ارواحنا فقيل له : يابن رسول الله ومن الاربعة عشر ؟فقال محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولد الحسين آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهر الارض من كل جور وظلم .
اقول : الرواية هنا تبين ظاهرا قتل الدجال على يد الامام الحجة ع ( سواء بالمباشرة او بالتبع )
ولعل المختصر المفيد الذي ذكره الرسول ص وشفّعه بعنوان الدجال ، هو دليل على اهميّة امره في اخر الزمان ، كما حال طريقتهم في النصح والتبليغ عليهم السلام اجمعين .
بقي هنا نقطة مهمة ، وهي هل الدجال شخصية معينة محددة في الخارج ام هي تأويل لفهم اخر ( كإن يكون اتجاه فكري عام منحرف ) !
لعلنا نحاول الجواب لاحقا ، فانتظرون
وألله اعلم
الباحـ الطائي ـث
المصادر :
(10) الطبراني الصغير: 139:1.
(11) رجال الكشي: 29.
(12) المحاسن: 90.
(13) الكافي: 260:5.
(14) بحار الأنوار: 391:75.
(15) ابن حماد: 146.
يتبع لاحقا تكملة المبحث ،،،
تعليق