بسم الله الرحمن الرحيم
الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ
يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم
تروها وجعل كلمه الذين كفروا السفلى وكلمه الله هي العليا والله عزيز
حكيم( 40 ) التوبة
هذه الاية غالبا ما يذكروها ابناء العامة كفضيلة لابي بكر
ناتي هنا لنرى الاراء في هذه الاية
الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 307 :
قال : الاية الثالثة قوله تعالى " ثانى اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا
تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها " اجمع
المسلمون على ان المراد بالصاحب ههنا أبو بكر ومن ثم من انكر صحبته
كفر اجماعا .
انتهى
واخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ان الضمير في " فانزل الله سكينته عليه
" لابي بكر ولا ينافيه " وايده بجنود " ارجاعا للضمير في كل الى ما يليق
به وجلالة ابن عباس قاضية بانه لولا علم في ذلك نصاً لما حمل الاية عليه مع
مخالفة ظاهرها له انتهى .
اقول : الاستدلال بهذة الاية على فضيلة أبي بكر وأما من حيث مجرد كونه
مع النبي صلى الله عليه وآله في الغار ، وأما من حيث وصفه بكونه ثانى اثنين
للنبى صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيه كما ذكر فخر الدين الرازي في
تفسيره ، أو من حيث تسميته صاحبا للنبى صلى الله عليه وعلى اله وسلم
ولا دلالة لشئ منها على
ذلك ، .
هنا غالط الاية من الناحية اللغوية وها هو يعترف بالضمير والضمير يعود
للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم والسكينة والتاييد للنبي وليس لابو
بكر شاهدوا معي
الا تنصروه
اذ اخرجه
ثاني
لصاحبه
سكينته عليه
وايده
فالاية تتكلم عن النبي وهو المقصود بها : ثانيا
هناك من اراد الخروج من هذا المطب ففسرها بان السكينة لابي بكر والتاييد
للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم
وهذه مغالطة اخرى
فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها
فهنا الواو ربط الشخص الذي حضي بالسكينة هو نفسه من حضي بالتاييد
وليس من المعقول كلاهما لابي بكر والنبي هو صاحب الرسالة وهو المؤيد.
فافضيلة ابي بكر فقط كونه في صحبة طريق مع النبي وكونه معه في الغار.
كما ذكر فخر الدين الرازي في تفسيره ، أو من حيث تسميته صاحبا
للنبى صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولا دلالة لشئ منها على ذلك .
فلانه شاهد عليه بالنقص والعار ، واستحقاقه لسخط الملك الجبار لا
الفضيلة والاعتبار لأن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم ياخذه معه
للانس به كما توهموه لأن الله تعالى قد آنسه بالملائكة ووحيه وتصحيح
اعتقاده انه تعالى ينجز له جميع ما وعده وإنمااخذه لانه لقيه في طريقه فخاف
ان يظهر امره من جهته فاخذه معه احتياطا في تمام سره ولما دخل معه صلى
الله عليه وعلى اله وسلم في الغار في حرز حريز ومكان مصون بحيث يامن
الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وعلى اله وسلم مع ما ظهر له من تعشيش
الطائر ونسج العنكبوت على بابه لم يثق مع هذه الامور بالسلامة ولا صدق
بالاية واظهر الحزن والمخافة حتى غلبه بكاءه وتزايد قلقه واضطرابه وابتلى
النبي صلى الله عليه وآله في تلك الحال بمماشاته واضطر الى
مداراته ونهاه عن الحزن وزجره ونهى النبي صلى الله عليه وآله وزجره لا
يتوجه في الحقيقة إلا الى القبيح ولا سبيل الى صرفه الى المجاز بغير دليل وقد
ظهر من جزعه وبكاءه ما يكون في مثله فساد الحال في الاختفاء فهو إنما نهى
عن استلزامه
ما وقع منه ولو سكن نفسه الى ما وعد الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وعلى
اله وسلم وصدقه فيما اخبره به من نجاته لم يحزن حيث يجب ان يكون آمنه
ولا انزعج قلبه في الموضع الذي يقتضى سكوته فتدبر .
انتهى
نقول
لا تحزن ان الله معنا
ان النبي ص حركاته واوامره ونهيه تشريع اي اذا امر فاامر بالخير وان نهى
ينهى عن الشر والحرام وال ( لا ) هنا امر بالنهي عن الحزن فلو كان الحزن
لمرضاة الله وبه اجر فالنبي لا ينهي عنه!!
الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 308 :
قوله تعالى " ثانى اثنين " بيان حال للرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم
باعتبار دخوله الغار ثانيا ودخول أبي بكر اولا كما نقل في السير لا عكس
ذلك كما توهموه وعلى التقديرين لا فضيله فيه لابي بكر لانه اخبار عن عدد
ونحن نعلم ضرورة ان مؤمناوكافرا اثنان كما نعلم ان مؤمنا ومؤمنا اثنان
فليس في الاستدلال بذكر هذا العدد طائل يعتمد عليه وكذا الاستدلال بما
يلزمه من اجتماع أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في ذلك
المكان لأن المكان يجتمع فيه المؤمنون والكفار وايضا فإن مسجد رسول الله
صلى الله عليه وعلى اله وسلم اشرف من الغار وقد جمع المؤمنين والمنافقين
والكفار وفي ذلك قوله تعالى " فما للذين كفروا قبلك مهطعين ، عن اليمين
وعن الشمال عزين "
وايضا فإن سفينة نوح قد جمعت النبي والشيطان والبهيمة فاستدلالهم بالاية
على ان ابا بكر كان ثانى رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الغار ثم
التخطي عنه الى كونه ثانيا له في الشرف والفضل كما فعله فخر الدين
الرازي في تفسيره الكبير كما ترى ، وبالجملة لفظ " ثانى اثنين " في الاية لا
يستلزم كون ابى بكر ثانى اثنين للنبى في الشرف لما عرفت من انه كان متقدما
في دخول الغار والحصول فيه والنبي صلى الله عليه وآله تأخر عنه في الدخول .
الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 309
فلان الصاحب المذكور في متن ما نقله من الاجماع على تقدير صحة النقل اعم
من الصاحب اللغوى والاصطلاحي كالمذكور في اصل الاية وحينئذ لا
فضيلة فيه لابي بكر إذ لا مانع من ان يكون صاحب النبي بالمعنى
كافرا أو فاسقا كيف وقد سمى الله تعالى في محكم كتابه ايضا الكافر صاحبا
لهم كما في قوله تعالى عن لسان يوسف عليه السلام " يا صاحبي السجن
أارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار " وقد صرح القاضى البيضاوى
في تفسيره وغيره بان المراد يا صاحبي في السجن وحينئذ تسمية أبي
بكر بالصاحب لا تدل على اسلامه وسلامته فضلا عن ان تدل على فضله
وكرامته فاى فضيلة في آية الغار يفتخر فيها لابي بكر ؟ لولا المكابرة والعناد
أو البعد عن فهم المراد ولقد ظهر بما قررناه
انه إنما يلزم من الاجماع المذكور بعد صحته تكفير من انكر صحبة ابى بكر
مطلقا لا صحبته بالمعنى الاصطلاحي المتنازع فيه .
نقول :
اذا ابو بكر خائف من سلطان المشركين فهذا دليل على انه لم يخرج ولم يختار
ذلك الطريق بمحض ارادته بل اجبر عليه بمعنى نعم لقد تلاقا في الطريق
واخذه معه لكي لا يكشف امر خروج الرسول والاية اخبرتنا ببادئة الرحلة
حينما ذكرت ( الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ) الاية
تتكلم عن خروج مفرد فلماذا القران لم يقل واخرجوهما او اخرجهم؟؟
اي انهم تلاقا في الطريق فاي فضيلة لابي بكر في هذه الاية ؟؟
فالاحرى عندما تذكروهااذكروا ان هناك صحابي بقي في فراش النبي
ووسط المشركين الذين ارتعب منهم ابا بكر لكن الفرق انه نام مثلوج الفؤاد
و مواقف لك دون احمد جاوزت ** بمقامك التعريف و التحديدا
فعلى الفراش مبيت ليلك و العدى ** تهدي اليك بوارقا و رعودا
فرقدت مثلوج الفؤاد كأنما ** يهدي القراع لسمعك التغريدا
فكفيت ليلته و قمت معارضا ** بالنفس لا فشلا و لا رعديدا
و استصبحوا فرأوا دوين مرادهم ** جبلا أشم و فارسا صنديدا
رصدوا الصباح لينفقوا كنز الهدى ** او ما دروا كنز الهدى مرصودا
فلان الصاحب المذكور في متن ما نقله من الاجماع على تقدير صحة النقل اعم
من الصاحب اللغوى والاصطلاحي كالمذكور في اصل الاية وحينئذ لا
فضيلة فيه لابي بكر إذ لا مانع من ان يكون صاحب النبي بالمعنى
كافرا أو فاسقا كيف وقد سمى الله تعالى في محكم كتابه ايضا الكافر صاحبا
لهم كما في قوله تعالى عن لسان يوسف عليه السلام " يا صاحبي السجن
أارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار " وقد صرح القاضى البيضاوى
في تفسيره وغيره بان المراد يا صاحبي في السجن وحينئذ تسمية أبي
بكر بالصاحب لا تدل على اسلامه وسلامته فضلا عن ان تدل على فضله
وكرامته فاى فضيلة في آية الغار يفتخر فيها لابي بكر ؟ لولا المكابرة والعناد
أو البعد عن فهم المراد ولقد ظهر بما قررناه
انه إنما يلزم من الاجماع المذكور بعد صحته تكفير من انكر صحبة ابى بكر
مطلقا لا صحبته بالمعنى الاصطلاحي المتنازع فيه .
نقول :
اذا ابو بكر خائف من سلطان المشركين فهذا دليل على انه لم يخرج ولم يختار
ذلك الطريق بمحض ارادته بل اجبر عليه بمعنى نعم لقد تلاقا في الطريق
واخذه معه لكي لا يكشف امر خروج الرسول والاية اخبرتنا ببادئة الرحلة
حينما ذكرت ( الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ) الاية
تتكلم عن خروج مفرد فلماذا القران لم يقل واخرجوهما او اخرجهم؟؟
اي انهم تلاقا في الطريق فاي فضيلة لابي بكر في هذه الاية ؟؟
فالاحرى عندما تذكروهااذكروا ان هناك صحابي بقي في فراش النبي
ووسط المشركين الذين ارتعب منهم ابا بكر لكن الفرق انه نام مثلوج الفؤاد
و مواقف لك دون احمد جاوزت ** بمقامك التعريف و التحديدا
فعلى الفراش مبيت ليلك و العدى ** تهدي اليك بوارقا و رعودا
فرقدت مثلوج الفؤاد كأنما ** يهدي القراع لسمعك التغريدا
فكفيت ليلته و قمت معارضا ** بالنفس لا فشلا و لا رعديدا
و استصبحوا فرأوا دوين مرادهم ** جبلا أشم و فارسا صنديدا
رصدوا الصباح لينفقوا كنز الهدى ** او ما دروا كنز الهدى مرصودا
تعليق