عن الإمامِ الحسنِ العسكري (عليه السلام): «أوصيكم بتقوى اللهِ والورعِ في دينِكم والاجتهادِ للهِ وصدقِ الحديثِ وأداءِ الأمانةِ إلى من ائتمنَكم من برٍّ أو فاجرٍ وطولِ السجودِ وحسنِ الجوار».
لقد تمكّنَ الأئمّةُ من أهلِ البيتِ (عليهم السلام) ومن خلال حركةٍ متكاملةٍ في حياتِهم من بناءِ جماعةٍ عُرِفت بانتمائِها لهم، وبدأَ اصطلاحُ شيعةِ أهلِ البيتِ (عليهم السلام) يظهرُ في كلماتِ المؤرّخينَ والمصنّفينَ، فمن خلالِ الأحاديثِ التي تضمّنتِ الأحكامَ الشرعيّةَ كان التمايزُ لأتباعِ أهلِ البيتِ في فقهِهم المعروفِ بفقهِ الإمامِ جعفرِ الصادقِ (عليه السلام)، ومن خلالِ التعاليمِ العقائديةِ ودفعِ الشبهاتِ التي كانت متداولةً في زمانِهم تمَّ بيانُ الصحيحِ من المعتقداتِ، وكذلك كان الإهتمامُ من الأئمّةِ (عليهم السلام) بسلوكيّاتِ أتباعِهم وممشاهم في حياتِهم وعلاقاتِهم مع الناس، ولا بدَّ وأنْ يبرزَ الاهتمامُ بشكلٍ آكد في حياةِ الإمامِ الحسنِ العسكري (عليه السلام) باعتبارِ أنَّه الإمامُ الممهّدُ لعصرِ الغيبةِ، ومن هنا كانت وصايا الإمامِ (عليه السلام) لشيعتِه، ففي الروايةِ وصيّةٌ بالتقوى الداخليّةِ والخارجيّةِ، أي التقوى في العلاقةِ مع اللهِ عزَّ وجلَّ بالورعِ في الدينِ، والتقوى في العلاقةِ مع الناسِ بالاتّصافِ بالخصالِ الحميدةِ وأهمّها صدقُ الحديثِ وأداءُ الأمانةِ وحسنُ الجوارِ.
وفي تتمةِ وصيةِ الإمامِ (عليه السلام) يُبيّنُ المسؤوليةَ الملقاةَ على "الشيعي" في أنْ يكونَ مصدرَ فخرٍ للأئمةِ (عليهم السلام) فمن خلالِ السلوكِ السويِّ تتشكّلُ الدعوةُ إلى مذهبِ أهلِ البيتِ (عليهم السلام) يقولُ الإمام العسكري (عليه السلام): «اتّقوا اللهَ وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، جرّوا إلينا كلَّ مودةٍ، وادفعوا عنّا كلَّ قبيح».
فوظيفةُ الشيعةِ ترتبطُ بعنصري الجذبِ والدفعِ، أي: جذبُ الناسِ إلى التمسكِ بأهلِ البيتِ (عليهم السلام) من خلالِ إظهارِ التعاليمِ التربويةِ المشرقةِ الصادرةِ منهم، والدفعُ لأيِّ تهمةٍ وباطلٍ يُحاكُ من قِبَلِ السلطةِ الظالمةِ في حقِّهم.
وحثّاً مِنَ الإمامِ (عليه السلام) لشيعتِه على ذلك يؤكدُ على أنَّ التصرّفَ الصحيحَ الذي يسلُكه من يُشايعُهم يكونُ من بواعثِ السرورِ في نفسِ الإمامِ (عليه السلام)، وذلك من مقتضياتِ الرحمةِ الواسعةِ التي تتجلّى في الأئمةِ (عليهم السلام)، يقولُ (عليه السلام): «إنَّ الرجلَ منكم إذا ورِعَ في دينِه وصدقَ في حديثِه، وأدَّى الأمانةَ وحسّنَ خلُقَه مع الناسِ قيل: هذا شيعيٌّ فيسرُّني ذلك».
وكان الإمامُ يوصي بوصاياه ويأمرُ بنشرِها بين شيعتِه، ففي وصيّتِه إلى أحدِ أعلامِ أصحابِه، يقولُ: «أوصيكَ... بتقوى اللهِ وإقامةِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ فإنّه لا تُقبلُ الصلاةُ من مانعِ الزكاةِ، وأوصيكَ بمغفرةِ الذنبِ وكظمِ الغيظِ، وصلةِ الرحمِ، ومواساةِ الإخوانِ، والسعي في حوائجِهم في العسرِ واليسرِ، والحلمِ عند الجهلِ، والتفقّهِ في الدينِ، والتثبّتِ في الأمورِ، والتعاهدِ للقرآنِ، وحُسنِ الخُلقِ، والأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ... وعليك بصلاةِ الليلِ» فإنّ النبيَّ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلّم) أوصى عليّاً (عليه السلام) فقال: «يا عليُّ عليك بصلاةِ الليلِ، عليك بصلاةِ الليلِ، عليك بصلاةِ الليلِ، ومن استخفَّ بصلاةِ الليلِ فليس منّا، فاعملْ بوصيّتي واْمُرْ جميعَ شيعتي بما أمرتُك به حتّى يعملوا به، وعليك بالصبرِ وانتظارِ الفرجِ» فإنّ النبيَّ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلّمَ) قال: «أفضل أعمال أمّتي انتظار الفرج...»
ختاماً نرفعُ آياتِ العزاءِ لمحضرِ بقيّةِ اللهِ الأعظمِ (عليه السلام) وللوليِّ الفقيهِ وللمجاهدينَ جميعاً بذكرى شهادةِ الإمامِ الحسنِ العسكري ّ(عليه السلام).
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين
لقد تمكّنَ الأئمّةُ من أهلِ البيتِ (عليهم السلام) ومن خلال حركةٍ متكاملةٍ في حياتِهم من بناءِ جماعةٍ عُرِفت بانتمائِها لهم، وبدأَ اصطلاحُ شيعةِ أهلِ البيتِ (عليهم السلام) يظهرُ في كلماتِ المؤرّخينَ والمصنّفينَ، فمن خلالِ الأحاديثِ التي تضمّنتِ الأحكامَ الشرعيّةَ كان التمايزُ لأتباعِ أهلِ البيتِ في فقهِهم المعروفِ بفقهِ الإمامِ جعفرِ الصادقِ (عليه السلام)، ومن خلالِ التعاليمِ العقائديةِ ودفعِ الشبهاتِ التي كانت متداولةً في زمانِهم تمَّ بيانُ الصحيحِ من المعتقداتِ، وكذلك كان الإهتمامُ من الأئمّةِ (عليهم السلام) بسلوكيّاتِ أتباعِهم وممشاهم في حياتِهم وعلاقاتِهم مع الناس، ولا بدَّ وأنْ يبرزَ الاهتمامُ بشكلٍ آكد في حياةِ الإمامِ الحسنِ العسكري (عليه السلام) باعتبارِ أنَّه الإمامُ الممهّدُ لعصرِ الغيبةِ، ومن هنا كانت وصايا الإمامِ (عليه السلام) لشيعتِه، ففي الروايةِ وصيّةٌ بالتقوى الداخليّةِ والخارجيّةِ، أي التقوى في العلاقةِ مع اللهِ عزَّ وجلَّ بالورعِ في الدينِ، والتقوى في العلاقةِ مع الناسِ بالاتّصافِ بالخصالِ الحميدةِ وأهمّها صدقُ الحديثِ وأداءُ الأمانةِ وحسنُ الجوارِ.
وفي تتمةِ وصيةِ الإمامِ (عليه السلام) يُبيّنُ المسؤوليةَ الملقاةَ على "الشيعي" في أنْ يكونَ مصدرَ فخرٍ للأئمةِ (عليهم السلام) فمن خلالِ السلوكِ السويِّ تتشكّلُ الدعوةُ إلى مذهبِ أهلِ البيتِ (عليهم السلام) يقولُ الإمام العسكري (عليه السلام): «اتّقوا اللهَ وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، جرّوا إلينا كلَّ مودةٍ، وادفعوا عنّا كلَّ قبيح».
فوظيفةُ الشيعةِ ترتبطُ بعنصري الجذبِ والدفعِ، أي: جذبُ الناسِ إلى التمسكِ بأهلِ البيتِ (عليهم السلام) من خلالِ إظهارِ التعاليمِ التربويةِ المشرقةِ الصادرةِ منهم، والدفعُ لأيِّ تهمةٍ وباطلٍ يُحاكُ من قِبَلِ السلطةِ الظالمةِ في حقِّهم.
وحثّاً مِنَ الإمامِ (عليه السلام) لشيعتِه على ذلك يؤكدُ على أنَّ التصرّفَ الصحيحَ الذي يسلُكه من يُشايعُهم يكونُ من بواعثِ السرورِ في نفسِ الإمامِ (عليه السلام)، وذلك من مقتضياتِ الرحمةِ الواسعةِ التي تتجلّى في الأئمةِ (عليهم السلام)، يقولُ (عليه السلام): «إنَّ الرجلَ منكم إذا ورِعَ في دينِه وصدقَ في حديثِه، وأدَّى الأمانةَ وحسّنَ خلُقَه مع الناسِ قيل: هذا شيعيٌّ فيسرُّني ذلك».
وكان الإمامُ يوصي بوصاياه ويأمرُ بنشرِها بين شيعتِه، ففي وصيّتِه إلى أحدِ أعلامِ أصحابِه، يقولُ: «أوصيكَ... بتقوى اللهِ وإقامةِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ فإنّه لا تُقبلُ الصلاةُ من مانعِ الزكاةِ، وأوصيكَ بمغفرةِ الذنبِ وكظمِ الغيظِ، وصلةِ الرحمِ، ومواساةِ الإخوانِ، والسعي في حوائجِهم في العسرِ واليسرِ، والحلمِ عند الجهلِ، والتفقّهِ في الدينِ، والتثبّتِ في الأمورِ، والتعاهدِ للقرآنِ، وحُسنِ الخُلقِ، والأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ... وعليك بصلاةِ الليلِ» فإنّ النبيَّ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلّم) أوصى عليّاً (عليه السلام) فقال: «يا عليُّ عليك بصلاةِ الليلِ، عليك بصلاةِ الليلِ، عليك بصلاةِ الليلِ، ومن استخفَّ بصلاةِ الليلِ فليس منّا، فاعملْ بوصيّتي واْمُرْ جميعَ شيعتي بما أمرتُك به حتّى يعملوا به، وعليك بالصبرِ وانتظارِ الفرجِ» فإنّ النبيَّ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلّمَ) قال: «أفضل أعمال أمّتي انتظار الفرج...»
ختاماً نرفعُ آياتِ العزاءِ لمحضرِ بقيّةِ اللهِ الأعظمِ (عليه السلام) وللوليِّ الفقيهِ وللمجاهدينَ جميعاً بذكرى شهادةِ الإمامِ الحسنِ العسكري ّ(عليه السلام).
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين
تعليق