خطبة الجمعة من العتبة الحسينية المقدسة لها منطلق تواصلي مع الناس وقضايا المجتمع عبر مرايا الموروث ، واللقاء المباشر مع المصلين وإثارة مواضيع قريبة عن هموم الناس واهتماماتهم مع السعي لتسليط الضوء على آداب وعلوم أهل البيت عليهم السلام يشكل لها اختصاصات عرض دقيقة ، وخطبة سماحة السيد احمد الصافي ( اعزه الله ) في 7 تموز 2006م قدم نموذج دعائي للإمام السجاد عليه السلام ( ولم يبد سؤءاتها لمن يلتمس معايبي من جيرتي ) والإمام السجاد عليه السلام يمثل الحضور الأسمى في مرتقى الدعاء وبهذا يشكل معادلة رصد شعوري ونهج تربوي يرى سماحة السيد إن الإمام السجاد سلام الله عليه لا يريد أن يصور الجيران دائما بالحسد لكنه يلمح لمن يلتمس المعايب ، ويحث على احترام الجار وأهمية الجار ومستحبات التعامل مع الجار ، المفاهيم الراقية التي يطرحها الدعاء من الطبيعي ان تكون مؤثرة ، وتملك جواذب روحية ورؤية إنسانية ، يرى سماحة السيد إذا كان من الجار من يكون حاسدا لا يعني الجيرة حاسدة ، الطرح دقيق يتسامى مع وجدانية العصر في كثير من الأمور ، ومحاولة البعض للبحث عن عيب لجاره ، يبتعد عن الدين ، مفهوم الخطبة هو توصيل الفكرة من صياغات المعصوم إلى الفهم الشمولي ، ولهذا يشخص سماحة السيد هذه الحالة كنتيجة من نتائج المجتمع الذي يبتعد عن الدين ، بث مثل هذه الفكرة يعطي الموضوع قيمة تخص لنا النفس بمدركات اليقظة وتمنحنا رؤية مهمة فالابتعاد عن الدين جعل هناك وحشة في النفس في كثير من التعاليم الشرعية لسبب معايشتنا لأضدادها ، حتى يصل الأمر الى ان أخلاق أهل البيت عليهم السلام تكون شيئا غريبا فالجار الذي يلتمس العيب هذا جار سوء ، المواضيع الاجتماعية مواضيع متجذرة عند الناس ، وسماحة السيد يعرف تماما كيف يتوسع في المؤثر ليعمق أثره في المتلقي وفي نشر الوعي بأسلوب الانفتاح الشمولي إبداع وتمكن البعض ليسعى لصد أهل المعروف ، أهل الخدمة الحسنة مع الجيران ، يحرضون من يخدم جيرانه على النفور والابتعاد عنهم ، والحث على إهمالهم وربما هو مكنون نفسي ، كما يشخصه سماحة السيد الصافي كي لا يطالب هو بمثل هذه الإعمال ولكي لا يتميز أهل الجود عنه ، يسعى البحث الى بث الوعي الإنساني وتصور الحياة دون هذا الوثاق الإنساني لنرتقي إلى ما علمتنا كتب أهل البيت عليهم السلام ، نحتاج إلى تثقيف جديد نستنطق روايات الأئمة عليهم السلام لبناء غد الآخرة بما يليق بإيماننا وفكرنا وإنسانية الدين الذي يشكل عظمة الانتماء ،تسليط الضوء على تفاصيل المعنى لكي نعرف حجم الموروث وما يحمله لنا من تجارب فكرية تصل الى نتيجة ما نعانية من غفلة طرحت في ارض الواقع الكثير ممن يفوق فرعون إذا توفرت اليوم وإلفينا ترعرع نمرود بمعنى إن الظروف التي أنجبت فرعون إذا توفرت في كل وقت ستجد الفراعنة وطغى جيل متنمرد ، قراءة الخطبة تعني البحث عن القيم لتستنهض الإنسان بفكر الرمز المقدس وحضور الحكمة الواعية ، الحديث يشخص لنا مسألة بمثابة قضية ( فان من كسر مؤمن فعليه صبره ) يصلح هذا التحذير من زرع فطنة اليقظة المن حكم أمير المؤمنين فليس من الصحيح إغفال حق الجار ، حسادة النعمة شخصت الخطبة مفخخات لبعد الفرج ، يمين سائحة تسمعها في السوق لأدنى الأشياء الإيمان المغلظة ، العقلاء يبحثون عن سبب هذا التردي الذي وصل حد التطاول على الذات العلوية ، مفهوم المعصوم وكلامه هو من ضمن التفكير الجمعي او الخطاب الجمعي ، لأنه لا يخاطب شخص بل هو يخاطب كل الناس وفي كل الأجيال ،لذلك نجد له تغلغل واسع بين الناس ، الإمام عليه السلام يريد أن يربينا ، الخطبة تلجأ إلى تسليط الضوء على منهجية هذه التربية وبالمقابل إلى الخشية ان لا نكون نحن من يتلمس معايب الجيران ، هذه ميزة الخطبة التواصل مع التراث المعصوم واستحضاره وهذا مع الأساليب التي يتجمل بها الرقي الإنساني بعدم الإيمان المطلق بتنزيه الذات لأن الخطيب يفترض اسوء احتمالات الذات كي يناقش سلبيتها المفترضة أو من باب تخمين الامكانية الحكمة الإلهية تقول لا تغيير إلا بتغيير الذات الى سمو إذا أردنا أن نتأمل في مفردات الخطبة سنجد تشخيصات مهمة لأغلب المشاكل الحقيقية ، البعض يبرر عاهته بان زمن الأئمة غير زماننا هذا التبرير به خطورة على أساس ان السمات الأخلاقية وتشخيصات الأئمة عليهم السلام ، في غير زماننا ، هذه أخلاقية الوسوسة والهواجس الشيطانية لأن تشخيصات الأئمة واحدة في كل زمان عامة شمولية مثل السعي لإشاعة روح المودة وروح المحبة وروح الأخلاق العالية ،الإنسان يتوب عندما يتعرض إلى ضيق وعند انفراجه يرجع الى ماكان عليه ، هذه هي مادة الواقع ، الخطبة تحمل مادة الدين التي هي الحياة والنفس الانسانية
ومقوماتها ما يحمله لنا الدين من أخلاق الله ، والتناقضات التي تعيش في بعض هذا الواقع ، وقول الامام السجاد حجة فائدة الخطبة التذكير والامتناع بأدب المعصوم والتحريض على بناء النفس والبيت والمجتمع والتوجه الى الله تعالى هو الأمل المضامين لها ثمرة الوعي وإيقاظ أهل السهو لتنظيم العشوائية الحياتية إلى الارتقاء بالسمو والله ولي التوفيق