تمتعت القابلة المأذونة والتي تسمى عند البعض بالدادة والحبوبة بثقة الحوامل والطمأنينة بالتوليد الناجح من دون مضاعفات وهذه الثقة العالية هي التي كانت تجعل من المستشفى ملاذا خاصا للعمليات الجراحية الصعبة والتي يتم تحويلها من بتشخيص القابلة نفسها ، القابلات امتلكن الخبرة والاحتراف بممارسة المهنة في توليد الأمهات الحوامل ، واقع الخبرة العملية المتراكمة جعلتها تمتلك حس توليدي عفوي ، قلما يخطىء التشخيص او وقت الوضع ، وهكذا كان الوضع لمعظم المهن الطبية الأخرى كالمجبرجي يعالج الكسور بدقة تجبير والمطهرجي وأطباء اعشاب وصيادلة اعشاب، لذلك نجد خبرة القابلة أيام زمان سبب امتلاك التشخيص الصحيح دون مختبرات وتحليلات وكانت تعمل بنفسها لتحضير الادوية والشرابات الي تعجل الوضع وتلطف الام المخاض من النباتات البرية ، معظم الولادات تتم دون مضاعفات وعن حالات الاسقاط الضرورية لإنقاذ حياة الأم أو عندما يكون الحمل مضرا لحياة الطفل والام او ان يكون الجنين ميتا ، وهذه التشخيصات الدقيقة تعطى بواقع الخبرة والفطنة الفطرية ، تقرأ القابلة الاعراض وتتيقن من حالها باستخدام حاسة اللمس وكانت تحضر القابلة الى البيوت وفي أي وقت كان ليل نهار سحر وكانت تلبي الدعوة برحابة الصدر وعن القابلات المشهورات أيام زمان في كربلاء ( سعدية الحبوبة ) المخيم والقابلة ام فؤاد وام حسين والحجية كريمة والحجية ام كرم والحاجة نادرة ام عزيز سوق (النجاجير) ونادرة ام احمد باب بغداد والجميل انهن لم يحددن الاجر او يطالبن بقيمة الاتعاب وانما يعتبرن العمل تطوعي انساني والاجر هو ما تمد يد اهل المولود من بشارة واغلب الحوامل يفضلن الولادة على يد القابلات بدل المستشفيات بما يتمتعن به من خفة اليد والبساطة في التعامل الودود ، ومهنة القابلة المأذونة لم تكن في ايامها تتطلب شهادة جامعية أو حتى شهادة تداولها المهنة ولم تكن في ايامهن معهد تمريض ومعظم القابلات توارثن المهنة من امهاتهن او جداتهن بالممارسة وتقوم هي بتعليم ابنتها ، فالحجية ام عزيز تعلمت المهنة من أمها وعلمت ابنتها الحجية ام رعد نجية وكانت من عملهن تحضير الطشت والماء الساخن والصابون للمولد ليكون طاهرا ، وتمنح الفوطة والصابونة الى القابلة هدية مع مبلغ من النقود بشارة ، واما يوم الحمام فكان من الأيام المشهودة في كربلاء يعاملونه كالعرس طبخ ومعازيم وياخذون الى الحمام فواكه و شرابت وماء ورد وياتون بالغداء الى عاملات الحمام ومنه صينية الى بيت القابلة ، رحم الله أيام زمان ولانريد ان نقارن بما يحصل اليوم لان الموضوع لايحتاج الى مقارنة
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
( القابلة المأذونة في الذاكرة العراقية ) ( حنين علي العامري )
تقليص
X
-
( القابلة المأذونة في الذاكرة العراقية ) ( حنين علي العامري )
تمتعت القابلة المأذونة والتي تسمى عند البعض بالدادة والحبوبة بثقة الحوامل والطمأنينة بالتوليد الناجح من دون مضاعفات وهذه الثقة العالية هي التي كانت تجعل من المستشفى ملاذا خاصا للعمليات الجراحية الصعبة والتي يتم تحويلها من بتشخيص القابلة نفسها ، القابلات امتلكن الخبرة والاحتراف بممارسة المهنة في توليد الأمهات الحوامل ، واقع الخبرة العملية المتراكمة جعلتها تمتلك حس توليدي عفوي ، قلما يخطىء التشخيص او وقت الوضع ، وهكذا كان الوضع لمعظم المهن الطبية الأخرى كالمجبرجي يعالج الكسور بدقة تجبير والمطهرجي وأطباء اعشاب وصيادلة اعشاب، لذلك نجد خبرة القابلة أيام زمان سبب امتلاك التشخيص الصحيح دون مختبرات وتحليلات وكانت تعمل بنفسها لتحضير الادوية والشرابات الي تعجل الوضع وتلطف الام المخاض من النباتات البرية ، معظم الولادات تتم دون مضاعفات وعن حالات الاسقاط الضرورية لإنقاذ حياة الأم أو عندما يكون الحمل مضرا لحياة الطفل والام او ان يكون الجنين ميتا ، وهذه التشخيصات الدقيقة تعطى بواقع الخبرة والفطنة الفطرية ، تقرأ القابلة الاعراض وتتيقن من حالها باستخدام حاسة اللمس وكانت تحضر القابلة الى البيوت وفي أي وقت كان ليل نهار سحر وكانت تلبي الدعوة برحابة الصدر وعن القابلات المشهورات أيام زمان في كربلاء ( سعدية الحبوبة ) المخيم والقابلة ام فؤاد وام حسين والحجية كريمة والحجية ام كرم والحاجة نادرة ام عزيز سوق (النجاجير) ونادرة ام احمد باب بغداد والجميل انهن لم يحددن الاجر او يطالبن بقيمة الاتعاب وانما يعتبرن العمل تطوعي انساني والاجر هو ما تمد يد اهل المولود من بشارة واغلب الحوامل يفضلن الولادة على يد القابلات بدل المستشفيات بما يتمتعن به من خفة اليد والبساطة في التعامل الودود ، ومهنة القابلة المأذونة لم تكن في ايامها تتطلب شهادة جامعية أو حتى شهادة تداولها المهنة ولم تكن في ايامهن معهد تمريض ومعظم القابلات توارثن المهنة من امهاتهن او جداتهن بالممارسة وتقوم هي بتعليم ابنتها ، فالحجية ام عزيز تعلمت المهنة من أمها وعلمت ابنتها الحجية ام رعد نجية وكانت من عملهن تحضير الطشت والماء الساخن والصابون للمولد ليكون طاهرا ، وتمنح الفوطة والصابونة الى القابلة هدية مع مبلغ من النقود بشارة ، واما يوم الحمام فكان من الأيام المشهودة في كربلاء يعاملونه كالعرس طبخ ومعازيم وياخذون الى الحمام فواكه و شرابت وماء ورد وياتون بالغداء الى عاملات الحمام ومنه صينية الى بيت القابلة ، رحم الله أيام زمان ولانريد ان نقارن بما يحصل اليوم لان الموضوع لايحتاج الى مقارنةالكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس