كتاب الاديان والمذاهب .للدكتور رشيد الخيون .صاحب كتاب الامالي عن حياة وسيرة السيد طالب الرفاعي ..
يعتبر موضوع الاديان والمذاهب من المواضيع المتعلقة بجذور الحياة منذ خلق آلله تعالى الحياة في الكرة الأرضية ومراحل العصور التي مرت في هذا الكون الفسيح...الاديان والمذاهب منذ ظهورها مع خلق آلله تعالى البشرية ،وهذه الاديان والمذاهب متداخلة وتتداخل عبر التاريخ والعقائد وعلاقات سياسية واجتماعية وبيئة وثقافية ..تشترك الأديان والمذاهب في توحيد آلله تعالى الذي نزل للبشرية الانبياء والرسل بكتب سماوية ...تشترك بعض هذه الاديان والمذاهب في مسائل عقائدية او فقهية وتختلف في بعضها الاخر ..
وتتأثر البعض منها والبعض الاخر ينفر منها ويدعو إلى قيادة مذهب او فرقة انشقت عن الدين او المذهب الاصلي فظهر الالحاد والتكفير والارهاب كما في عصرنا الحاضر ..
كان للجانب الحكم السياسي في خلط الحقائق وتزوير التاريخ حتى يبقى للتصدي للحكم متلونا تحت عباءة الدين ..فتحاك الدسائس والمؤمرات وتشوية الدين والمذهب بالنقل الحقائق وتلفيق الاحداث التاريخية بدعم من الحكام الذين كانوا يعطون المال والسلطة لمن يكتب مايمليه فكره القذر فظهرت فرق مثل الوهابية والتي ملأت الارض استباحة ودماء زكية باتباعهم الدواعش ..
فالعراق منذ خلق ابونا آدم عليه السلام مهدا لظهور الاديان والمذاهب على اراضيه المقدسة ..
قسم الكاتب الخيون كتابه الى فصول حسب ظهور الدين ..ومن ثم يتحدث عن كل دين من حيث ظهوره وتأسيسه وكتبه وطقوسه وحضارته ومكان سكناه ..ومن ثم يذكر دور الدين الاسلامي الذي هو آخر الاديان السماوية !وكيف تواصل معه عبر العصور ،ومن ثم يتحدث الكاتب دكتور رشيد الخيون عن مواقفهم في العصر الحديث ودورهم في الحياة .
الصابئة المندائية ...من الأديان الحية القديمة والتي كانت مهيمنة على الديانات العالمية في بابل ومصر والرومان والهند..
في العراق عندنا الصابئة التعميد او الصباغة،يتحدثون اللغة الارامية بلهجتها الشرقية..يتميزون عن الديانات اليهودية والمسيحية والمجوسية والمانوية وحتى الدين الاسلامي بروحانيتهم الصافية ولهم فلسفة خاصة ،عرف الصابئيين المندائيين بطقوسهم بالماء ،اذ ينحتون أسماءهم والغسل والارتماس في الماء الجاري وهو مأخوذ من صبأ الارامية اي اغتسل... تعني كلمة الصابئة الغسل والوضوء وهي كلمة سريانية ..
ابدى اكثر من باحث في شأن المندائيين صعوبة البحث في كتبهم الدينية بسبب تاريخهم المجهول،ولكن لهم كتاب اسمه ( الكتزاريا) كتاب انزل به هيبل زيوا (جبرائيل ) على ادم وشيت وادريس ونوح عليهم السلآم بفترات مختلفة،إلا أن اسماء وأحداثا عديدة دخلت في الكتاب تصل الى زمن يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم عليهما السلام ،ورغم أن الصابئيين يعتقدون أن كتابهم نزل على يحيى بن زكريا عليه السلام وبدليل وشهادة القرآن الكريم (خذ الكتاب بقوة واتينه الحكم صبيا ) إلا أن المفسرين المسلمين يشير ان انه كتاب التوراة الذي نزل على موسى عليه السلام،وعند دخول العرب المسلمين رفعه رئيس كهنتهم دنقا مبينا انهم من اهل الكتاب... كانوا لايبنون للاموات مقابر مهما كان منزلة الميت، كان الاشاعات تتطاول منهم كونهم نجس ،لكن العلماء ورجال الدين وضحوا الصورة عنهم ... عاشوا في جنوب العراق بسلام واخوة مع كل الطوائف ..لم يستلموا اي حكم سياسي .. بعد سقوط النظام السابق ..اسسوا حزب الديمقراطي المندائيين والذي الغرض منه التعايش السلمي وهم كانوا من الأوائل للانضمام للحزب الشيوعي ..
عانوا مثل الطوائف الاخرى من الظلم والاضهاد اسوءة بالاخرين .
الايزيدية -الزراد شيته
يعتنقها الاكراد اضافة الى الديانات اليهودية والمسيحية،يعتقدون أنهم من اتباع الملائكة،وقد نسبوا الى يزيد بن معاوية الاموي لعنة الله عليه ،لكن نفوا ذلك وان كلمة الايزيدية جاءت من يزدان او ايزيد ويعني اسم الاله وهي كلمة سومرية ،سكنوا في سنجار وبعشقية ونينوى ..نالهم الاضطهاد والظلم وقد تعرضوا الى هجمات عبر التأريخ واستباح دمائهم ونسائهم واموالهم ...لازالوا يعانون من التهميش والإقصاء ...
اليهودية
من الاديان القديمة والتي ظهرت مع الحضارات ...وهم يلتحقون بأبيهم إبراهيم عليه السلام ،كان لهم نفوذ وسلطة ..يتكلمون اللغة العبرية ..نزل على نبي موسى التوارة ،سكنوا في مناطق مختلفة من العراق ..بنوا حضارات ولهم طقوس ...اشتهروا بالطب والفلك والهندسة والمعمار فكانت تماثيل والرموز واثارهم الحضارية والتاريخية لاتزال حية ... كانوا ينظرون إلى انفسهم اقرب الى تعالى من الاديان الأخرى فحاولوا زرع الفتنة والعقبات وخاصة مع ظهور الدين الاسلامي الذي ذكر في كتبهم الدينية ، كانوا يضعون انفسهم في مرتبة اعلى من سائر المخلوقات ...كانوا يحرضون في شب النار والخلافات ،ونقضوا العهود مع النبي محمد صل الله عليه واله وسلم ومع الخلفاء من بعده .. تم تفرقتهم في العهد الخلفاء الراشدين فسكنوا البحرين الخليج العربي وعادوا الى العراق ... بعد يحلمون باستقلاليتهم فتم بناء مستوطن لهم في القدس ...
في النصف من القرن الماضي تم تسفيرهم وتهجيرهم الى تل أبيب تاركين خلفهم بيوتهم ومحلاتهم مما ادى الى الفرهود ممتلكاتهم الخاصة ... يتطلعون العودة إلى العراق ..رغم انهم اصبحوا كهله وكبار السن اما أبناءهم واحفادهم قد شربوا من روايات ذويهم الذين ولدوا في العراق بمنتصف القرن السابق ..لهم مقابر تحوي رفاة امواتهم وطقوس دينية واجتماعية تؤرخ التاريخ العبري لهم ...
بعد سقوط النظام السابق ...حاولوا العودة الى العراق ولازال المحاولة بانشاء التطبيع مع إسرائيل كما فعلت ليبيا وبعدها الامارات ...
الحكم السياسي تغلب على الحكم الديني ...وبقيت تطلعاتهم مسكونه بين احلامهم ...
المسيحية ... من الديانات السماوية القديمة والعالمية وارتبطت باقوام مختلفة وبدأ التبشير بها بعد النبي عيسى بن مريم عليهما السلام في عهد مملكة حدياب ثم تعاقب التبشير وتوسيع الرقعة الجغرافية للديانه المسيحية والتي كانت تتعلق بأبيهم إبراهيم عليه السلام والقبلة حيث الشرق في القدس منبع المسيحية الاولى .
في الإسلام تشرف العرب بالنصرانية،فكانوا يقسمون بالكعبة والصليب
كما قال عدي بن حجر
سعى الاعداء إلا يألون شرا
عليك ورب مكة والصليب.
اشتهروا المسيحية بالطب فكان الحكام يقربونهم في علاج امراضهم
وكان لهم أربعة اناجيل ولم يأمر النبي عيسى بن مريم عليهما السلام بكتابتها كما ذكره نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم .
عانوا من الاختلافات والتفرقة
مع المغول وقد انتصروا عليهم بقيادة صلاح الدين الأيوبي
وبعدها مع العثمانيين الذين قاموا بتهجيرهم وتسفيرهم واضطهادهم
اما في العصر الحالي ،تعرضوا إلى انفجارات دموية ل كنائسهم في يوم واحد أربعة عشر كينسية في بغداد والموصل ...فاعطوا دماء وتضحيات مثل باقي الديانات والمذاهب ...يحبون ويسعون للسلام والامان مع كل الطوائف .
الشيعة ...
ظهر التشيع مع اول بلورة للدين الإسلامي وقد سبق باقي المذاهب الأخرى ،إلا لامر سوى المذهب الذي
ولدته ممارستان في مخيلة الشيعة
الاولى سياسيا سقيفة بني ساعدة بعد استشهاد نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم ولايوجد بجدية من الرسول صلى الله عليه واله وسلم هو مؤسسس الاول للشيعة وهو مايدعي معظم المذاهب الفقهية والفكرية.
اما الحنفيون اتوا باحاديث بنبؤة تصديق رواية تنبؤ الرسول صلى الله عليه واله وسلم بظهور أبي حنيفة النعمان ،وفعل ذلك الشافعيون والمعتزلة ،بل تطرق الحنابلة حيث جعلوا احمد بن حنبل من سلالة الرسول صلى الله عليه واله وسلم ويقول الكاتب دكتور رشيد الخيون في كتابه الأديان والمذاهب (لا اجد في امر تأسيس المذهب الشيعي غير تأكيد القول،ان التشيع سبق المذاهب الاخرى بعد أن تبلوره مذهبا سياسيا حول مسألة (الامامة )وظل المذهب الشيعي معارضا في زمن الخلافتين الأموية والعباسية.
واستقل مبكرا بمقالاته الفقهية ورواياته التاريخية المنسوبة الى الأئمة الأطهار عليهم السلآم ولذا عرفت بالامامة الجعفرية نسبة للامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ).
اما المخيلة الثانية حسب مايتراىء ل الكاتب دكتور رشيد الخيون
الى حرب معاوية للامام علي عليه السلام
ومن ثم ولده الامام الحسن بن علي عليهما وبعدها استشهاد الامام الحسين عليهما السلام ،
علي حسين الخباز, [12/03/2021 11:43 م]
فحدثت بعد استشهاد الامام علي بن أبي طاعليه السلام ،حدثت الرجعة عن مذهب التشيع ،وظهور فرق
منها الولاء للامام علي عليه السلام
وظهرت فرقة الكيسائية للمؤسسها (التوبختي )التي كان ولاءها للامام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وقد تقول انه قتل بالطعن مثخننا بالجراح وليس بالسم .
وظهرت فرقة بعد استشهاد الامام محمد بن علي الباقر عليهما السلام وقد قسمت الى شقين
الاول فرقة تدعي أن عبدالله بن محمد هو النفس الزكية وهو مهدي آل محمد .
اما الثانية فرقة الامام الصادق عليه السلام .
الفرقة التي ظهرت هم
العلويون ومؤسسس هذه الفرقة أبي شعيب بن نصير النميري في البابية بسامراء وهم لازالوايعيشون في العراق .
اما فرقة الأخرى هي
المهديون ،وهم مهديون شيعية الامام الثاني عشر ولكل دين أو مذهب منقذ مهدوي ..وان مهدي الشيعة هو الامام الثاني عشر الغائب المنتظر .
وقد حاول الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور ظهور ولده مهدي لكن تم طمسها في حينها .
المذهب السني
ظهرت ثلاثة تكوينات وهم (الحنفي والشافعي والحنابلة )،
اما التكوين الرابع هو المالكي لم يكن مذهب للعراقيين وانما كان للمسافرين ورودا لبغداد للدراسة في مدارسها الفقهية من المغرب ومصر وليبيا والسودان ورغم عدم وجود اتباع لكن كان يتعلق بدولة بغداد آنذاك
لقد تأسسس المذهب الحنفي بين ظهراني الكوفة مركز سواد العراق وقد اسسسه ابي حنيفة النعمان وهو مذهب فكري وفقهي ..
في عهد الحكم العثماني اصبح المذهب الحنفي هو الرسمي في العراق،
اما المذهب الشافعي ..ظهر بالحجاز وقد اسسسه محمد بن ادريس في يوم وفاة ابي حنيفة النعمان في العراق ليصبح بعد ذلك مذهب سلطة السلجوقية وتبناه الخلفاء لمسايرة أمراء السلاجقة من جهة ،ومن جهة أخرى لتصدي والوقوف بوجه المذهب الشيعي والحنابلة .
اما المذهب الحنابلة اسسسها احمد بن حنبل البغدادي ،وقد اعتمدوا في طرح النصوص والاحاديث دون ابداء الرأي ،وكانوا يقومون بتكفير بقية المذاهب خاصة الشيعة والمعتزلة والخوارج.
في العراق عاشوا مع بقية المذاهب والأديان وعانوا محنة المواطن والوطن من خلال القتل والخطف والدمار والتهجير مثل كل الطوائف .
الكاكائية ..
من المذاهب التي اسسسها إسحاق بن عيسى البرزنجي لهم طقوس التكايا والدروايش وهم قوم الاكراد وجاءت تسمية الكاكائية (كاكا اخ).
يسمون انفسهم عقيدة أهل الحق ومايتعلق بها من الاسماء ونسبوا خطبة بيان مؤلفة من سبعون كلمة الى أمير المؤمنين ... يقومون طقوسهم بنفس طريقة المتصوفة ..
البابية والبهائية
وهي حركة ادبية واجتماعية واحدة
عرف حواريو البابية بحروف حي وهو عنوان الكتاب (حروف حي )وهو عرفانية وكشف الاسرار والفلك وغيرها ولايعرف لهم مؤسسس .
اما البهائية ظهرت في القرن التاسع عشر وقد بدأت فرعا من فروع الفرقة الكشفية المنتشرة عن قوام الشيعة الامامية وانتهت الى القول بظهور المهدي ممثلا بشخص علي محمد الشيرازي ومن ثم التبشير بظهور ببهاء آلله وقد أسسها الميرزا حسين علي بن عباس برزك النوري .
الشبك
هم قبيلة كردية مثل اي قبيلة عراقية مسلمة توزع اهلها على مذهبي السني والشيعي .وعاشوا مع الطوائف والمذاهب بسلام ولكن تعرضوا مثل بقية المذاهب والأديان الى الظلم والاضهاد .
وقد تطرق الكتاب الى القوانين التي تحترم الأديان والمذاهب ومن يخالفها يتعرض الى المحاسبة والعقوبة القانونية وهذا نص ماذكره الكاتب في كتابه الأديان والمذاهب
١-من اعتدى لاحدى الطوائف الدينية أو حقر شعائرها .
٢- من تعمد التشويش والاشاعات،و من اتلف او دنس بناءا معبدا او كنيسة أو مسجدا فيه اقامة شعائرهم .
٣-من طبع او نشر كتابا فيه التحريف او الاستخفاف بحكم او تعاليم الطائفة .
٤-من اهان رمزا او شخصا بموضع القدسية.
بعدها تطرق الكتاب في ملحق من مديرية الأمن العامة
مركز الإعداد والتطوير الثقافي
مكتب العلوم النفسية والاجتماعية
تحدث الكاتب دكتور رشيد الخيون عن
التوزيع الديني للسكان العراقيين وقد قسمه الى
الفصل الاول
تحدث عن التركيب الديني للسكان العراق ومن ثم تحدث عن الأقليات
وتحدث ايضا في ملحق كتابه عن توزيع الأقليات على محافظات العراق وبعدها ذكر عن توزيع المسلمين والديانات الأخرى على محافظات العراق
علي حسين الخباز, [12/03/2021 11:43 م]
اما الفصل الثاني تحدث عن التركيب الديني للسكان المحافظات حسب القومية
مستعينا بجدوال واعدداد سكانية جاهزة من المركز الاعداد والتطور الثقافي .
وفي ختام كتابه
ذكر المصادر والبحوث والدراسات في اغناء كتابه ..
كما أنه كان يذكر في الصفحة تحت الهامش اسم المصدر .
يعد الكتاب موسوعة متكاملة لمعرفة العراق تأريخيا ودينيا وحضاريا وبيئيا
جعل العراق رغم تنويعه وتوزيعه الجغرافي والقومي مركزا للاشعاع الفكري والديني والفقهي ..وهذه الصراعات السياسية ماهي الا سياسة الدول السابقة منذ العصور القديمة الى الان ...
.