بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
كان في زمان النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم امرأة تدعى أم سليم ، وهي من الأنصار و كان زوجها عاملاً متديناً ملتزماً بالشرع الإسلامي الحنيف ، حاله كحال زوجته الملتزمة المنسجمة معه ، رزقهما الله تعالى غلاماً داهمه المرض بعد مرور سنتين أو ثلاث على ولادته ..â—*
وفي أحد الأيام و حينما خرج الزوج إلى عمله، توفّي ابنه فبكت أم سليم لوفاة ابنها الوحيد كثيراً،
ثم جلست تفكر بما ستقوله لزوجها الذي سيعود إليها بعد ساعة ..
هل تستقبل زوجها بخبر وفاة ابنه ، و هو متعبٌ .. أم ماذا تفعل ..؟â—أخفت أم سليم ابنها في مكان لا يقع تحت نظر زوجها ،
ثم تزيّنت و تهيأت له ، وحينما طرق زوجها الباب فتحته له و تبسمت في وجهه كعادتها ،
وحينها سأل الوالد عن ولده فقالت: الحمد لله لقد تحسن حاله، و هي صادقة لأن الأطفال الذين يموتون يسقون لبناّ من شجرة طوبى
جلس الزوجان يتحدث أحدهما للآخر، فضحكا ، و تداعبا حتى بلغ وقت العشاء ، فعرضت أم سليم نفسها عليه ، ليقوما جميعاً قبل أذان الصبح للغسل و الصلاة .*
وعند الأذان و حينما كان أبو سليم يتهيأ للذهاب إلى المسجد للصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ، قالت له زوجه ـ و هنا مربط الفرس ـ : إذا ائتمنك أحد على شيء، ثم جاء بعد مدة يريد أمانته ، ماذا تفعل..؟ هل تمتنع عن ردّها..؟ أم تسلّمها إليه..؟
فأجاب: إن الخيانة من كبائر الذنوب ، بل أردها له متى ما طلبها
فقالت: إذا كان الأمر هكذا ، فهل تذكر أمانة الباري تعالت أسماؤه قبل ثلاثة سنوات ، إنه استردها بالأمس و هو العظيم الرحيم ، يا أبا سليم إن ابنك قد مات ،
و ما عليك اليوم إلا أن تخبر أصحابك ليأتوا معك إلى دفنه ،
فإذهب إلى صلاتك خلف الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم
ولا تنس هذا الأمر ..
فقال: الحمد لله رب العالمين.*
إنني لا أعلم السبب في حمده لله،â—
ومهما كان السبب فالأمر يقتضي ذلك
ولكن من الأفضل أن نقول إنه حمد الله تعالى على إعطائه هكذا زوجة مؤمنة و عاقلة .*.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المصدر) :
الأخلاق البيتية، مظاهري، دار المحجة البيضاء، دار الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم، ط1، ص201-210.
â–â–â–â–â–â–â–
اللهم صل على محمد وآل محمد
كان في زمان النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم امرأة تدعى أم سليم ، وهي من الأنصار و كان زوجها عاملاً متديناً ملتزماً بالشرع الإسلامي الحنيف ، حاله كحال زوجته الملتزمة المنسجمة معه ، رزقهما الله تعالى غلاماً داهمه المرض بعد مرور سنتين أو ثلاث على ولادته ..â—*
وفي أحد الأيام و حينما خرج الزوج إلى عمله، توفّي ابنه فبكت أم سليم لوفاة ابنها الوحيد كثيراً،
ثم جلست تفكر بما ستقوله لزوجها الذي سيعود إليها بعد ساعة ..
هل تستقبل زوجها بخبر وفاة ابنه ، و هو متعبٌ .. أم ماذا تفعل ..؟â—أخفت أم سليم ابنها في مكان لا يقع تحت نظر زوجها ،
ثم تزيّنت و تهيأت له ، وحينما طرق زوجها الباب فتحته له و تبسمت في وجهه كعادتها ،
وحينها سأل الوالد عن ولده فقالت: الحمد لله لقد تحسن حاله، و هي صادقة لأن الأطفال الذين يموتون يسقون لبناّ من شجرة طوبى
جلس الزوجان يتحدث أحدهما للآخر، فضحكا ، و تداعبا حتى بلغ وقت العشاء ، فعرضت أم سليم نفسها عليه ، ليقوما جميعاً قبل أذان الصبح للغسل و الصلاة .*
وعند الأذان و حينما كان أبو سليم يتهيأ للذهاب إلى المسجد للصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ، قالت له زوجه ـ و هنا مربط الفرس ـ : إذا ائتمنك أحد على شيء، ثم جاء بعد مدة يريد أمانته ، ماذا تفعل..؟ هل تمتنع عن ردّها..؟ أم تسلّمها إليه..؟
فأجاب: إن الخيانة من كبائر الذنوب ، بل أردها له متى ما طلبها
فقالت: إذا كان الأمر هكذا ، فهل تذكر أمانة الباري تعالت أسماؤه قبل ثلاثة سنوات ، إنه استردها بالأمس و هو العظيم الرحيم ، يا أبا سليم إن ابنك قد مات ،
و ما عليك اليوم إلا أن تخبر أصحابك ليأتوا معك إلى دفنه ،
فإذهب إلى صلاتك خلف الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم
ولا تنس هذا الأمر ..
فقال: الحمد لله رب العالمين.*
إنني لا أعلم السبب في حمده لله،â—
ومهما كان السبب فالأمر يقتضي ذلك
ولكن من الأفضل أن نقول إنه حمد الله تعالى على إعطائه هكذا زوجة مؤمنة و عاقلة .*.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المصدر) :
الأخلاق البيتية، مظاهري، دار المحجة البيضاء، دار الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم، ط1، ص201-210.
â–â–â–â–â–â–â–