من اجمل ما يمر بعقل المتامل ان تكون فرادة تجربة طريقة تكون أسلوب منهجي عام والمرحوم الشيخ عبد الزهراء الكعبي قرأ المقتل بطريقة حداثية ابعدها عن الروتين والقوالب الجاهزة وجعل المقتل موضوعا بعيدا عن المطروق والمتكرر وطبق الأسلوب السردي القصصي ليكون اشبه براية الراوي كامل العلم فصار له صوت حسيني يهز العالم في صدى الروضتين نريد ان نبتعد عن حثيثات المنقول الاستنساخي ونتعرض لمفاهيم هذه الشخصية لنعرف كيف استطاعت التاثير بهذه القوة الوجدانية بالناس وعبر الأجيال نقف عند بعض القيم التحليلية
(أولا) ان الادب الصالح لا يأتي الا من خلال منهال صالحة ناضجة فكريا بشموليات إبداعية وهذه المناهل نتاملها عبر منهلين الأول ننتبه الى تنوع الأساتذة وتنوع الدروس مثلا هو تعلم على يد المرحوم عبد الحسين الحويزي الشيخ فليح الرماحي والشيخ محمد الخطيب في الفقه والأصول وفي المنطق تعلم على يد الشيخ جعفر الشدي والخطابة على يد الشيخ محسن أبو الحب خطيب كربلاء الأول والشيخ محمد يمهدي الواعظ (والقضية الثانية) التي نوهت عنها الصدى قبل سنوات وهي مسالة المصادر التي كان يستقي الشيخ منها طرحنا القضية في عدة مواقع عالمية وجرت مناقشات مطولة عن قضية مصادر الشيخ للأسف موقع الثقف ما زال يحتفظ بالمنشور لكنه حذف التعقيبات والمناقشات الغنية بروح الفكر يروي لنا الأستاذ عباس خلف رئيس اتحاد ادباء كربلاء الأسبق زار ادباء كربلاء في السبعينيات من القرن المنصرم بيت الشيخ عبد الزهراء الكعبي وسألناه عن المصدر الذي يعتمد عليه الشيخ رحمه الله فأجاب بكل ثقة ( نحن المصدر) هذه النحن حملتها صدى الروضتين الى عالم المواقع وناقشتها باعتزاز هذه الثقة بالنفس ( النحن المصدر) تعني قراءة المدون والموروث الذي كان مصدره حميد بن مسلم وهو من اتباع جيش بن سعد بمعنى ورثنا تفاصيل الواقعة من الأعداء فاهل البيت عليهم السلام تركوا التفاصيل وتوجهوا الى القضية قضية تنامي نتائج واقعة الطف بمضامين البقاء من اجل الإصلاح لهذا كانت النحن المصدر والقضية الثانية هي البحث عن الفكر داخل الواقعة داخل الاحداث وتفاصيلها لنصل الى استنباط فكري وليس تخميني من خلال البحث عن العلائق الموضوعية وهذه الفكرة تكشف لنا النتاج المثير والاسر للقلوب تكشف لنا الحالة الداخلية لنفسية الشهيد الكعبي الوجدان الداخلي يحمل الايمان بالقضية الثقة بالنفس والثقافة الواسعة الشمولية والوجدان الخارجي الذي هو محبة الناس وتفعيل الدور الارشادي والأخلاقي والالتزام القضية عند الشيخ الشهيد ليست في رواية احداث ماضية يستقيها من التاريخ بل كان الدليل الراشد لقيادة الامة من على قوائم المنبر باعتبار المنبر هو التعبير الاسمى عن الحياة بهويتها المتزنة وله1ذا كان التحدي الشيخ ليس روزخوزنا راويا بل كان داعية إسلامي يشتغل على نهج أئمة اهل البيت ولهذا كانت له مواقف فكرية حازمة ضد أي فكر مستورد يريد هدم الصرح الإسلامي القى خطبا في هذا المجال وتعرض لمرات عديدة لمحاتولة الاغتيال من قبل السلطة نجا منها بأعجوبة كونه اثار قضية النقاش الفكري من على المنبر الحسيني كونه طرح نقاشات فكرية ضد الشيوعية وضد الفكر القومي ضيق الرؤى .