تويت
:ـ العصبية التي عندك تقدر ان تزيح جبلا عند الغضب ، مثل هذا القول جميل ومشجع لكنه لايخدم المقاتل في ساحات الميادين ، رغم انه يقوي عزيمته ، سألت الزوجة
:ـ كيف ؟
:ـ لأن المقاتل يحتاج الى هدوء نفسي يجعله يقظا دائما ، الدواعش يسعون لاستثمار غضب المقاتل ، استغلال هذه العصبية لأنها جزء من شخصيته واهم عنوان من عناوين وجوده الغيرة والشرف ، كان حاكم عبد الجليل يستغرب لمثل هذا القول ويعلل ببعض الأسئلة مثلا كان يسأل كيف للهدوء ان يولد الوثبة والشراسة ، يجيبه صديقه الحميم الأستاذ محمد مدور هو مدرس لغة إنكليزية من اهل الناصرية بان الخوف الكامن في موضوع العصبية كبير، الخشية ان يولد التهور وتخون الشجاعة الحقيقية حين لاتتوائم شجاعة المقاتل مع احتياج الموقف ، يبدو لي ان مثل هذه النقاشات جعلت حاكم عبد الجليل يبدو انه يتصرف بهدوء ولله الحمد ، لكن المشكلة انه غير مقتنع بقضية الهدوء نفسه يناقش ويحاور ويدافع عن الغضب لانه يعتبره نتيجة طبيعية لموقف نبيل ، يعتبر الغضب قضية مقدسة ويكثر الحديث عنها ليل نهار حتى بدأنا نعرف انها جزء من شخصيته ، يقول :ـ انا لا اغضب من اجل شيء تافه ، او من اجل قضية مكسب ، بل اغضب لله الموقف يقودني الى الغضب ، افقد اعصابي ، لكن لا افقد حكمتي بل يرشدني الغضب الى فعل لصح لذلك الشعوب كلها تعتبر الغضب مقدسا الا ربعي يخافون علي ومن كثر القلق فلسفوه مثلما يريدون وانا محبة بهم تخليت عنه ، ماذا يريدون مني بعد ؟ غضبي هو الذي ارعب الدواعش فصاروا يحسبون لي الف حساب ، ، يا سبحان الله الحديث معه دائما يدور عند هذه المسألة وكأن لاشيء عندنا في الجبة سوى الحديث عن الغضب وانواعه والثغرات التي نخشى ان يستغلها الدواعش ،فكان أستاذ محمد يتحدث بخبرة حياتية عالية معه ، كان يحدثني عن مخاوفه :ـ ان حاكم يتصرف بعصبية كمعين له في حالة المواجهة وهذا امر مقبول لكن نحن نخشى الغيلة ، وهذه الغيلة هي احدى استراتيجية الدواعش ، واستغلوها بابشع صورها ، لعدة مرات اما ان تخرج اليك نسوة يتصرخن بحميتك لإنقاذ شرفهن واذا بها مكيدة داعشية لأفتراس أهل الغيرة والناموس ، سألته ذات مرة :ـ هل انت عصبي دائما في حياتك ؟ قال لاابدا لكن الامر يتبع الموقف ، هناك أشياء لاتحتمل الهدوء ، قالت الزوجة :ـ انت حدثتني كثيرا عن حاكم وعن عصبيته حتى صرت اشتاق لمعرفة تفاصيل الحكاية ، اجابها زوجها :ـ لاتتعجلي السالفة ، ستأتيك الخاتمة التي تنشدين ، والذاكرة مليئة بالاحداث ، ذات مرة استرجعنا حي كامل بجميع مرفقاته وخاصة البيوت ، لدينا معلومة مسبقة قبل الاقتحام ان البيوت مفخخ اعتمدوا على ملاكات الجهد الهندسي ، وكنا ندخل بيتا بيتا ، ونحن باشد حالات الحذر ، واذا بحاكم يرى القرآن كتاب الله على مكتب وقد وضعوا فوقه .. لااله الا الله ، صعدت عصبية حاكم وفار غضبه فهو لم يتحمل رؤية مثل هذا المشهد وقرر إزاحة الحذاء وهو يستغفر الله ، فانفجر