حسب اليتيم سعادة أن الذي
نشر الهدى في الناس كان يتيما
الدين الإسلامي ، دين رحمة ورأفة وأخلاق وحب وعطف وحنان ، ومن قواعد وإرشادات الاسلام العناية والاهتمام باليتيم ، فقد اولاه أهمية كبرى في القرأن الكريم والسنة النبوية الشريفة، في اكثر من مورد إلى إكرام اليتيم والاهتمام به وقد نبه إلى نقطة مهمة وهي ان اغلب المجتمع لايكرم هذه الطبقة قال تعالى : ( كلا بل لا تكرمون اليتيم ) (١).
وأن أفضل أنواع الكرم وأكثرها حلاوة ومذاقا ؛ الأفعال التي يقصد بها وجه الله تعالى ، وأن لايضيع اليتيم بحضرتنا وكل فرد مسؤول عن هذا الأمر، فعدم الاهتمام باليتيم واكرامه يعد من التكذيب بالدين قال تعالى : ( أرءيت الذي يكذب بالدين * فذالك الذي يدع اليتيم ) (٢)، والإكرام هو عدم قهره اوردعه والاهتمام في حالته النفسية والبدنية من ملبس او إطعام وحفظ ماله ، والآيات القرأنية صريحة من هذا الجانب ، قال تعالى: ( وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين ) (٣)وقال تعالى إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) (٤) .
وقال تعالى: ( ولاتقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده ) (٥)
كما أن القرآن الكريم قام بتوثيق أفعال الأئمة المعصومين الامام علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) بهذا الجانب قال تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا* إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاء ولاشكورا ) (٦) ، وهذا الإطعام مقرون بالا يثار العظيم عند الحاجة الماسة اليه ، ، قال ص 🙁 من كفل يتيما ، وكفل نفقته كنت أنا وهو في الجنة كهاتين ، وقرن بين إصبعيه المسبحة والوسطى ) (٧) وقال ص : ( من ضم يتيما بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة ) .
وورد عن النبي صلى الله عليه واله وسلم ) من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنة ، ومن أحسن إلى يتيمة او يتيم كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وفرق بين إصبعيه السبابة والوسطى ) (٨) .
((( الله الله في الايتام )))
أثناء تضرج الإمام علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) بدمه على يد أحد المارقين ، وهو عبد الرحمن بن ملجم المرادي ، في التاسع عشر من شهر رمضان عام ٤٠ هج ، أوصى ولده الإمام الحسن (عليه السلام) باليتيم قال : ( إني أوصيك ياحسن وجميع أهل بيتي وولدي ومن بلغه كتابي ... الله الله في الايتام فلا تبغوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم ، فإني قد سمعت رسول ( الله صلى الله عليه واله وسلم ) يقول : ( من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله عزوجل له بذلك الجنة ، كما أوجب الله لأكل مال اليتيم النار ) (٩) .
عن حبيب بن ثابت أنه قال 🙁 جئ بمقدار من العسل إلى بيت المال ، فأمر الإمام علي ع بإحضار الايتام ، وفي الحين الذي كان يقسم العسل على المستحقين كان بنفسه يطعم الايتام من العسل ، فقيل له : يا أمير المؤمنين مالهم يلعقونها؟ فقال : إن الإمام أبو اليتامى ، وانا ألعقتهم هذا برعاية الآباء )(١٠) وعن ابن الطفيل قال : ( أريت عليا يدعو اليتامى ،فيطعمهم العسل ، حتى قال بعض أصحابه: لوددت أن أكون يتيما )( ١١).
وعن أبي عبد الله ع قال : ( إن في كتاب علي ( عليه السلام ) : إن أكل مال اليتيم ظلما سيدركه وبال ذلك في عقبه ، من بعده في الدنيا ، فإن الله عزوجل يقول : ( وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا) وأما في الاخرة فإن الله عزوجل يقول إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ) (١٢) .
فيجب علينا مراعاة الايتام والوقوف على احتياجاتهم طلبا لرضى الله عزوجل . وهذا ما أراده منا امير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب ع بقوله 🙁 الله الله في الايتام لايضيعوا في حضرتكم ) ، والحمد لله رب العالمين.
___
١_ سورة الفجر أية ١٧
٢_الماعون اية ١_٢
٣_ النساء اية ٣٦
٤_ النساء اية ١٠
٥_ الأنعام اية ٥٢
٦_ الإنسان اية ٨_٩
٧_ البحار ج٧٥ ص٣ حديث ٤ ، ٧
٨ _ مجمع الزوائد ٨/ ١٦٠٨_
٩_ نهج البلاغة
١٠_ البحار ج٩ ص ٥٣٦
١١_ البحار ج٤١ ص ٢٨ ح ١ ،
١٢_ النساء اية ١٠
تعليق