كيف نقضي على مشكلة الفراغ النفسي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
أجعل من يتعلق به قلبك الله جل جلاله
الكلام في هذه الوريقات يتكفل الإجابة عن سؤال مهم وهو؛ كيف نسدّ الفراغ والخواء الباطني؟ وهي من المسائل المهمة والمصيرية في حياة الإنسان التي لا نستوعب آثارها في الحياة الدنيا ولكن الذي يعتقد بالمعاد لابدّ وان يحسب حساب لذلك العالم وهو في هذا العالم الفاني، و قبل الدخول في صميم الحديث نعرج قليلاً على ما يحصل للإنسان في ساعات الإحتضار.
إنَّ الإنسان عندما يغادر هذه الدنيا وينظر إلى أيامه الماضية يعيش حقيقة رهيبة وهذه الحقيقة سأنقلها لكم على لسان عالم كبير له القدرة على فهم الأحكام الشرعية من مصادرها وإنسان ورع تقي يمتلك حياته جهادية وعلمية سمعتُه شخصياً يقول: مرت عليّ فترة أحسستُ بأنني في حال الاحتضار -الإنسان تمرّ عليه لحظات يشعر بأنَّه قد حُكم عليه بالموت وحقيقةً يحتضر ولكن دعوة إنسان صالح أو أمّ أو أب ملهوف فيؤخر القضاء والقدر وهذا أمر وارد وكما هو معروف عن طريق اهل البيت (عليهم السلام) بأنّ صلة الرحم تقدم وتؤخر الحياة- يقول هذا العالم: في ساعة الاحتضار نظرتُ إلى تاريخ حياتي- وأكيداً تاريخه مليء بالجدية والدراسة والمجاهدة – يقول: حقيقةً لم أرَ في حياتي فيما يمكن الاعتماد عليه، لم أرَ شيئاً ملفتاً في حياتي، طبعاً هذا الإحساس أو هذا التدبر لم يكن في أيام الحياة أو في أيام الانشغال والبحث وما شابه ذلك، رأيتُ أن أحبّ شيء في ساعة الاحتضار أكثر شيء يلفت نظري فعلاً من بين مساعي الدنيا، المؤلفات العلمية السابقة ثم رجعتُ إلى نفسي حتى هذا المؤلفات لا تشفي غليلي، لاحظ الإنسان في حال الاحتضار كيف يعيش؟!
نحن أيضاً نغادر هذه الدنيا ونمرُّ بهذه الساعة فلم يكتب الله (عزّ وجلّ) الخلد لأحد ولو كان هناك شخصٌ جديرٌ بالخلود لكان النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) إذن (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ)
ولابدَّ لهذا القلب أنْ يتعلق بشيء، لكن يجب أنْ يكون مما ينفعه، وهذا العالِم يقص علينا بأنَّ حتى مؤلفاته العلمية لم تشفي غليله في تلك الساعة، وحقيقةً أستغرب وأتحير كثيراً عندما أسمع من شابٍ أو شابة تكتب لنا مشكلة عن فراغها الروحي وأنها تحبُّ أحداً بالحلال غير ميسور وبالحرام ممنوع فتعيش حالة من الاضطراب الباطني! الإنسان يحبّ أن يحبّ شيئاً ليتعلق به ولهذا نرى بعض المساكين أو بعض المسكينات عند ما لا يمكن تتعلق بشيء حيّ تتعلق بالمادة، هنالك بعض النساء تهتم بشؤون المنزل وزخرفة المنزل إلى حدّ الوله! كأنها لا ترى من هي ترتبط به فتتخذ من الثياب والحلي وزينة البيت يوم تنقل هذا المتاع إلى هذه الزاوية وتنقلها من هذه الزاوية إلى هذه الزاوية تريد أن تملأ فراغها.
وقد سمعتُ عن وليّ من أولياء الله (عزّ وجلّ) توفى في الآونة الأخيرة، من أحد تلاميذه يقول: كان هذا الولي ينصح الناس، وطبيعة الإنسان المتقي المتقرب إلى الله دعوة الناس إلى الله (عزّ وجلّ)؛ لأنَّها من ألذ اللذائذ في العيش عند الأولياء، وذلك تعبيراً عن شكرهم للنعمة، يقول: في جلسة من الجلسات اجتمع بالنساء الأرحام و الأجنبيات -أكيداً في جوّ محافظ- وكان من ضمن الحضور امرأة لم تكن قد راعت حجابها من ظاهر الحال بان لهذا الولي بأنها إنسانة ضائعة في الحياة، والإنسان الذي لا يعرف أساليب التأثير قد ينهى عن المنكر فيقول: ما هذا الحجاب ما هذه الوضعية أنتِ امراة لا تناسبي هذا المجلس، ولكن ذاك الولي توجه إليها بكلمة قلبت كيانها، قال لها: أيتها المراة أيتها المؤمنة مثلاً إذا أردتِ أنْ تستجاب لك الدعوة فابحثي عن أحدٍ يحبك، دعاء الحبيب في حقّ حبيبته مستجاب، كلام فيه نوع من الغزل، فيه نوع من الإثارة، كما يقال شاعري، فهذه المراة التي لم تكن راعت الحجاب في محضر ذلك العالم قالت ومن يحبني في هذه الحياة؟! ليس هناك في الأرض من يحبني؟! فبكى العالم قال: نعم يصل الإنسان إلى هذه الدرجة في هذه الأرض أن لا يرى من يحبه، لكن وهبْ أنكِ وجدتِ من يحبكِ، ما فائدة هذا الحب إذا كان خالق الحب ورازق الحب وخالق المتحابين لا يلتفتُ –لعلّ العالم يقصد في كلامه هذا المعنى إذا كنتِ محرومة من محبة البشر فلماذا لا تتوجهين إلى محبة الخالق الواحد الأحد– إليك؟! انقلبت رأساً على عقب لم تلتزم بالحجاب فحسب وإنما غيّرت مجرى حياتها.
مقدار الحب الإلهي في قلب الإنسان
حقيقة لا أبالغ إذا قلتُ أنّ النوادر من البشر يحبون الله (عزّ وجلّ)، نعم هناك اعتقاد واعتراف به، لكنه يشبه إعتقاد الأطفال الصغار، فعندما تسأل الطفل أتحبّ الله (عزّ وجلّ)؟ يقول: نعم أحبّ ربي، وبعد دقائق تقول له أتحبُّ الحلوة؟ فيقول: نعم أحبّ الحلوة، ولا شك حبه للحلاوة لا يقاس بحبه لله (عزّ وجلّ)، يعني أضعاف مضاعفة، فحبه لله (تعالى) كلام يجري على اللسان!
إذن نحن أيضاً بعد عمرٍ طويل يمكن أنْ نكون كذلك، والبعض منا مبتلى ببعض الأمراض، هذه الواقع نعمة إنسان مبتلى بمرض يخاف من مغادرة الدنيا في كلّ لحظة، إذا كان إنسان بهذا المستوى أنا أقول لماذا لا يصل إلى درجة الحسم في هذا المجال يقول (تعالى): (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)،هذه الآية إخواني تحيرتُ في تفسيرها الآية، أكيداً التفاسير واضحة، ولكن لا أدري ما هو المقصود بها؟! الآية تقول: قلْ إن كان آباؤكم وأبناؤكم إلى آخر الآية… العشيرة والأموال والتجارة التي تخشون كسادها، المهم هذه الأمور إن كان ذلك أحبّ إليكم من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين، التحير هنا، وهذا التهديد لمن؟ لم يكن ربّ العالمين أحبّ إليه من هذه الأمور، من منا وصل إلى هذه الدرجة من إنه عندما ينظر إلى شغاف قلبه ينظر إلى الزوجة، إلى الأولاد، إلى العشيرة، إلى المساكن للتجارة، يرى الله (عزّ وجلّ)؟!، لا يقاس بهذه الأمور يراها أمور باهتة، أمور زائلة، وإذا أحبّ الأولاد، فلأمر إلهي لحبهم، وإذا أحبّ الزوجة لأنها وديعة الله (عزّ وجلّ) من منا كذلك؟! معنى ذلك تحيري هنا هذا التهديد ينطبق علينا جميعاً إلا من عصمه الله (عزّ وجلّ) (فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين)، تهديد عظيم! أنا لا أدري هل المراد في هذه الآية الأحبية في مقام العمل أو الأحبية في مقام القلب؟! إذا كان المراد الأحبية في مقام العمل هان الخطب نحن في مقام العمل نقدّم رضا الله على رضا الزوجة والأولاد، أما إذا كانت الأحبية القلبية الفاطمية فالويل لنا جميعاً.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
أجعل من يتعلق به قلبك الله جل جلاله
الكلام في هذه الوريقات يتكفل الإجابة عن سؤال مهم وهو؛ كيف نسدّ الفراغ والخواء الباطني؟ وهي من المسائل المهمة والمصيرية في حياة الإنسان التي لا نستوعب آثارها في الحياة الدنيا ولكن الذي يعتقد بالمعاد لابدّ وان يحسب حساب لذلك العالم وهو في هذا العالم الفاني، و قبل الدخول في صميم الحديث نعرج قليلاً على ما يحصل للإنسان في ساعات الإحتضار.
إنَّ الإنسان عندما يغادر هذه الدنيا وينظر إلى أيامه الماضية يعيش حقيقة رهيبة وهذه الحقيقة سأنقلها لكم على لسان عالم كبير له القدرة على فهم الأحكام الشرعية من مصادرها وإنسان ورع تقي يمتلك حياته جهادية وعلمية سمعتُه شخصياً يقول: مرت عليّ فترة أحسستُ بأنني في حال الاحتضار -الإنسان تمرّ عليه لحظات يشعر بأنَّه قد حُكم عليه بالموت وحقيقةً يحتضر ولكن دعوة إنسان صالح أو أمّ أو أب ملهوف فيؤخر القضاء والقدر وهذا أمر وارد وكما هو معروف عن طريق اهل البيت (عليهم السلام) بأنّ صلة الرحم تقدم وتؤخر الحياة- يقول هذا العالم: في ساعة الاحتضار نظرتُ إلى تاريخ حياتي- وأكيداً تاريخه مليء بالجدية والدراسة والمجاهدة – يقول: حقيقةً لم أرَ في حياتي فيما يمكن الاعتماد عليه، لم أرَ شيئاً ملفتاً في حياتي، طبعاً هذا الإحساس أو هذا التدبر لم يكن في أيام الحياة أو في أيام الانشغال والبحث وما شابه ذلك، رأيتُ أن أحبّ شيء في ساعة الاحتضار أكثر شيء يلفت نظري فعلاً من بين مساعي الدنيا، المؤلفات العلمية السابقة ثم رجعتُ إلى نفسي حتى هذا المؤلفات لا تشفي غليلي، لاحظ الإنسان في حال الاحتضار كيف يعيش؟!
نحن أيضاً نغادر هذه الدنيا ونمرُّ بهذه الساعة فلم يكتب الله (عزّ وجلّ) الخلد لأحد ولو كان هناك شخصٌ جديرٌ بالخلود لكان النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) إذن (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ)
ولابدَّ لهذا القلب أنْ يتعلق بشيء، لكن يجب أنْ يكون مما ينفعه، وهذا العالِم يقص علينا بأنَّ حتى مؤلفاته العلمية لم تشفي غليله في تلك الساعة، وحقيقةً أستغرب وأتحير كثيراً عندما أسمع من شابٍ أو شابة تكتب لنا مشكلة عن فراغها الروحي وأنها تحبُّ أحداً بالحلال غير ميسور وبالحرام ممنوع فتعيش حالة من الاضطراب الباطني! الإنسان يحبّ أن يحبّ شيئاً ليتعلق به ولهذا نرى بعض المساكين أو بعض المسكينات عند ما لا يمكن تتعلق بشيء حيّ تتعلق بالمادة، هنالك بعض النساء تهتم بشؤون المنزل وزخرفة المنزل إلى حدّ الوله! كأنها لا ترى من هي ترتبط به فتتخذ من الثياب والحلي وزينة البيت يوم تنقل هذا المتاع إلى هذه الزاوية وتنقلها من هذه الزاوية إلى هذه الزاوية تريد أن تملأ فراغها.
وقد سمعتُ عن وليّ من أولياء الله (عزّ وجلّ) توفى في الآونة الأخيرة، من أحد تلاميذه يقول: كان هذا الولي ينصح الناس، وطبيعة الإنسان المتقي المتقرب إلى الله دعوة الناس إلى الله (عزّ وجلّ)؛ لأنَّها من ألذ اللذائذ في العيش عند الأولياء، وذلك تعبيراً عن شكرهم للنعمة، يقول: في جلسة من الجلسات اجتمع بالنساء الأرحام و الأجنبيات -أكيداً في جوّ محافظ- وكان من ضمن الحضور امرأة لم تكن قد راعت حجابها من ظاهر الحال بان لهذا الولي بأنها إنسانة ضائعة في الحياة، والإنسان الذي لا يعرف أساليب التأثير قد ينهى عن المنكر فيقول: ما هذا الحجاب ما هذه الوضعية أنتِ امراة لا تناسبي هذا المجلس، ولكن ذاك الولي توجه إليها بكلمة قلبت كيانها، قال لها: أيتها المراة أيتها المؤمنة مثلاً إذا أردتِ أنْ تستجاب لك الدعوة فابحثي عن أحدٍ يحبك، دعاء الحبيب في حقّ حبيبته مستجاب، كلام فيه نوع من الغزل، فيه نوع من الإثارة، كما يقال شاعري، فهذه المراة التي لم تكن راعت الحجاب في محضر ذلك العالم قالت ومن يحبني في هذه الحياة؟! ليس هناك في الأرض من يحبني؟! فبكى العالم قال: نعم يصل الإنسان إلى هذه الدرجة في هذه الأرض أن لا يرى من يحبه، لكن وهبْ أنكِ وجدتِ من يحبكِ، ما فائدة هذا الحب إذا كان خالق الحب ورازق الحب وخالق المتحابين لا يلتفتُ –لعلّ العالم يقصد في كلامه هذا المعنى إذا كنتِ محرومة من محبة البشر فلماذا لا تتوجهين إلى محبة الخالق الواحد الأحد– إليك؟! انقلبت رأساً على عقب لم تلتزم بالحجاب فحسب وإنما غيّرت مجرى حياتها.
مقدار الحب الإلهي في قلب الإنسان
حقيقة لا أبالغ إذا قلتُ أنّ النوادر من البشر يحبون الله (عزّ وجلّ)، نعم هناك اعتقاد واعتراف به، لكنه يشبه إعتقاد الأطفال الصغار، فعندما تسأل الطفل أتحبّ الله (عزّ وجلّ)؟ يقول: نعم أحبّ ربي، وبعد دقائق تقول له أتحبُّ الحلوة؟ فيقول: نعم أحبّ الحلوة، ولا شك حبه للحلاوة لا يقاس بحبه لله (عزّ وجلّ)، يعني أضعاف مضاعفة، فحبه لله (تعالى) كلام يجري على اللسان!
إذن نحن أيضاً بعد عمرٍ طويل يمكن أنْ نكون كذلك، والبعض منا مبتلى ببعض الأمراض، هذه الواقع نعمة إنسان مبتلى بمرض يخاف من مغادرة الدنيا في كلّ لحظة، إذا كان إنسان بهذا المستوى أنا أقول لماذا لا يصل إلى درجة الحسم في هذا المجال يقول (تعالى): (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)،هذه الآية إخواني تحيرتُ في تفسيرها الآية، أكيداً التفاسير واضحة، ولكن لا أدري ما هو المقصود بها؟! الآية تقول: قلْ إن كان آباؤكم وأبناؤكم إلى آخر الآية… العشيرة والأموال والتجارة التي تخشون كسادها، المهم هذه الأمور إن كان ذلك أحبّ إليكم من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين، التحير هنا، وهذا التهديد لمن؟ لم يكن ربّ العالمين أحبّ إليه من هذه الأمور، من منا وصل إلى هذه الدرجة من إنه عندما ينظر إلى شغاف قلبه ينظر إلى الزوجة، إلى الأولاد، إلى العشيرة، إلى المساكن للتجارة، يرى الله (عزّ وجلّ)؟!، لا يقاس بهذه الأمور يراها أمور باهتة، أمور زائلة، وإذا أحبّ الأولاد، فلأمر إلهي لحبهم، وإذا أحبّ الزوجة لأنها وديعة الله (عزّ وجلّ) من منا كذلك؟! معنى ذلك تحيري هنا هذا التهديد ينطبق علينا جميعاً إلا من عصمه الله (عزّ وجلّ) (فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين)، تهديد عظيم! أنا لا أدري هل المراد في هذه الآية الأحبية في مقام العمل أو الأحبية في مقام القلب؟! إذا كان المراد الأحبية في مقام العمل هان الخطب نحن في مقام العمل نقدّم رضا الله على رضا الزوجة والأولاد، أما إذا كانت الأحبية القلبية الفاطمية فالويل لنا جميعاً.
الحب الخالص لله سبحانه وتعالى
هنيئاً لمن تحوّلت لديه محبة الغيب وعندما أقول الغيب نبدأ بالذات الإلهية إلى ذوات المعصومين (عليهم السلام)، والأولياء والأوصياء، الإنسان إذا ترقى إلى درجة أصحبت المحبة الإلهية مطابقة لمزاجه؛ يعني عند ما يأتي إلى المسجد، يأتي إلى مكان محبوبٍ لديه، وعند ما يصلي يستلذّ بصلاته، فإذا وصل إلى درجة الشهوة -وأضع خطاً تحت كلمة الشهوة- إذا أصبح الحبّ الإلهي في الواقع مطابقاً لشهوته، لمراده، فهذا الإنسان وصل إلى درجة عالية من درجات التكامل، وقد ورد في الدعاء (سَيِّدي، أنَا مِن حُبِّكَ جائِعٌ لا أشبَعُ، أنَا مِن حُبِّكَ ظَمآنُ لا أروى، وا شَوقاهُ إلى مَن يَراني ولا أراهُ! يا حَبيبَ مَن تَحَبَّبَ إلَيهِ، يا قُرَّةَ عَين مَن لاذَ بِهِ وَانقَطَعَ إلَيهِ، قَد تَرى وَحدَتي مِنَ الآدَمِيّينَ ووَحشَتي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاغفِر لي وآنِس وَحشَتي وَارحَم وَحدَتي وغُربَتي)
نعم جائع، الإنسان الجائع كيف يبحث وراء الطعام؟! كيف يذهب من مطعمٍ إلى مطعم؟! يقول سيدي أنا من حبك جائع لا أشبع أنا من حبّك ظمآن لا أروى ثم يقول: (وا شوقاه إلى من يراني ولا أراه المهم) هذه درجة من درجات التكامل العليا أن يصل الإنسان إلى درجة يصل إلى مرحلة من الحبّ الخالص، حتى أنّ الإمام زين العابدين (عليه السلام) هذا الإمام الذي اقتيد أسيراً على أنه خارجي على هذه الأمة؛ نعم من هوان الدنيا على الله (عزّ وجلّ)، الإمام هذا دعائه مع ربه (إِلَهِي لَوْ قَرَنْتَنِي بِالْأَصْفَادِ وَمَنَعْتَنِي سَيْبَكَ مِنْ بَيْنِ اَلْأَشْهَادِ وَدَلَلْتَ عَلَى فَضَائِحِي عُيُونَ اَلْعِبَادِ وَأَمَرْتَ بِي عَلَى اَلنَّارِ وَحُلْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ اَلْأَبْرَارِ مَا قَطَعْتُ رَجَائِي مِنْكَ وَلاَ صَرَفْتُ وَجْهَ تَأْمِيلِي لِلْعَفْوِ عَنْكَ وَلاَ خَرَجَ حُبُّكَ مِنْ قَلْبِي)
الإمام زين العابدين (عليه السلام) ليس في مقام المبالغة والادعاء نعوذ بالله، من هذه النسبة الإنسان يصل إلى درجة من الدرجات يفصل بين قلبه وبين الخارج الإنسان يجعل قلبه مملوء بحبّ ربه.
و الطريق إلى هذا العالم يبدأ أولاً بالتكلف، لكن مع شديد الأسف هناك كلام يبعث اليأس في قلوب الناس، فبعض علماء الأخلاق أو بعض الكتّاب في علم النفس يقول للناس: إنك إذا وصلتَ إلى مرحلة يكون الفساد أو الغضب أو الفجور أو النظر إلى المحارم ملكة، فلا يمكن إصلاح الملكات، لا أعلم لماذا هذا الكلام؟ لماذا نزرع اليأس في قلوب العاصين وفي قلوب المنحرفين؟ فالملكة عبارة؛ عن صفة متعمقة في النفس والذي جعل هذه الصفة عميقةً في نفسه لماذا لا يستخرجها من نفسه؟! نعم يمكن تكلف التخشع وبالتظاهر، بالتصبر، وبكظم الغيظ الظاهري، يصل إلى مرحلة الملكة، فمثلاً الذي يلتزم بهذا المستحب البسيط، مستحب أكيد ليس فيه كلام ولا فيه رجعة والكلّ منا يعمل بهذا المستحب متقطعاً لا مستمراً إذا عملتَ بهذا
المستحب فليثق الإنسان إنَّه سيصل إلى شيء من هذه الدرجات، ابدأه تكلفاً إلى أن تصبح ملكة، ذكر الله على كلّ أمر، ذكر هذه البسملة البسيطة عند كلّ أمرٍ ذي بال؛ دخولك السيارة، عند الطعام، عند الشراب، عند السفر، عند ركوب الطائرة، عند دخول الحمام، عند دخول المسجد، كلّ أمرٍ ذي بال، حتى فتحك للتلفاز، عند ما تقول:
المستحب فليثق الإنسان إنَّه سيصل إلى شيء من هذه الدرجات، ابدأه تكلفاً إلى أن تصبح ملكة، ذكر الله على كلّ أمر، ذكر هذه البسملة البسيطة عند كلّ أمرٍ ذي بال؛ دخولك السيارة، عند الطعام، عند الشراب، عند السفر، عند ركوب الطائرة، عند دخول الحمام، عند دخول المسجد، كلّ أمرٍ ذي بال، حتى فتحك للتلفاز، عند ما تقول:
(بسم الله الرحمن الرحيم)، فكم في اليوم والليلة نقوم بأمرٍ ذي بال؟! تقريباً عشرات المرات، فلعلّه إنْ عمل أحدنا إحصائية من الصباح إلى المساء، ممكن أن تصل مائة مرة وهو يقوم بعمل ذي بال، والإنسان إذا تعوّد على أن يذكر اسم ربه أمام كلّ عملٍ سيفوز ببركات كثيرة، كما هو معلوم أنَّ التسمية واجبة على الذبائح وإن لم تذبح بين يدي الله وعلى اسمه فهي ميتة، ولنشبه ذلك بعملنا فإن كان خالياً من التسمية سيكون ميتة وهذه الميتة لا تؤكل، هذه الميتة لا قيمة لها، فدخول السوق والمكتب والجامعة والصف، إذا لم يكن فيه ذكر الله (عزّ وجلّ)، فهو في حكم الميتة، إذن إذا أكثرنا من ذكر الله (عزّ وجلّ)، بهذا المعنى من الصباح إلى المساء يوشك أن تنزل الخزائن الغيبية علينا، فلينتبه الإنسان لهذا الدعاء، إلهي… أَنْتَ اَلَّذِي أَزَلْتَ اَلْأَغْيَارَ عَنْ قُلُوبِ أَحِبَّائِكَ حَتَّى لَمْ يُحِبُّوا سِوَاكَ وَ لَمْ يَلْجَئُوا إِلَى غَيْرِكَ أَنْتَ اَلْمُونِسُ لَهُمْ حَيْثُ أَوْحَشَتْهُمُ اَلْعَوَالِمُ وَ أَنْتَ اَلَّذِي هَدَيْتَهُمْ حَيْثُ اِسْتَبَانَتْ لَهُمُ اَلْمَعَالِمُ مَا ذَا وَجَدَ مَنْ فَقَدَكَ وَ مَا اَلَّذِي فَقَدَ مَنْ وَجَدَكَ لَقَدْ خَابَ مَنْ رَضِيَ دُونَكَ بَدَلاً.
إذن المسألة عبارة عن جذب من عالم الغيب، ربّ العالمين إذا أحبّ عبداً هو الذي يتدخل في إنزال هذه البركات في قلب عبده المؤمن.
الذي شغف قلبه بحب الله لايخشى شيئاً أبداً
من أسعد لحظات الحياة، أنْ يصل الإنسان إلى درجة ينظر إلى أشغاف قلبه فلا يرى وجودا لغير الله (عزّ وجلّ) إذا لم يجد أحداً إلا الله (عزّ وجلّ)، هل يخاف من أحد أو يرجو أحداً؟ ما الذي له دورٌ في هذا الوجود ومن هو صاحب القرار؟ الذي وصل إلى هذه الدرجة لا يخاف أحدا في هذا الوجود، ولقد رأينا أحد الصالحين في أحلك الظروف وهو كالنائم على شاطئ البحر، لا يخاف دركاً ولا يخشى، نعم من منا لا يحبّ أنْ يصل إلى هذه الدرجة من الاطمئنان ومن الأمان في هذا الوجود؟! نعم هذه درجةٌ لا يبلغها إلا أصحاب هذه الدرجات من آثر محبة الله على محبة نفسه، كفاه الله موؤنة الناس حتى وضعك الاجتماعي والمالي يتحسن، واعتقد أنّ الزوجة التي تصل إلى هذه الدرجة، ربُّ العالمين بين عشيةٍ وضحاها يقلب قلب الزوج بدلاً من أنْ تذهب إلى ذوي الأحراز والشعوذة ودفع السحر وما شابه ذلك، بدلاً من الالتجاء للجنّ والأبالسة، لماذا لا تتصل بمبدأ الحبّ في هذا الوجود؟ وكما تعلمون في الروايات قلب العبد بين إصبعين من أصابع الرحمن، العبد حتى لو كان كافراً! هل تعلم بأنّ الله (عزّ وجلّ) يتصرف في بعض الأوقات في قلوب الفاسقين والكافرين لمصلحة دينه؟! نعم إنَّ الله ليؤيد دينه بالرجل الفاسد، نعم القلب ينقلب على ما هو عليه، وطالما رأينا الحجاج وأمثال الحجاج ينقلب قلبه عندما يرى موقفاً من المواقف بتأثير عالم الغيب.
في دعاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) البعض يعيش هذا الجو عيشاً رومانسياً إن صحّ التعبير، يريد أن يناجي الله (عزّ وجلّ) في جوف الليل ويهزّ رأسه يميناً وشمالاً، ليس هذا هو الحبّ، الإمام الصادق (صلوات الله وسلامه عليه)، حيث يقول في شهر رمضان عند حضور الشهر الكريم الإمام الصادق (عليه السلام) بعد أنْ يصلي على جده المصطفى وآله: (صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاِشْغَلْ قَلْبِي بِعَظِيمِ شَأْنِكَ وَأَرْسِلْ مَحَبَّتَكَ إِلَيْهِ حَتَّى أَلْقَاكَ وَأَوْدَاجِي تَشْخُبُ دَماً)
نعم هذا هو الحبّ الصادق الذي يعيش في قلب الصادق (صلوات الله وسلامه عليه).
المحب لله تعالى لايهدأ حتى يصل إلى أعلى المراتب
المحبّ لا يهدأ حتى يبلغ درجة يشغف قلبه بحب الله، البعض قد يظن بأنَّ حبَّ الله (عزّ وجلّ) يشغله عن الخلق؛ ولهذا نرى بعض الآباء أو بعض الأمهات عندما ترى الولد يكثر الذهاب إلى المسجد، يخاف أن ينشغل عن دراسته أو ينشغل عن وظائفه الاجتماعية، وهل تعلم أنّ حبّك لله (عزّ وجلّ) يزيدك اندفاعاً في كلّ مجالات الحياة بعد أن تعلم أنَّ المحبّ يريد منك هذا العمل؟! انتهى الأمر فالإنسان عندما يجلس إلى فتاة يحبّها فعندما تقول الفتاة: أذهب بعيداً إلى الدولة الفلانية وأحضر لي الهدية الفلانية، نعم يذهب ويفارقها؛ لأنها تحبّ أن يفارقها في هذه الفترة، حتى مفارقة الحبيب، إذا كان مطابقةً لمزاجه، الإنسان يتحمل الفراق لأجل ذلك! لماذا يذهب البعض خارج أوطانهم؛ لعلّه لأجل كسب المال في ظروفٍ قاسية إلى حدّ الموت؛ ذلك لأنَّ الإنسان يحب عياله وزوجته ويحبّ أن يدعمهم مادياً، وهذا الدعم يتوقف على الهجرة والتغرب؛ نعم الذي أحبّ شيئاً يتحمّل
في سبيله، فليدقق القارئ الكريم إلى هذا الحديث المعروف (اللهم إني أسألك حبك وحبّ من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك)
في سبيله، فليدقق القارئ الكريم إلى هذا الحديث المعروف (اللهم إني أسألك حبك وحبّ من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك)
فإذا كان هذا العمل الدراسة أو الطبابة أو الهندسة أو التجارة، وإذا كانت الجهات بين يدي الله (عزّ وجلّ) مادام أصبح هذا الأمر محبوباً لله (عزّ وجلّ) فسيورث التوفيق والخير الكثير، ولهذا يرى إمامنا الصادق وإمامنا الباقر (عليهما السلام) وهو في مزرعةٍ يعمل كزارع يأتي ذلك الرجل ويعترض على الإمام؛ يا مولاي أنتَ في هذا المقام، مقام الإمامة وأنتَ تزرع بيدك؟! نعم الإمام الصادق (عليه السلام)، يصرف وقته في الزراعة أو الإمام الباقر (عليه السلام) لأنّ هذه الحركة يحبها الله (سبحانه وتعالى).
بغض أعداء الله سبيلاً للوصول إلى الحب الألهي
كذلك من سبل الوصول إلى المحبة الإلهية بغض أعداء الله (عزّ وجلّ) إذ لا يجتمع حبّ الله وحبّ أعدائه في القلب الواحد، فالإنسان لا يجد قوماً يحابون من حابّ الله؛ لأنَّ الإنسان الذي هو صادقٌ في حبه ينظر إلى مَن يحبه الله فيحبهم، وحبّ أعداء الدين وأعداء الله (عزّ وجلّ)، من الأمور التي لا تجعل مجالاً في قلب الإنسان لحبه، قيل لعيسى (عليه السلام) علمنا عملاً واحداً يحبنا الله عليه قال: (ابغض الدنيا يحببكم الله) عندما نقول: الدنيا بكلّ شؤونها وبكلّ أباطيل الدنيا، نعم إذا أبغضتَ الدنيا بكلّ شؤونها على تعبيري فإنّ الله (عزّ وجلّ) يحبكم وأعلم في الحديث لعلّ الإمام الباقر (عليه السلام) أعلم رحمك الله هكذا التعبير أنّا لا ننال محبة الله إلا ببغض كثير من الناس، الحبّ يفرز البغض على الإنسان أن يكون صادقاً في حبه.
من غلب عليه الحب الألهي ربما يكون عرضة للإتهام
وأخيراً الإنسان الذي غلب على قلبه الحبّ الإلهي من الممكن أن لا يُفهم في المجتمع بأن يتهم، بأنه إنسان غير سوي و معقد! الذي يصل لمرحلة الحب لا يقيم وزناً لكلام الناس، من الطبيعي الذي يترقى في هذا المجال، لابدّ وأن تتغير معالم سلوكه في الحياة اليومية فإذا تخلى المؤمن من الدنيا سما ووجد حلاوة حبّ الله وكان عند أهل الدنيا كأنه خولط كأنه جنّ كأنه إنسانٍ غير متزن! وإنما خالط القوم حلاوة حبّ الله فلم يشتغلوا بغيره إذن لا تخافوا من تهمة الآخرين.
إنعكاس العلاقة بالله تعالى في الحياة الاجتماعية
في هذا المجال القرآن الكريم عندما يصل إلى آيات المحبة، نقرأ لكم الآيات من دون تعليق، نلاحظ القرآن عندما يقول: كذا وكذا…، نلاحظ موارد الحبّ الإلهي، موارد انعكاس الحبّ في الحياة الاجتماعية، لم يقل إنّ الله يحبّ المناجين في الأسحار مثلاً والله يحبهم، ولكن ركزّ على انعكاس الحبّ في الحياة اليومية، (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) ( ِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)[، (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) لاحظتم الآيات تشير إلى انعكاس الحبّ الإلهي في الحياة اليومية؟! وإلا الذي يدّعي الحبّ وفي مقام العمل يرتكب ما تشتهيه النفس هذا إنسان كاذب بريء من هذا العالم، وانظروا على العكس؛ (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)، (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ)، (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا)، (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا)، (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)، (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ)، (إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) (فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ)…، آياتٌ من القرآن الكريم في جانب الحبّ وفي جانب البغض، إذن الذي يريد أن يستحوذ على هذا الحبّ الإلهي عليه أن يكون صادقاً.
من أجمل روايات الحبّ الإلهي حديث داود (عليه السلام)، وأردتُ أن أجعل ختام حديثي بحديث داود (عليه السلام) أوحى الله إلى نبي الله داود (عليه السلام)، كونوا معي دقيقة في هذا المضمون الجميل أوحى الله إلى داود (عليه السلام)، يا داود؛ أبلغ أهل أرضي -أنتم أهل الأرض هذا الحديث القدسي ينطبق على كلّ فردٍ منكم توقيراً لله (عزّ وجلّ)- (يا داود أبلغ أهل أرضي أني حبيب منْ أحبني وجليس منْ جالسني ومؤنسٌ لمن أنس بذكري وصاحبٌ لمن صاحبني ومختارٌ لمن اختارني ومطيعٌ لمن أطاعني أنا ربّ العالمين مطيعٌ للعبد الذي يطيعني عبدي تقول للشيء كنْ فيكون، أقول للشيء كن فيكون، تقول لشيء كن فيكون) نعم تصبح مثلي، طبعاّ هذا في حديثٍ آخر، ثم يقول: وما أحبني أحدٌ أعلم ذلك يقيناً من قلبه -لا مجرد دعاوي- أعلم ذلك يقيناً من قلبه إلا قبلته لنفسي وأحببته حبّاً لا يتقدمه أحد من خلقي، أنا الربّ، أحبّ هذا الإنسان حباً لا ينافسني في هذا الحبّ أحدٌ من المخلوقين، من طلبني بالحق وجدني ومن طلب غيري لم يجدني،صرفه يا أهل الأرض، خطاب ملكي صادر من العرش لكلّ من يدّب على وجه الأرض، فارفضوا يا أهل الأرض ما أنتم عليه من غرورها، وهلموا إلى كرامتي ومصاحبتي ومجالستي ومؤانستي وآنسوني أأنسكم وأسارع إلى محبتكم، نعم هذا الكلام يقوله الربّ، وهو المستغني عن عباده وهو الذي لا تضره معصية من عصاه ولا تنفعه طاعة من أطاعه.
إلهي بحبك لمحمد وآل محمد أفرغ علينا حبك ورضاك اليوم، اللهم أقطع عنا كلّ شيءٍ يقطعنا عنك اللهم زد في قلوبنا حبك وبغض أعدائك إنك على كلّ شيءٍ قدير عرّفنا الإجابة فيما سألناك.
📗الشيخ الفاضل حبيب الكاظمي
تعليق