في إحدى ليالي رمضان المبارك ..بعد أن اكملت طقوس الليلة من المناجاة والدعاء والصلاة المستحبة ...اخذ مني التعب ،فغفوت على سجادة الصلاة ،وراسي نحو القبلة ،ورأيت كأن روحي تحررت من قيود الجسد ،واشعر بخفة الحركة وانأ انتقل من مكان إلى الأخر ،فالريح تسير بي وارى نفسي ملقاة على تلك السجادة ،التفت يمينا ثم شمالا ،وإذا اشعر اني أسير في غابة الأنوار الملونة تخترق حجاب بصري ،وانا انظر إلى علو الأشجار وهي تنحني لي وتبتسم ، بقيت اسير واسمع اصوات الضحك تأتي عبر الريح وكلمات ترحيب تتناغم مع اصوات خرير الشلالات .احد الاشخاص اظنه يعرفني اكثر بهجة وفرحا من الاشخاص الاخرين .. كلمات ينطقها بالتسبيح والتهليل والحمد والثناء وهو يبشرني بأنني التحقت بركب عالمهم .رفعت راسي وارى طيورا ترتفع وتنخفض مع كل رمشة من عينيي ، بدون ان ادري الماء يلامس قدميي ببردوة وانتعاش ..فجأة استوقفت امام باب كبير يحرسه رجلان ..احدهما ابتسم لي والاخر بقي صامتا ينظر لي دون أن افهم شيء من ملامحه ... وبعد فترة فتح لي الباب والرجل الذي يبتسم ويقول ..بعد الرقم العاشر تجدين بيتك على اليمين ...وقبل أن اتحرك خطوة .نظرت إلى الرجل الاخر واذا به يسألني عن اي عمل قمت به يستحق دخولي الى بيتي الجديد ..لم افهم سؤاله سوى أني ابتسمت له وقلت انتظر وسترى ... دخلت وكان كل من امر امامهم يطرحون عليّ السؤال الذي طرحه الرجل الذي كان واقفا عند الباب الكبير ..ماذا افعل في بيتي الجديد ..دخلت البيت كأنه مدينة بداخلها مدن .. عند كل باب يأمرني ان ادخله واسكن فيه وانا في انبهار وغبطة وسرور .. هل انا في الجنة .؟..عن اي عمل قدمته حتى استحق هذه المدن الكثيرة والكبيرة ؟..
الطيور لازالت ترتفع وتحط جناحيها على راسي عند انخفاضها ... اجتمع حولي الجيران وهم فرحين بقدومي اليهم والبعض منهم عبر عن شوقه ولهفته لي ...
هل انا في الجنة وهذا جزاء لي ..
توقفت وانا ابحث عن شيء غير هذه المدن والانهار والاشجار والثمار والعسل والطيور وغيرها ..
ارتديت ثوبا خيط على مقاسي وعيناي تبحث عن شيء اخر ؟
ااااه يا رب هذه انعامك لي ثواب لطاعتك ،ولكن ياربي انا اعبدك لأنك تستحق العبادة .. هل هناك شيء فوق الجنة ... يارب سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك لك لك الحمد ولك الشكر يا رب ..كنت اقول هذا الكلمات وانا اطلب من آلله تعالى الفردوس لأن العرش فوق هذه جنة الفردوس وفوقها العرش آلله جل وعلا وتسامى عن مخلوقاته ....
وطرحت على نفسي سؤالا ؟هل كنت اعبد آلله تعالى من اجل الجنة ؟
هل الناس تعبد الله تعالى من أجل الثواب والعاصي يكون له العقاب ..
هل نتقرب الى آلله تعالى بالفروض والمستحبات والمعاملات والعبادات ونطبق الشريعة من اجل الثواب والذي يخالف بعضها يكون له العقاب ...
اليس رحمته وسعت كل شيء وهو الرحمن الرحيم على العرش استوى .. ورحمته شمولية وعقابه للمذنب وان تاب واصلح أن آلله غفور رحيم ..
اليس رحمته سبقت غضبه ...
.. نعبد آلله تعالى لأن آلله رب العالمين ويستحق العبادة والتعظيم والتسبيح والتكبير والتسليم ...
يكفني فخرا انه انا عبدا له ويكفيني فخرا انه رب لي وللعالمين ...
فوق الجنة ...
آلله جل وعلا ..