تويت
هل يستطيع بشرٌ أن يصف ما يحدث في زيارة الاربعين؟..
تقع في حيرةٍ وأنت تشاهد تفاصيل مسيرة الاربعين.. فما إن ترفع ناظريك عن مشهد وأنت في طريق "المشاية" حتى تشاهد صورة اخرى اعمق واعظم..
كيف نصف ما تراه اعيننا، ويلمسه وجداننا، وقليل قليل أن نعبر بكلمة "العشق" عما نلمسه من محبة عميقة لسيّد الشهداء عليه السلام.
تعترينا الدهشة جرّاء الاخلاق والمحبة والكرم الذي يقدمه الشعب العراقي من اول شهر المحرم الحرام الى زيارة الأربعين..
أعجز عن وصف ذلك، ولكن اقول بإيجاز:
لقد أصبحوا مثالاً اعلى لشعوب العالم، ونالوا بركات ورضى إمام الزمان (عجّل اللهُ فرَجهُ الشَريف) بما قدموه..
واليكم هذه القصة كشاهد على ما أقول:
في الثلاثين من عمرها حين أصيبت ام عباس الكربلائية بالعمى حتى عجز الكثير من الاطباء من علاجها.. فكرست حياتها لشيئين: *خدمة عائلتها وسقي الماء على حب الحسين (عليه السلام)..
ومن المعروف عظمة ثواب سقي الماء، يقول الإمام الباقر (عليه السلام): من سقى ظمآنا ماء سقاه الله من الرحيق المختوم.
كانت تخرج ام عباس بعد اتمام عمل بيتها تجوب في الشارع حاملة في يدها الماء وتسقي الجميع خصوصا في حر الصيف وهي تنادي: اشرب الماء على حب الحسين..
وفي يوم من الايام تقول ام عباس أوقفني رجل وطلب مني شربة ماء فأسقيته.
فقال لي أتسقين الماء على حب الحسين؟.
فقلت له: نعم.
فقال لي: هل تحبينه؟.
فقلت ودموعي تنهمر: وكيف لا احب نور عيني.
تقول ام عباس سمعت الرجل يدعوا الله قائلاً "اللهم إني أسألك بدم الحسين ومظلوميته أن ترد لها بصرها ياارحم الراحمين".
وما ان انتهى من دعائه حتى عاد اليّ بصري واصبحت ارى، فرأيت أمامي رجل ولكنني لم استطع ان اميّز وجهه من النور الساطع منه.
فركضت خلفه وقلت له: من انت يانظر عيني؟
فقال لي: وهو يبكي، أنا حفيد مَنْ تسقين الماء على حبه، وأنا المُطالِب بثاراته ان شاء الله.
فصرت اصرخ خلفه توقف يامولاي.
فقال لي: عودي واستمري على ما انتِ عليه ولاتقطعي هذا العمل.
ولا تزال ام عباس تحمل الماء وتسقي الناس وهي تقول:
"اشرب الماء على حب الحسين ببركة الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه".
كتبنا الله وإياكم من انصار مولانا الحجة المنتظر عجّل اللهُ فرَجهُ الشَريف .
مقوووول
تعليق