ح3
المعروف في عوالم النقد ان لا قراءة تعتبر نموذجية من حيث المحتمل من القدرة الاستيعابية للاحتواء، فكيف بنا ونحن نجد هناك تحريفا للتراث وتزويرا متعمدا فضحته النصيحة الخامسة؛ اذ ان الجماعة (يتلاعبون في القيمة المعروضة للتراث) فيأخذون ما يعجبهم او لنقل ما يخدمهم ويحذفون ما لا يخدم مصالحهم كاستبدال عنوان فصل في كتاب الاذكار للامام محيي الدين النووي استبدل فيه عنوان زيارة قبر الرسول الى فصل في زيارة مسجد رسول الله مع حذف عدة اسطر من الفصل، واخر حذف قصة العتبي الذي ذكرها الامام النووي بكاملها، وهذا اعتداء على الحقيقة ثم على المؤلف وكتابه.
ونستطيع من خلال هذا الفعل قراءة الاسلوب الكلي المتبع لدى هذه الفرقة فهي تجيد الحذف والتلاعبات النصية والتحريف لتفرض هيمنة فكرية فارغة يتم تثبيتها كمتغير يتأمل ان يكون له وقع واقعي بمرور الايام. وتمت مراجعة المحقق بهذه التحريفات، فأجاب: بأن وكلاء الوهابية قد بدلوا القول وتمت كذلك حذف عبارات لا تعجبهم تحت حاشية الصاوي على تفسير الجلالين، حذف المسند الخاص بالاولياء والابدال والصالحين من حاشية ابن عابدين الشامي في فقه الحنفي.
وتم حذف الجزء العاشر من فتاوى ابن تيمية الخاص بالتصوف في طبعته الاخير في الفتاوي وهذا يعني انهم ينشرون ما يواكب في اللحظة الانية وتطوراتها. وبعدها محاولة الشيخ (ابن باز) الذي يعمل مديرا خاصا لادارة البحوث العلمية والافتاء والدعوى والارشاد سابقا لاستدراك ما لا يعجبه من كتاب فتح الباري في شرح البخاري للامام الحافظ بن حجر العسقلاني، فأصدر مع معاونيه ثلاثة اجزاء منه وتوقفوا. وسمح الى ابي بكر الجزائري ليعمل تفسيرا للقرآن الكريم بديلا لتفسير الجلالين ليتم ترويجه باسم مؤلف الجلالين عبد الرحمن جلال الدين السيوطي حيث حذفت عبارة من حاشية الصاوي المالكي على تفسير الجلالين تحقيق محمد عبد الرحمن المرعشي الذي يقول ان الاية نزلت في الخوارج الذين يحرّفون تأويل الكتاب والسنة، ويستحلون دماء المسلمين باموالهم لما هو مشاهد الان لناظرهم فرقة الوهابية يحسبون انه على شيء الا انه هم الكاذبون فحذفوها.
وفي النصيحة السادسة كانت حصة التكفير ومساعيه التي راح ضحيتها الكثير من المسلمين سنة وشيعة مع ذكر عشرات المصادر التي تحرم مثل هذا الفعل الشنيع. وهذا يدل على المسعى الايمان مثل هذا المسعى الايماني ومثل هذه الرسائل او النصائح الفاعلة التي تريد وتسعى لبث روح السلام في الامة المسلمة لكي تأخذ الامة المكانة اللائقة بها فكانت النصيحة السابعة تتضمن ماهية تحريم السؤال بحق النبي: (اللهم اني اسألك بحق نبيك محمد) فماذا لو بحثنا الان في اصل هذا التحريم او الغاية منه حتما ان نتوصل الى محاولة تحريف مديات الاسلام كلها دون احترام المسميات التي يتشبثون بها اعلاميا، وإلا فهذا قول عمر بن الخطاب يشهد ان النبي (ص) قال ان ادم عندما اقترف الخطيئة قال يارب اسألك بحق محمد لما غفرت لي وفي نهاية الحديث قال سبحانه وتعالى: لولا محمد ما خلقتك. ومحور النصيحة الثامنة يكشف عن ازدواجية التفكير؛ فهم جوزوا التوسل بالحي يقول (ابن باز): اما الاستغاثة بالحي فيما يقدر عليه فلا بأس ان يتعاون معه جوزوا مبدأ التوسل بالنبي لكنهم زعموا انه ميت لا ينفع، فاذا اعتقد المسلم بان النبي محمد (ص) حي يرزق عند ربه وهو يسمع وينفع باذن ربه فلماذا تكفروه.
وقد كان توجه المضامين الاسلامية يتجه الى جواز التوسل بالنبي كالحافظ الحاكم النيسابوري قال ما معناه: ان النبي كان يعلم المسلمين السؤال بتوسل النبي (ص) ولم يحددها بزمن كي نستثني زمن ما بعد وفاته (ص) والاستشهادات كثيرة بهذا الخصوص.
وجاءت النصيحة التاسعة في هدم القبور ومحاولة هدم واخراج قبر النبي (ص) ناصر الباني يقول في كتابه (الجنائز): انا لا اصلي في الحرم النبوي لوجود القبر فيه ويجب اخراجه. الشيخ مقبل بن هادي الوادعي طالب باخراج القبر الشريف من المسجد النبوي، واعتبر وجود القبر والقبة الشريفة بدعة كبيرة وطالب بازالتها وهدمها. والسؤال المثار في هذا المحور: ألم يمدح الله المؤمنين على بنائهم مسجدا على قبر اهل الكهف.
وعند دخول المسلمين في عهد عمر بن الخطاب هل امر بهدم القباب المشيدة على قبور الانبياء في فلسطين وسوريا والعراق ومصر وغيرها من الدول ام رفعها؟ ومن يا ترى بنى قبر النبي كي يهدمه المسلمون؟ ألم يكن هناك قبر لحمزة (ع) وقبر لمصعب بن عمير، وعبد الله بن جحش، وقد بنى التابعون عليهم مساجدا.