إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(دماءٌ تروي الإنسانية) الجزء الثاني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (دماءٌ تروي الإنسانية) الجزء الثاني


    قراءة: علي الخباز
    جاء في وصية معاوية لابنه يزيد عن شخصية الحسين(ع): (فقد عرفت حظه من رسول الله(ص) وهو من لحمه ومن دمه، وقد علمت لا محالة أن أهل العراق سيخرجونه إليهم ثم يخذلونه ويضيعونه، فإن ظفرت به فاعرف حقه ومنزلته من رسول الله(ص)، ولا تؤاخذه بفعله، ومع ذلك فأن لنا به خلطة ورحماء، وإياك أن تناله بسوء، أو يرى منك مكروها..). هذه القصة تظهر أن معاوية وكأنه عالم بالغيب، وقدم معجزة عبارة عن نبوءة؛ لأنه عرف أن الحسين(ع) سيأتي الى الكوفة، ويخذل من قبل تبعته مما جعله يقول: إن أهل العراق سيخرجونه إليهم ثم يخذلونه ويضيعونه، وهو قد حدد السبب حصراً بأهل العراق وإخراجه، لتصغير حجم القضية الحسينية ونهضتها، وكأنها لا تمتلك جذراً رسالياً من خلال نبوءة الرسول(ص) ولا جذراً إمامياً من خلال نبوءة المولى أمير المؤمنين(ع)، ولا تمتلك العلاقة الواضحة بالكثير من الدلائل الاستباقية للواقعة.. وهذا يأخذنا الى عدم الرضوخ للتقييم مع وجود الضخ الدعائي الذي يركز على الخلطة والرحم (وهذه دعاية أموية).
    وقد حاولت الكاتبة أن تستحضر التأريخ من أجل توضيح ما ورد عبر مصادره التاريخية، التي تفند وصية معاوية والوقوف عند خصوصيات الطف الحسيني، بما تمتلك من خوارق ومعجزات وكرامات، مثلما ذكرت في(ص9) أن إحدى عمّاته بكت وقالت: (اشهد يا حسين لقد سمعت الجن ناحت بنوحك وهم يقولون:
    (فان قتيل الطف من آل هاشم * أذلّ رقاباً من قريش فذلّت
    حبيب رسول الله لم يك فاحشاً * أبانت مصيبتك الأنوف وجلت)
    ويذكر الإمام(ع) أيضاً أن الحسين(ع) (قد اخفضت له الأرض ليري ام سلمة مضجعه الشريف)، فيتوهج التأريخ بغيبيات تكشف عن مديات الرؤى التي قد آزرها إيمان وجداني يدعم الكثير من العوالم الغيبية التي آمن بها الإنسان المسلم، بسماتها الواقعية كمسائل مدركة لجوهر الواقع الطفي إذ جاء في (ص17): (ولما سار أبو عبد الله الحسين بن علي(ع) من مكة ليدخل المدينة لقيته أفواج من الملائكة المسومين ليخبروه بأن الله (عزَّ وجل) أمده بهم فقال لهم: هي كربلاء..
    ومثل هذه الكتابة تجمع القيمة التاريخية مع المؤثر الشعوري لترسيخ النص شعورياً، وخلق عوالم تأثيرية مع وجود القيمة التنويرية المحفزة للدور المعرفي، من خلال استحضار الرؤيا كمنطلق من منطلقات النهضة التي رفض الحسين(ع) الكشف عنها؛ لتبقى ضمن مكونات الوعي، فلنقرأ ما جاء في (ص20): (فقالا له: ما تلك الرؤيا؟، فقال الحسين(ع): ما حدثت بها وما أنا محدث بها حتى ألقى ربي).
    حاولت الكاتبة معايشة الحدث بتفاصيله مع استحكام الجوهر الغيبي، هذا الجوهر المسند بروايات المعصومين(ع)، والتي تصوغ لنا الواقعة ذهنياً.. في ص(51) روي عن مولانا الصادق (ع) أنه قال: (أنزل الله تعالى النصر حتى رفرف على رأس الحسين(ع)، ثم خُيِّر فاختار لقاء الله. (كتاب اللهوف ص433).
    ومن المؤكد أن الواقع المهم من وراء نقل هذه الغيبيات الى الناس هو ربط هذا الواقع الحسيني بالواقع الرسالي الإلهي، وهذا سر تفرد النهضة الحسينية بالكثير من الخوارق، سر هذا التفوق المبدئي، بعيداً عن خشية الاتهام بالغلو كما يدعون، فهذا التوجه لابد أن يوثق للأجيال فهناك ظواهر كثيرة، مثل: عجيج السماوات والأرض، وصراخ الدم والتراب الأحمر، وبكاء الطير والوحش والسماوات والأرض ومن عليها، والملائكة.. يقول الإمام الصادق (ع): (لما قُتل الحسين(ع) سمع أهلنا بالمدينة قائلاً يقول: اليوم نزل البلاء على هذه الأمة، فلا يرون فرحاً حتى يقوم قائمكم...)، وله قول آخر يقول: (لما ضُربَ الحسين بن علي نادى مناد من قبل رب العزة تبارك وتعالى من بطنان العرش فقال: ألا أيتها الأمة المتحيزة الظالمة بعد نبيها، لاوفقكم الله لأضحى ولا فطر)، وقد سعى المنجز الى ترسيخ المفاهيم الإيمانية، ونشر الثقافة الروحية للنهضة الحسينية المباركة.​

  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​​​​​​​​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X