بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
(دولة الإسلام الكبرى وتهيئة قواعدها)
استمد المسلمون الاعتقاد بالمهدي المنتظر(عليه السلام) من القران الكريم والسنة الشريفة ، قال: سألت أبا جعفر الأمام الباقر (عليه السلام ) عن قولا لله عز وجل: والليل إذا يغشى؟ قال: الليل في هذا الموضع فلان ، غشي أمير المؤمنين في دولته التي جرت له عليه وأمير المؤمنين (عليه السلام) يصبر في دولتهم حتى تنقضي . قال: والنهار إذا تجلى، قال: النهار هو القائم (عليه السلام) منا أهل البيت ، إذا قام غلب دولته الباطل. والقرآن ضرب فيه الأمثال للناس ، وخاطب الله نبيه به ونحن ، فليس يعلمه غيرنا ) . (1)
إنّ فكرة السائدة في المنقذ الذي ينشر العدل بظهوره ويقضي على الاضطهاد في العالم ويحقق المساواة في دولةٍ كريمة وتكون فيها الإعزاز للإسلام وأهله ،أي كل ما جاء به المشرع القران الكريم وإعطاء كافة الاحتياجات للنمو والتطور هي المحور والعناية واهتمام الإسلام فيه وإذا أرادة أن تهتدي الأمة فعليها بالقيادة الربانية والعمل بالنظام الإلهي هما الكتاب و العتر فهما الثقلان المكملان أحدهما للآخر قوله (صل الله عليه واله )" أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لم تضلوا بعدي" فالمؤهل لفكرة التغير والعامل عليها والمنبع لها المنتظر الموعود فلقد شاءت الحكمة الربانية أن يكون ثمرة هذا الدين القويم على يد الحفيد وقرة عين مصطفى وأنه رمز جهاد الأنبياء والهدف في تحقق وحدة العالم الدينية والسياسية وهذا التحقق امل المنتظرين في العالم بجميع أصنافه يقول الفيلسوف الانجليزي الشهير برتراند راسل ، ( إنّ العالم في انتظار مصلح يوحّد العالم تحت عَلَمٍ واحد وشعار واحد)
لقد سخر الله سبحانه كل شيء لخدمته فهو ثمرة الأديان السماوية المنتظرين له و الشخص المؤهل وقد ذكره النبي وذكر القائمين بعده فقال اثني عشر خليفة أو إماما كلهم من قريش وسماهم بأسمائهم وقال أخرهم قائمهم وخصه بل كرامات التي تتجلى على يديه ولقد أكدت هذا أمقال جميع كتب العامة ففيها الأحاديث الكثيرة والرواة من الفريقين فلا مجال للإنكار وتركزات فكرة المنقذ لدى الصالح من الأمة والطالح ،وفي الرواية(2) عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال ـ ضمن حديث ـ عن جيش الغضب:
((…أولئك قومٌ يأتون آخر الزمان، قزع كقزع الخريف والرجل والرجلان والثلاثة من كلّ قبيلة حتّى بلغ تسعة، أما والله إني لأعرف أميرهم واسمه ومناخ ركابهم…))، وقال (عليه السلام) لابن الكوّاء وشبث بن ربعي وقد دخلا عليه وقالا: أحببنا أن نكون من الغضب: ((ويحكما! وهل في ولايتي غضب؟! أو يكون الغضب حتّى يكون من البلاء كذا وكذا؟ ثمّ يجتمعون قزعاً كقزع الخريف))
من أهم قضايا الأمام (الحجة) التي تهم العقيدة " ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً" فلا يسعُ مسلماً الإنكار لكثرة الطرق وثقاة والرواة والأدلة التاريخ والمشاهدة الثابتة ولقد اتخذ المنكرين خط لتشكيك في منهجية الأمام (عليه السلام) والتأثيرات الطارئة على بعض الشرقيين ذوات العقيدة الضعيفة من قبل الغرب وإنكارهم أصل القضية المهدية ووضع الشبهات في الطريق لإضلال والتلون بزعمهم..
*كيف كان اماماً وهو في الخامسة من عمره ؟ إنَّ الإمام المهدي عليهالسلام خَلَفَ أباه في إمامة المسلمين ، وهذا يعني أنّه كان إماماً بكلّ ما في الإمامة من محتوىً فكري وروحي في وقتٍ مبكر جداً من حياته الشريفة ،ويكفي مثالاً لظاهرة الإمامة المبكّرة في التراث الرباني : النبي يحيى (عليهالسلام)، قال تعالى (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيناهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً..)(3).
*طول العمر؟ نطوق القرآن في النبي نوح عليهالسلام (وَلَقَدْ أرْسَلْنَا نوُحاً إلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إلاَّ خَمْسِينَ عَاماً)(4)
وأن عيسى (عليهالسلام) لم يمت وإنما رفعه الله إليه كما في قوله تعالى (وَقَوْلِهِمْ إنّا قَتَلْنَا المسيحَ عيسى ابنَ مريمَ رسولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وما صَلَبُوه وَلَكِنْ شُبِّه لَهُمْ وإِنّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فيهِ لَفي شَكٍّ مِنْهُ مَالَهُم بِهِ من عِلْمٍ إلاّ اتباع الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً ، بَل رَفَعَهُ اللهُ إليهِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكيماً)(5).
*لماذا هذه الغيبة الطويلة ؟ استحالة " لا تخلو الأرض من حجّةٍ لله -ولو آناً واحداً-لساخت بأهلها".
*كيف الاستفادة من الإمام الغائب ؟ إنَّ هذه الغيبة تحفّز المؤمن بها للنهوض بمسؤوليته ، وخاصة في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فتكون الأمّة بذلك متحصّنة متحفّزة. إذ لا يمكن تقيّد أنصار الإمام المهديعليهالسلام بالانتظار و استعداداً لبناء دولة الإسلام الكبرى وتهيئة قواعدها حتى ظهور الإمام المهدي عليهالسلام.
فهذه الشبهات التي تضعف المعتقد ومفهوم المشروعية الفكرة الاصلاحية وهذا التطرف يهز عقيدة الضعفاء من الأمة وتبث الفتن ويظهر التقاعس عن نصرة والنهوض بالمسئولية في مرحلة الانتظار .
--------------------------
1-وعنه في البحار:24/71
2- الشيخ النعماني في غيبته.
3-.سورة مريم 19 / 12.
4-العنكبوت : 29 / 14.
5-النساء : 4 / 157 ـ 158.
تعليق