إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في رحاب الطفوف لفقرة مع المواليات{{فضيلة الصبر}}

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في رحاب الطفوف لفقرة مع المواليات{{فضيلة الصبر}}

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد
    -------------------------------
    الصبر هو احتمال المكاره من غير جزع أو هو: قسر النفس على مقتضيات الشرع والعقل أوامراً ونواهياً وهو دليل رجاحة العقل وسعة الافق وسمو اخلاق وعظمة البطولة والجَلَد كما هو معراج طاعة اللّه تعالى ورضوانه وسبب الظفر والنجاح والدرع الواقي من شماتة الأعداء والحسّاد.
    وناهيك في شرف الصبر وجلالة الصابرين أن اللّه عز وجل أشاد بهما وباركهما في نَيف وسبعين موطناً من كتابه الكريم:
    بشّر الصابرين بالرضا والحب فقال تعالى: {واللّه يحب الصابرين}
    ووعدهم بالتأييد: {واصبر إن اللّه يحب الصابرين}
    وأغدق عليهم ألوان العناية واللطف: {ولنَبَلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشّر الصابرين}
    الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا:{ إنا للّه وإنا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون}
    وهكذا تواترت أخبار أهل البيت عليهم السلام في تمجيد الصبر والصابرين.
    قال الصادق عليه السلام: {الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد وكذلك إذا ذهب الصبر ذهب الايمان}
    وقال الباقر (عليه السلام) الجنة محفوفة بالمكاره والصبر فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة وجهنم محفوفة باللذات والشهوات فمن أعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار
    وقال (عليه السلام)لما حضرت أبي الوفاة ضمني الى صدره وقال: يا بُني إصبر على الحق وإن كان مرّاً توف أجرك بغير حساب
    وقال الصادق (عليه السلام)من ابتلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له أجر ألف شهيد
    ورب قائل يقول: كيف يعطى الصابر أجر ألف شهيد والشهداء هم أبطال الصبر على الجهاد والفداء؟.
    فالمراد: أن الصابر يستحق أجر أولئك الشهداء وإن كانت مكافأتهم وثوابهم على اللّه تعالى أضعافاً مضاعفة عنه.
    وقال أمير المؤمنين (عليه السلام)من لم يُنجه الصبر أهلكه الجزع
    اما صبر العقيلة زينب فلا يشبهه اي صبر فقد تعلم الصبر منها معنى الصبر

    فسلام على قلبك الصبور سيدتي يا جبل الصبر :
    إن المصائب التي ألمت بالصديقة زينب الكبرى ابنة علي في كربلاء مصائب متنوعة ولولا قلبها الصبور ولسانها الشكور وإيمانها الراسخ وتربيتها الفريدة لانهارت واستسلمت للأقدار بيد أن ابنة علي (عليه السلام) قد ذوّبت كل المصائب المتكالبة عليها بكل جرأة ورباطة جأش وشجاعة منقطعة النظير والرزايا التي انصبّت عليها صبّاً كثيرة ومتنوّعة نذكر منها: شهادة جدها رسول الله وأبيها ومصاب الطاهرة فاطمة الزهراء ومصاب الحسن وهو يلفظ كبده الطاهر امام عينها وما رأته أول ما نزلت في كربلاء من معارضة الحر وإجبار أخيها (عليه السلام) على النزول. وما شاهدته من القلة في أصحاب أخيها وكثرة جيوش الأعداء. وما شاهدته من تفرق من كان مع أخيها وذهاب الأكثر ممن تبعه حين خطبهم بخطبته المشهورة بعد ما بلغه خبر قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة (رضي الله عنهما). فتفرق الناس عنه يميناً وشمالاً، حتى لم يبق إلا الذين قتلوا معه. وما كانت تشاهده من اضطراب النساء وخوفهن حين نزلوا كربلاء. وما شاهدته من عطشها وعطش أهل بيتها عندما منعهم القوم الماء. وما كانت تقوم به من مداراة الأطفال والنساء وهم في صراخ وعويل من العطش.
    وحين شاهدت إخوانها وبني إخوانها وبني عمومتها وشيعة أخيها يبارزون، ويقتل الواحد منهم بعد الواحد. وما شاهدته من مقتل ولديها. وحين شاهدت أخاها الحسين (عليه السلام) وحيداً فريداً لا ناصر له ولا معين وقد أحاط به الأعداء من كل جانب ومكان. وحين شاهدت رأس أخيها على الرمح دامي الوجه، خضيب الشيبة. وحين ازدحم القوم على رحل أخيها ومناديهم ينادي: أحرقوا بيوت الظالمين. وحين أحرق القوم الخيام وفرت النساء والأطفال على وجوههم في البيداء.
    ولما أركبوها النياق المهزولة هي والعيال والأطفال. ومداراتها زين العابدين (عليه السلام)، وهو من شدة مرضه لا يطيق الركوب، وقد قيدوه من تحت بطن الناقة.
    وهناك مصائب أخر، أشدها أنها كانت تنظر إلى قتلة أخيها وأصحابه وهم يسرحون ويمرحون، والسياط بأيديهم يضربون الأطفال والنساء وهم في غاية الشماتة بها وبأهل بيتها.
    وبالجملة فإن مصائب هذه الحرة الطاهرة زادت على مصائب أخيها الحسين الشهيد (عليه السلام) أضعافاً مضاعفة، فإنها شاركته في جميع مصائبه، وانفردت (عليها السلام) بالمصائب التي رأتها بعد قتله، من النهب والسلب والضرب وحرق الخيام والأسر وشماتة الأعداء.
    أما القتل، فإن الحسين (عليه السلام) قتل ومضى شهيداً إلى روح وريحان وجنة ورضوان، وكانت زينب في كل لحظة من لحظاتها تقتل قتلاً معنوياً بين أولئك الظالمين، وتذري دماء القلب من جفونها القريحة.



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X