أراك تشعر أنك في قلعة آمنة؟ وكأنك لا تدري ما تحتاجه من جهد لتحصل على ما يعينك في هذا البقاء متحركاً تبحث عن معلومات فما الذي تريده؟ سأجيب عن جميع أسئلتك، وإلا فالجيش والقادة لديهم قانون يقول: ليس لك ما تريده أنت، بل ما تريده الحرب منك، ثم توقفت عن الكلام لتنصت الى آهاتي المؤلمة، وكأنها استغربت هذه الصرخات التي تندفع من أنفاسي، وبعدها تغير نوع الحديث، فقالت لي:ـ ما الذي تبحث عنه؟ أجبتها:ـ اسماعيل خليل العزاوي، أطرقت مطيبيجة حزناً ثم قالت:ـ هذا ابن سامراء ناحية المعتصم، هذا هو الراية التي وحدت بانتمائها الغيرة العراقية، قلت:ـ "عفية عليك عرفتيه"، أجابتني:ـ كيف لا أعرف من افتدى روحه من أجلي، كان مع قوات الحشد الشعبي منذ اللحظات الاولى لتحرير ناحية المعتصم، ملبيا نداء الوطن والمرجعية الذي هو لكل العراقيين الشرفاء.
إني أحدثك عن قطعة من قلبي، كنت أفتخر به مقاتلاً شديد المراس، سعى لتشكيل قوات حشد شعبي من اهالي المعتصم، وتم بفعل جهوده وقلة من المخلصين تشكيل فوج (أسد الله الغالب)، ليكون جزءاً من اللواء التاسع، تفاجأت وحزنت حين لم يدرج اسمه ضمن الوجبة التي قبلت في اللواء التاسع، لكنه بقى على حضوره وعمله في الحشد وعمل بتفانٍ مؤمناً بأن العراق بحاجة الى ابنائه من جميع الطوائف.
قالت لي مطيبيجة: هذه لابد أن تركز عليها هنا، قاتل أبناء جميع الطوائف مع الحشد، وكان ولدي اسماعيل يستخدم سيارته الخاصة لخدمة العمل المقدس في الحشد، فجأة تكدرت ملامحها وسالت دمعة عينيها.
أبكتني، حاولت أن أمسح دموعها الغالية، قالت: وأنا عروس بثوب زهوي بالتحرير، وإذا بسيارته الخاصة انفجرت بعبوة ناسفة أخذته وأربعة من رفاقه، اتصلت حينها بناحية المعتصم، ابارك لها طيب المقاومة وكرامة الشهادة.