استعمل القرآن الكريم مفهوم البركة في أكثر من ثلاثين مورداً منها: تبارك ،وبورك، ومبارك، وبركات قال تعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ( 1 )الملك
{فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ( 8 )النمل
{وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} ( 92 ) الأنعام
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} ( 96 )الأعراف
{قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ } ( 73 )هود
والمفهوم من نصوص القرآن الكريم وأحاديث النبي وأهل بيته عليه وعليهم السلام أن البركة سرٌ وعطاء إلهي غيبي يمنحه للشخص أو المكان أو الزمان كما سنذكر بعض الأحاديث التي أشارت لهذا المفهوم القرآني.
والبركة هي النماء والزيادة، حسية كانت أو عقلية، وكثرة الخير ودوامه، يقال: باركه الله، وبارك فيه، وبارك عليه، وهي في الأصل مأخوذة من برك البعير، وهو صدره، ومنه: برك البعير، إذا ألقى بركه على الأرض، ، وسمي محبس الماء بركة، كسدرة، ثم أطلقت على ثبوت الخير الإلهي في الشيء كثبوت الماء في البركة، والتبريك الدعاء بذلك، والتبرك استدعاء البركة واستجلابها، والبركة في الشئ ثبوت الخير الإلهي الكثيروهو عالم واسع له أصوله وقوانينه... مفردات الراغب مع ملاحظات العاملي ص112 مادة( برك)..
البركة في أحاديث أهل البيت عليهم السلام
ذكرت الروايات الشريفة البركة وما يتعلق فيها من زيادة ونقصان نذكر منها :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله:{ إن الله عزوجل أنزل ثلاث بركات الماء والنار والشاة} الكافي6/545
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال:{إياكم والحلف فإنه ينفق السلعة ويمحق البركة}الكافي6/162
وعن الإمام الصادق عليه السلام:{إن مع الإسراف قلة البركة}الكافي4/554
وقال عليه السلام : {جُعل البركة في العسل ، وفيه شفاء من الأوجاع ، وقد
بارك عليه سبعون نبيا} البحار : 66 / 294 ذ ح 18 عن مكارم الأخلاق : 167
فيم تكون البركة؟
تكون البركة في الأمكنة والأزمنة والأشخاص: وكما قيل: إن لله خواص في الأمكنة والأزمنة والأشخاص. فالله -عز وجل- قد يبارك في بعض الأمكنة، ويجعلها مباركة. فبارك سبحانه في المسجد الأقصى وما حوله فقال تعالى:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}(1) سورة الإسراء،
وقال تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ} (30) سورة القصص، "وسبب البركة حدوث أمر ديني فيها، وهو تكليم الله إياه وإظهار المعجزات عليه وبارك سبحانه بعض الأزمنة فجعلها مباركة. كليلة القدر، قال -عز وجل-: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ}(3) سورة الدخان. يعني: الكتاب أنزلناه في ليلة القدر، وسميت مباركة لما فيها من البركة، وبارك سبحانه في بعض البشر فجعل الأنبياء والمرسلين مباركين. قال تعالى عن{قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ 48 سهود،. وقال عن عيسى عليه السلام: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ}(31) سورة مريم،وكل مؤمن فيه من البركة بقدر إيمانه، و"البركة المنوطة ببني آدم، وهي البركة التي جعلها الله -جل وعلا- في المؤمنين من الناس، وعلى رأسهم: سادة المؤمنين: من الأنبياء والرسل فهؤلاء بركتهم بركة ذاتية، يعني: أن أجسامهم مباركة، وهكذا في أهل البيت عليهم السلام الذين باركهم الله سبحانه وتعالى{رحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ }( 73 )هود
وبارك في شجرة الزيتون، قال تعالى: {يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ}(35) سورة النــور، "أي: من زيت شجرة مباركة.. وأراد بالشجرة المباركة: الزيتونة، وهي كثيرة البركة، وفيها منافع كثيرة، لأن الزيت يسرج به، وهو أضوأ وأصفى الأدهان، وهو إدام وفاكهة، ولا يحتاج في استخراجه إلى إعصار، بل كل أحد يستخرجه... وهي شجرة تورق من أعلاها إلى أسفلها. وبارك في ماء المطر لأن فيه حياة لكل شيء، قال تعالى: { وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ }ق9
وجعل بعض الأقوال مباركة: قال تعالى: {تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَة}61 النــور ، وجعل الله -عز وجل- فعل بعض الأمور جالبة أو سالبة للبركة. فالإيمان والتقوى يجلب البركة، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ}96الأعراف، "يعني: المطر من السماء والنبات من الأرض، وكلامه -عز وجل- مبارك أعظم البركة. قال تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ}155 الأنعام، وأسماؤه سبحانه وتعالى مباركة. قوله تعالى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}78 الرحمن
وما يثيره أعداء أهل البيت عليهم السلام أن الرافضة يتبركون بأشخاص عاديين غير الأنبياء ويقصدون بذلك أئمتهم عليهم السلام حيث يصفونهم بالكفرة والمرتدين بزيارة مشاهدهم فهذا كلام وتهريج ليس له أساس عقلي أو علمي وإنما تدفعهم الضغائن والأحقاد على أهل بيت النبي عليهم السلام وعلى شيعتهم.....
منقول بتصرف
تعليق