إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دخانٌ يضرّ بحياء النساء وصحتهن عبير المنظور

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دخانٌ يضرّ بحياء النساء وصحتهن عبير المنظور


    في مشهد غير مألوف في الواقع العراقي ان يلف دخان السجائر والنرجيلة بعض النساء العراقيات ملتهما حياءها وصحتها على حد سواء، ليس في بيوتهن وبين جدرانها المغلقة، وانما علنا في مقاهي نسوية خاصة، واخرى مختلطة، بدواعي الثقافة والتحضر.
    لن نتكلم عن الاضرار الصحية للتدخين فهي معروفة للنساء والرجال معا، ولكن سنتكلم عن الاضرار الأخلاقية -ان صح التعبير-لظاهرة انتشار التدخين النسوي وتأثيرها على المجتمع حاضرا ومستقبلا.
    نبدأ معا بأسباب انتشار هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا العراقي وهي غالبا تقليد المجتمعات الاخرى والانفتاح الكبير على الثقافات الدخيلة فيها، ومحاولة بعض الجهات جعلها وبشكل متعمد ضربا من الحرية الشخصية للنساء وتشجيعها على ضرب اسس تربية مجتمعنا المحافظ الذي كان سابقا يجبر الرجل على اخفاء سيجارته عن ابيه احتراما له ولمقامه فكيف بالنساء؟!
    اضافة الى تصوير التدخين للنساء بانه تحرر من القيود المجتمعية والتي ينعتونها بالرجعية وانه ضرب من التطور والتحضر!!!
    اتساءل اي حرية شخصية هذه واي تحضر واي تطور ممكن ان يأتي به التدخين وهو نوع من الادمان ومجلبة للأمراض.
    ولا يخفى على المتابع سموم الدراما والسينما التي يحقنون بها عقول الشباب عموما والفتيات خصوصا دون وعي وادراك لمخاطر هذه الظاهرة والتي يزيدها عند الشباب بعد الاهل عن احتواء ابنائهم ومتابعتهم جيدا وتوعيتهم بمخاطر التدخين الصحية والسلوكية .
    وحقيقة الامر ان هذه الظاهرة قد تجاوزت الشباب الغر الذي يحاول تجربة كل ما يراه دون وعي منه الى الاعمار التي يفترض بانها مرحلة النضج الفكري فنرى النساء المتزوجات في سن الثلاثين والاربعين وحتى الخمسين يقبلن بشراهة على هذه الظاهرة وبهوس شديد بل والاعجب انها تُمارس بمرأى ازواجهن واسماعهم هذا ان لم يكن زوجها من يهيأ لها النارجيلة ويشتري لها السجائر!!!!!.
    وحل هذه الظاهرة كما ارى يكون على شقين:
    الشق الاول : شق فردي
    واقصد به تربية الوالدين لأولادهم منذ الصغر وغرس القيم والمبادئ والحياء وبالخصوص للفتيات لانه سمة المرأة وجوهرها النقي، ومهما واجهت الفتاة من تحديات ومفاهيم مغلوطة ستبقى محافظة على ذلك الحياء والقيم وعدم تعريض النفس للتهلكة والامراض بسبب ظاهرة دخيلة لا تعود بالنفع لا على الفرد ولا على المجتمع بل بالعكس فهي تجلب الضرر والاسقام اضافة الى الضرر المادي من خلال ارتفاع اسعار السجائر ومستلزمات النارجيلة.
    الشق الثاني: الشق الاجتماعي
    وهو الشق الذي يقع على عاتق الحكومة ومؤسساتها الصحية والثقافية والاعلامية
    من خلال توجيه الاعلام نحو مخاطر هذه الظاهرة وخصوصا للنساء صحيا واجتماعيا
    وبيان مخاطر خذه الظاهرة اجتماعيا بشكل خاص مع حفظ حريتها الشخصية فالافضل للمرأة ان تدخن بين جدران بيتها ولا تتفاخر بذلك على الملأ خارج اسوار بيتها وتفشي خصوصياتها وحريتها الشخصية بشكل مستفز، فالحرية الشخصية لا تعني الانفلات من حدود المجتمع ، بل تتوقف حريتك عندما تتعارض مع حريات الاخرين، فالمجتمع السوي ليس فوضويا بحجة الحرية الشخصية، وهنا يبرز دور مؤسسات الدولة في توجيه المجتمع نحو هذا الفهم وتفعيل دور مؤسسات الارشاد الاسري واحتضان الشباب بفعاليات وانشطة تحرك فيهم الوعي والارادة والعطاء المجتمعي من خلال مؤسسات المجتمع المدني بمحاربة هذه الظواهر الدخيلة وتعديل اعوجاج المجتمع بالموعظة الحسنة وتسخير كافة الامكانيات المتاحة لكل اتجاهات المؤسسات في القطاع العام والخاص لتوجيه الشباب وتشذيب مخاطر تلك الظاهرة، مع الاخذ بنظر الاعتبار التغيرات المفاهيمية في المجتمع الان ومحاولة تصحيح المغلوطة منها بفعل جهات معروفة بصفتها واهدافها في تمييع مجتمعاتنا العربية وغرس ثقافات دخيلة عليه وتغييره شيئا فشيئا مما يسهل تفكيك اقوى دعامة فيه وهو الشباب وخاصة النساء اللواتي يقمن باعظم مهمة في هذه الدنيا وهي صناعة الانسان شكلا ومضمونا، قلبا وقالبا، فكرا وسلوكا، وبالتالي صناعة جيل يتقدم بنجاحه المجتمع.
    وبلحاظ ما تقدم ندرك تماما خطورة ظاهرة تدخين النساء وهي باختصار اغتيال للأنوثة والحياء قبل الصحة والمال.
    =
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X