يرى الكثير من اهل الفكر ان سبب وجود العتاة والطغاة في المعمورة هو غضب الله ، يسلط على الناس شرارهم ويبطل مفعول الدعاء فتجدهم يدعون فلا يستجاب لهم ، ومن هذا المنطلق وجد اهل الظلم المساحة والارضية الملائمة لأشاعة ظلمهم وفسادهم ، وبقدر ما عرف التاريخ حكاماً عادلين ادوا هذه المسؤولية الجسيمة بأمانة واخلاص واستحضروا مراقبة. الله عز وجل بقدر ما برز حكام اخرون استغلوا سلطاتهم وصنعوا مستعمرات للطغيان في البلاد وعاثوا فيها فساداً واستبدادا وظلمًا فجعلوا معيشة شعوبهم ضنكا واستقامت دولهم بقوتهم على الشعب الضعيف ومن ابرز الطغاة الذين دونهم التاريخ ،طاغية بني امية /كليب بن يوسف بن الحكم (الثقفي) ، الملقب (بالحجاج و المبير والمبيد )وايضاً يسمى ابا محمد الحجاج .ولو تمعنا في القابه لوجدنا فيها الكثير من المعاني التي يشمئز الخاطر عند ذكرها ومقارنتها بما فعل .
شارك الحجاج في مقتل العديد من الصحابة والكثير من عامة الناس حتى سمي (بالسفاك)وعندما اقبلت سنة ٧٢هـ ذهب الحجاج الى عبد الملك بن مروان وقص له ما راه في منامه ليكون السبب الاول لقتل (عبد الله بن الزبير) ورجم الكعبة المشرفة بالأحجار وهدمها ونشر الرعب والدمار في بيت الله الحرام .
فتولى حكم المدينة المنورة لمدة ثلاث سنوات حتى اشتكى اهلها من جبروته وطغيانه. وبعد عزله عن حكم المدينة المنورة ذهب الى ارض العراق ودخل الكوفة مرتدياً عمامته رافعا الغطاء عنه وارتقى المنبر وراح يلوح ويقول والحقد بارز في عينيه وقال:
أما و الله فإني لأحمل الشر بثقله و أحذوه بنعله و أجزيه بمثله، والله يا أهل العراق إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها، والله لكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى وانى دعوت الله ان يبلوكم بي فاستجاب الى اخر خطبته التي يتوعد فيها أهل العراق بارزا قوته وجبروته وفخره بنفسه من جراء استحواذ الشيطان على عقله وتفكيره لاتباعه هوى النفس وحب الدنيا .
أن الناظر في التاريخ يجد الظالمين مذكورين بكل مواقف الخسة والفضيحة والقدح، فالتاريخ لن يخلد إلا الأحرار الشرفاء الذين قدموا لدينهم وأوطانهم ومارسوا حياتهم بفهم وثبات ودور رسالي في تربية الأجيال، وتصحيح مسار أفكارهم وغرس القيم الناجحة.
أما اتباع الظالمين ثارهم السلبية نشاهدها في الحاضر
فالقتلة والطواغيت لا قيمة لهم، آثارهم وجرائمهم وسفكهم للدماء التي ما زالت تنزف حتى الآن نتيجة تمدد هذه المدرسة الفرعونية لكثرة ناصريها وداعميها وفي نفس الوقت يقومون بتبجيلها والاستحواذ على عقول البشر الضعيفة بطرق مختلفة وذلك لما يوجد من استراتيجية خطط صهيونية تدرس بطرائق احترافية لنشر هذا الخراب وتعميمه بي اسطر الناس الضعفاء ، وبلا شك لهم نصيب من الوزر والآثم كما لقابيل حتى الآن نصيب من الدم المسفوك.
أعجبني
تعليق
مشاركة