إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( ثقافة الخوف ) ( رحاب سالم البهادلي)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( ثقافة الخوف ) ( رحاب سالم البهادلي)


    أتمنى لو استطيع ان اصنع آلة تُرسل ذبذبات تُظهر الحقيقة للناس وتجعلهم يتواجهون مع ذاتهم ومحيطهم وتنزع منهم شعور الخوف الذي يُشتت انتباههم ويسيطر على ارادتهم، حُلماً بات يُراودوني لكثرة ما أراه من حولي من الأحبة والاصدقاء وما يجري عليهم من هموم ومخاوف تستعبدهم وتستنزف طاقاتهم،
    فبعد ان سيطرت عليهم آفة الخوف وطاقةً سلبية تتحكم في بعضهم من خلال الاكاذيب والأقاويل التي تُنشر بكل الوسائل من أجل فرض ثقافة الخوف وقتل الذات، من خلالها يتم التحكم بِهم وسلب الأمان من قلوبِهم وقد تترك بصمة مخيفة في حياتهم وتستدرجهم إلى قاع بئر مظلم، ثقافة استُخدمت في حروب نفسية منذ القدم، والعجيب أنه قد تم تطوير الاساليب فيها وقد تفننوا بنشرها واستقطاب الناس اليها وجذبهم لاستقبالها وتقبلها، ثقافة تفاقمت وانتشرت بشكلً موسع، عدوا خفي استطاع ان يصنع سلاح مُدمر يُسيطر من خلاله على مشاعر الناس وزرع الذُعر في نفوسهم بشتى التوجهات والمعلومات، فكلمة ممكن ان تُدمر وتهدم وتستنزف طاقات وتتحكم بتوجهات وتترك أثر في عمق الإنسان،
    ومانحن إلا بشر خُلقنا ورقة بيضاء خالية تُملأ مع مرور الوقت، فمن الكاتب وماسيكُتب بها،هل افكارٌ شيطانية؟ ام اذكارٌ رحمانية؟،هل ثقافة قرآنية تبعث الراحة و الطمئنينة ام ثقافة موسوسة مسمومة تجعُل الانسان يسُقط أرضاً كُل ماحاول النهوض وتجعل منه آله يتُم التحكم بها من خلال مخاوفه وجرفه إلى ما هو مجهول؟ وقد تجعل له ذريعة وعذر الأعماله القبيحة في المستقبل، من المسؤول عن هكذا ثقافة ومانوع هذا الخوف هل هو مُفتعل ام فطري سؤال مُحير بل مخيف؟
    والسؤال الأهم ما المُراد من هذا كُله ومن المستفيد؟، و إذا ماتحدثنا عن الخوفِ ذاته الذي أفلح علماءٌ كُثر من قبل في قراءةِ نِسَبِته عبر هرمون الأدرينالين ونبضات القلب المتزايدة والتعرّق وحرارة الجسد..ام إنّنا نتحدث عن الخوفِ الفطريّ الذي يولَدُ كجزءٍ من إنسانيّتنا كالخوفِ من المرتفعاتِ أو المياه العميقةِ وقد يتغلب الفردُ عليها إذا ما وجدَ النمط الصحيح والعناية به وتبسيط الأمور فمثل هذا الخوف نستطيع استدراكه، لكن هناك خوف من نوع اخر يتم نشره في كُل مكان، بطرق مخفية والناس بكُل جهل يُستقطبون له وينغمسون في هذه الثقافة ويتم التحُكم بِهم من خلال مخاوفهم التي تم زرعها ببذرة مسمومة، لذلك اقول. يقع على عاتق كل إنسان واعٍ ان يُجاهد في مثل هكذا ظروف ويُساعد من حولهُ بنشر وإبراز الحقيقةَ له والاخذ بيده لمواجهة مخاوفهِ، وهذا واجبٌ على العائلة بالدرجة الأولى والمدرسة ورجال الدين والكُتاب والمثقفين ويجب التركيز على فئة الشباب والمراهقين، وهنا يأتي السؤال الأكبر في هذه النقطةِ العصيّة، هل يستطيعُ الفردَ كسرَ مخاوفه المتعددة؟ وتغيير شكل حياتِه من الداخلِ وأن يتحدى الخوف ويحررُ نفسه من خطر انفجار موشك؟..
    اما أن يمرّ الإنسانُ من هنا سالماً معافى، أو يكون قادراً على مواجهةِ الخوفِ بمعارك مختلفةٍ دونَ أن ينكسر كالخوف من مستقبله أو حياته الزوجية والاجتماعية وحتى إتجاهاته الدينية والسياسية ،أو المجهول الذي سيأتي وحتى خوفه من الحروب الدائرة في محيطه والتعامل مع الأمور بعقلانيّة لا تخلو من الحيطة والحذر لكنها لا تمس التنازل للخوف والوقوع في شركِه، أو أنْ يظلَّ أسيرَ المخاوفِ لتصيرَ حياته جحيما حقيقياً فأقلُّ تُسارعٍ في نبضات قلبهِ قادرٌ على إشعاره بأنّه قاب قوسين أو أدنى من الموت، الكثافةَ الحقيقية لسوداويّة تكمُن في التخبّط الذي يجعلنا مختلفينَ تماماً على جانبيَ ذاتنا..في داخلنا خوفٌ حقيقيٌ وفي الخارجِ صلابةٌ زائفةٌ وما بينهما يكسرُ الإنسان، والسر يكمن بالمواجهة، على الانسان ان يواجه ولايخاف ويستعن بالله وانصر الحق والبحث عن الحقيقة والتعرف عليها وتمسك بها تنتصر إن شاء الله وهُنا سيجد الانسان ذاته وياخذ حُريَته ويتغلب على مخاوفه فيعم في داخله السلام والطمأنينة،
    أعجبني
    تعليق
    مشاركة


    اكتب تعليقًا...

    نشط
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X