النجاة هي السلامة والإسعاد، والناجي عن كتاب صاحب العين: هو السريع. والنجاة من النجوة، أي الارتفاع من الأرض، وللنجاة مسالك يسدها الشرك، وأسباب يرتقي بها الإنسان للنجاة، والدين هو طريق النجاة من العذاب الى النعيم، وقال تعالى: (فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا)، فنجد أن الله تعالى عقد معنى النجاة بالرحمة، والقرآن الكريم يوصف بالحكيم؛ لأنه دليل على الحق كالناطق بالحكمة، والمؤدي إلى المعرفة التي يميز بها طريق الهلاك من طريق النجاة، ويوجب التوكل على الله بالنجاة من كل محذور والفوز بكل سرور.
وذكرت النجاة في مواقف كثيرة منها: طلب قوم موسى التخلص من الاستعباد الفرعوني، وطلب قوم نوح بالركوب في السفينة، والوارد في قصة نبي الله نوح أن سفينة النجاة أعدت للمؤمنين قبل شروع الطوفان، وكان عند النبي نوح العبادة طلب النجاة: (إِني أَعُوذُ بكَ أَنْ أسْأَلَكَ مَا ليسَ لِي بِهِ عِلمٌ)، ولا يمكن النجاة من عذاب الله إلا بطاعته سبحانه تعالى، وقال الإمام الصادق (ع): إن النبي (ص) سُئل: ما النجاة غداً؟ فقال: إن النجاة أن لا تخادعوا الله فيخدعكم، فأن من يخادع الله يخدعه، والمبلسون: الآيسون من النجاة...
وقد وردت روايات كثيرة عن النبي (ص) في مصادر المسلمين، تعبر عن أهل بيته (ع) بالأئمة الهادين وحملة الإسلام بأنهم سفينة النجاة، وعن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) عن آبائه (ع): قال رسول الله (ص): من أحب أن يركب سفينة النجاة، ويستمسك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبل الله المتين، فليوالِ علياً بعدي، وليعادِ عدوه، وليأتم بالأئمة الهداة من ولده، فأنهم خلفائي وأوصيائي، وحجج الله على خلقه من بعدي، وسادة أمتي، وقادة الأتقياء إلى الجنة، حزبهم حزبي، وحزبي حزب الله، وحزب أعدائهم حزب الشيطان. (الأمالي: الشيخ الصدوق ص70).