تويت
قبل دخول أي درس أدرك تماما ان موضوع الامام المهدي عجل الله تعالى مخرجه الشريف من الامور الصعبة على عقول الشباب ، كونها ترتكز على الغيبيات ولذلك كنت لا أهيئ لهذا الدرس منهجا او خطة وانما اترك المحاورة مفتوحة ، أرسم لهن ابتسامة الرضا ، وأبين لهن ان اهم خصائص هذا الدرس هو الاجر والثواب والعلم والمعرفة ،وترسيخ روح الولاء ، رفعت الايادي تستأذن الكلام ، احدى الطالبات تقول :ـ بعض مقدمي البرامج في الفضائيات الدينية يقولون بان موضوع المهدي عجل الله تعالى فرجه هو من ابتكار عقولهم وان لاحقيقة لديهم ولا يستطيعون ان اثبات وجوده ، / ارفع نظري وانظر اليهن لأعرف حجم الاستعداد النفسي وقبول الدرس ، قلت :ـ اولا لنعّرف الامام عليه السلام عند الشيعة ، ابتسامة القلب مرسومة على الوجوه بكل وضوح ، :ـ علماء الشيعة أجمعوا على ولادة الامام المهدي المنتظر ، وهو الامام محمد بن الحسن العسكري ولد في سر من رأى ، أي سامراء ليلة النصف من شعبان سنة 255 هجرية وأمه مليكة ، المعلومة غريبة على الطالبات فهن يعرفن ان الام المباركة اسمها ( نرجس ) قلت مؤكدة :ـ ان اسمها مليكة وهي ابنة يشوعا بن قيصر ملك الروم ، لقبها الامام عليه السلام ( نرجس ) ، أما علماء ابناء العامة يوجد خلاف كبير بينهم ، قلت :ـ لابد ان تقف أمام هذه المعلومات بتأمل ونراجعها في البيت قد يكون هناك سهو في الذاكرة ، اذن في البيت انتن مطالبات بالمراجعة وتدقيق المعلومات ، ، فهناك خلاف كبير بين علماء ابناء العامة ، الطالبات ينظرن بدهشة وكأنهن لأول مرة يسمعن بوجود الخلاف حول شخصية المهدي المنتظر عليه سلام الله ، اغلب علماء ابناء العامة كانوا يكتبون خلف اسمه عجل الله تعالى فرجه أي يدعون الله بالعجل لتأكيد نصرته ، ومنهم الحافظ بلاذري الذي كتب انه قابل الامام والحافظ البغدادي أقر بما أقرت به الشيعة ، ومن المشهورين جلال الدين الرومي ،، وعلماء ابناء العامة الذين آمنوا ينتمون الى مذاهب متنوعة منهم الشافعي مثل الكنجي والمالكي مثل ابن الصباغ ومنهم من الحنابلة مثل أبن الخشاب وأبن نصر البغدادي والذي كان يراه البعض انه من المذهب المالكي وابن الجوزي والمولى حسن الكاشف كتاب ( روضة الاحباب ) وأبن خلكان في تأريخه والحافظ الشافعي في كتاب ( شعب الايمان ) والسيد أحمد بن دحلان وابن حجر بالصواعق وأبن الأثير ، رفع الايادي للتعقيب هو من أجمل المشاهد التي تمر على كل معلم ومعلمة ، السؤال الذي توجه من الطالبات بصيغ مختلفة هو:ـ هل نكروه انكارا كاملا ام كانت لهم معارضات لا تمس جوهر الانتماء ؟ قلت :ـ البعض نكروا ولادته وهو مؤمن به لكنه يعتقد بولادته في آخر الزمان ، وهناك قسم آخر يقر بولادة محمد بن الحسن ولكنه لا يقر بإمامته ، قالت احدى الطالبات معقبة أكثر من مرة قال لي أبي ان لدى علماء ابناء العامة مؤلفات كثيرة عنه ، قلت عليكن البحث عن الكتب التي كتبت عنه من قبل علماء ابناء العامة ، وهي كثيرة لا يمكن ايجازها في حصة ، الترمذي ینقل اصل الرواية عن رسول الله (ص)«افضل العبادة انتظار الفرج» . - كتاب الدعوات ، في انتظار الفرج .اصحاب الصحاح ایضا ذکروا فی حتمية خروج المهدي (ع) - سنن الترمذي وكتاب الفتن سنن ابي داود ، كتاب المهدي ، - نزول عيسي ( ع ) و امامة الإمام المهدي ( ع )، ران الصمت لبرهة وكأنهن يسترجعن المادة في تفكيرهن ليستوعبن الدرس ، سألت احدى الطالبات :ـ لماذا هذا الكتمان عن ولادته ؟ هل كان الامر خطر الى هذا الحد اجبتها :ـ رغم خطورة الموقف ووجود حملات مداهمة كانوا انصار الامام جميعهم على علم بالولادة وهم يعرفون ان الحكومة تتربص لقتله ، حالتان يجعلاني في قمة السرور الاولى ان جميع الطالبات يناقشن بحماس من اجل المعرفة وليس للتظاهر المعرفي ثانيا هن يدركن جوهر القضية يعرفن ان الائمة عليهم السلام كانوا يمهدون للغيبة ويعودون المؤمنين على التعامل الغير مباشر عن طريق الوكلاء وكانوا يركزون على وجود النواب نواب الامام رضوان الله عليهم، ولابد ان يدرك الجميع ، ان خلفاء بني العباس لديهم معرفة كاملة بظهور المهدي لذلك كانوا يترقبونه هذا الترقب كان يحمل الامام الحسن العسكري مسؤولية ان لا يحدث ما حدث في زمن موسى عليه السلام حيث بقر بطون الحوامل وقتل كل وليد ، ومن اهم الاجراءات التي اتخذتها السلطة هو سجن الامام الحسن العسكري حيث قضى اكثر مدة امامته في سجن الخلفاء العباسيين ، انتهت الحصة والايادي ما زالت مرفوعة
تعليق