. كانت لفظة الأدب تعني قديماً : تعويد النفس على ما يتحسن من العادات وانماط السلوك ، وفي العصر الأموي أصبحت تعني التثقيف ، فسمي معلم أبناء الخلفاء والأمراء والأشراف ومربيهم بالمؤدب.
هناك كثير من المفاهيم والتعريفات لأدب الأطفال فهو خبرة لغوية في شكل فني ، يبدعه الفنان خاصة للأطفال فيما بين الثانية والثانية عشر أو أكثر قليلاً يعيشونه ويتفاعلون معه فيسقهم المتعة والتسلية ويدخل على قلوبهم البهجة والفرح وينمي فيهم الاحاسيس بالجمال وتذوقه ، ويقوي تقديرهم للخير ومحبته ، ويطلق العنان لخيالهم وطاقاتهم الإبداعية ، وينمي فيهم القدرات او هو النتاج الأدبي الذي يتلاءم مع الأطفال بمستوياتهم واعمامهم وقدرتهم على الفهم والتذويب في ضوء طبيعة العصر وما يتلاءم مع المجتمع الذي يعيشون فيه ، ولا يمكن ان نبحث عن أدب الطفل بالصورة التي يعرضها هذا العصر ، فكل عصر له سماته وله طبيعة وله ذوقه وأسلوبه
فإذا كان الأدب عامة يعد نافذة الروح على قل العوالم فإن لأدب الأطفال أهمية خاصة في ترسيخ القيم والمعارف وإطلاق الخيال وصقل شخصية الطفل للدور التثقيفي والتربوي ، الذي يقوم به ، وبما ان الطفل يتمثل أدب الطفل بالقصة على أنها الحقائق ، فهو يذعن لها ويتماشى مع ابطالها ، ولو تعرضن لتجربة متماثلة ، تشبه تلك التي يقرأ عنها ، فأنه سيتصرف كما البطل في القصة
وأن أدب الأطفال كان في التاريخ يعني هو ما يرويه الأب لأطفاله من قصص من مغامراته والصعوبات التي كان يواجهها من برد وحر وغيرها ، ومواجهة الحيوانات المفترسة ، ثم تطور هذا الأدب ليتحدث الأب فيما بعد عن المزروعات ، وبعد تشكل القبائل ظهر لون جديد من أدب الطفل ، وهو قصص عن الشجاعة والحروب والفروسية ، ونتيجة لطبيعة الحياة القاسية في العصر الجاهلي ظهرت القصص والأساطير والخرافات وعندما جاء الإسلام بدأ أدب الأطفال ينحو منحى جديد ، إذ ركز قصص الاسم التي أوردها القرآن الكريم وما يتطلبه الدين الجديد( ) وقد اتسعت دائرة الأدب وتنوعت الظاهرة الأدبية بفضل التطور والصيرورة والتحول والرؤية الابداعية إذ تنوعت أهدافه وكثرت مشاربه ، وتعددت اطره ، وظهر فيها ما ينتمي إلى صنف الأطفال وقد حاول النقاد تمحيص أدب جديد وهو أدب الأطفال ، وقد عرفه الفيروز آبادي بأنه : (( الأدب محركة الظروف وحسن التبادل أدب كحُسن أدبا فهو أديب)
يتمتع مصطلح أدب الأطفال - خارج الدوائر الأكاديمية - بمعنى شائع وبسيط إلى حد كبير فمن الصحف ووسائل الإعلام الأخرى إلى المدارس والوثائق الحكومية ، من المفهوم أن المصطلح يشير إلى المواد التي يكتب لكي يقرأها الأطفال والشباب و ينشرها ناشروا كتب الأطفال ، وتعرض وتخزن في الاقسام الخاصة بكتب الطفل أو اليافعين بالمكتبات العامة ومتاجر بيع الكتب ، وأن هذا المصطلح بالنسبة لمن يبحثون في أدب الأطفال ، ويدرسونه مملوء بالتعقيدات ففي واحدة من أكثر الدراسات المثيرة ( جاكلين روز ) وكان روز تشير إلى طبيعة والعلامة بين الكبار والأطفال في قصص الأطفال وتناول مخاوفهم إلى جانب القضايا الأخرى( ) .
وقد نما أدب الطفل العربي نمواً واضحاً بين السبعينات والتسعينات ، وأصبح الباحث قادراً على أن يعثر في كل دولة عربية على رصيد مقبول من النصوص الأدبية ذات المستوى الفني الجيد ، وهذا الأمر يدعو إلى التفاؤل بمستقبل الطفل في الوطن العربي ، ويعزز هذا التفاؤل شيء آخر ، هو حرص النصوص الأدبية على القيم الإيجابية حتى أنه يصعب العثور على نص عربي للأطفال ، ليس فيه قيمة وطنية أو قومية أو اجتماعية أو أخلاقية إيجابية .
يظن بعضهم أنه إذا اضفنا كلمة الإسلامي إلى الأدب ، فإننا نقيده ونشل من حركته الإبداعية والجمالية ، ويؤدي إلى تكبيل الجانب الوجداني ، ويحوله إلى أوامر ونواهٍ ومواعظ ، لكن الأمر على العكس ذلك لأن الذين يكتبون في أدب الطفل الإسلامي سوف يلتزمون بكتابة القواعد الأدبية من الجوانب الفنية ويجمع معظم الدارسين على ان ادب الاطفال القائم اليوم في ضوء الأطر الفنية والشكلية و مراعاة الحالة الاجتماعية والنفسية وغيرها ، هو ادب مستحدث وفرع جديد من فروع الادب الفنية ، يمتلك خصائص تميزه عن ادب الكبار على الرغم من ان كلامها يمثل اثاراً فنية يتحد فيها الشكل والمضمون واذا أريد بأدب الاطفال كل ما يقال اليهم تعهد توجيههم ، فانه قديم قُدمَ التاريخ البشرى اذ وجدت الطفولة( ) .
وادب الاطفال هو ادب واسع المجال ، متعدد الجوانب ، متغير الابعاد لاعتبارات كثرت قبل نوع الادب نفسه ، والسن الموجه اليها هذا الادب وغير ذلك من الاعتبارات فأدب الطفل لا يعني مجرد القصة او الحكاية النثرية او الشعرية وقد يشمل المعارف الإنسانية كلها، فعلى مبدعي أدب الأطفال أن يستفيدوا أو يستنيروا من جميع العلماء ، ليكتشفوا كل ما يحيط بالطفل ويؤثر عليه.