الحياة مواقف والتأريخ له لسان والذاكرة المثقفة اليفة الحقائق التي عاشتها الأمة طوال تاريخها ، وعنوان فلسطين لنا لم يكن من العناوين الاعلانية ولا حتى الاعلامية بل العنوان مصداق تاريخي لما سطره العرقيون من ملاحم بطولية منطلقين من جهادية الدين وفتوى المرجعية ، دائمة الحضور يقول التأريخ ان الشيخ أمين الحسيني كان مفتي فلسطين عام 1931م طالب بتشكيل مؤتمر اسلامي موسع عقد في القدس في نفس السنة وشاركت المرجعية الدينية مشاركة فاعلة وبارزة في المؤتمر ، حيث انتخبوا آية الله الشيخ محمد حسن آل كاشف الغطاء ممثل المرجعية الدينية عضوا في اللجنة التنفيذية للمؤتمر ، هذه المقدمة من كتاب باحث عربي أردني ( حسام عبد الكريم) وأن لم يذكر هو المصادر التي استقى منها معلوماته فنحن نضيفها اليه ، كتاب لمحمد مهدي كبه ــ مذكراتي في صميم الاحداث ومجلة الغري 1964 م والدكتور صلاح عبد الرزاق وكتب الدكتور رزاق مخور الغراوي في موقع كتابات في الميزان وما كتبه قدة علماء شيعة وعرب ، ووجدنا عشرات المصادر التاريخية ، الباحث حسام عبد الكريم كان منصفا في سرد احداث التاريخ ، جاء في كلمته واصدر الشيخ كاشف الغطاء فتوى شرعية بتحريم بيع الاراضي في فلسطين لليهود ، واعتبر مساعدة اليهود حرب على الله والنبي ومخالفة الاسلام وبعد انتهاء المؤتمر تجول في انحاء فلسطين واستمر متابعا للأحداث ، وفي عام 1938م أصدر فتوى بالجهاد لتحرير فلسطين جاء فيه (أصبح الجهاد واجبا على كل انسان ، وأني ضمين لمن يلتحق بمجاهدي فلسطين انه كالمجاهد مع النبي في بدر ، تابعت الكثير من المصادر التي كتبت عن هذه الفترة فوجدت ان الاستاذ حسام عبد الكريم قد جد وثابر في جمع المعلومات بحثا عن مصداقيته فيما يكتب ونحن العرب بحاجة الى مثل هذه الطهر ، فهو تابع الموقف الشيعي للمرجعية الدينية من جميع جوانبه اذ اصدر في هذه الفترة المجتهد الشعب الكبير السيد محسن الأمين من الشام فتوى موجهة الى العالم الاسلامي لتأييد ثورة وجهاد الشيخ عز الدين القسام في فلسطين سنة 1036 يقول فيه ( لا تطيب الحياة لحر يضام اهلوه ) وعندما أصدرت الامم المتحدة قرار تقسيم فلسطين واقامة دولة يهودية سنة 1947 م أصدر آية الله السيد أبو القاسم الكاشاني من ايران بيانا احتجاجيا معترضا على توطين اليهود وتقسيم البلاد ، وأصدر خطابا يفتح باب المساهمة بكل الطاقات ، وفي اعقاب حرب 1967 م وجه زعيم الحوزة العلمية في العراق السيد محسن الحكيم رسالة طويلة الى مؤتمر العالم الاسلامي الذي انقذ في الأردن ، دعا فيه زعماء المسلمين الى تحرير القدس وتطهير فلسطين من الاعداء ، وبعث رسالة الى رئيس الجمهورية العراقية عبد الرحمن عارف والمرجع الديني ابو القاسم الخوئي بعث رسالة الى الحكومة الايرانية يطالبها بقطع العلاقة والمرجع الديني شهاب الدين مرعشي بيانا أبدى فيه تأثره من هزيمة حزيران 1967هـ وطالب بقطع العلاقات والمحافظة على الوحدة ومواقف المرجعية الدينية في جميع محطات المواجهة كانت حبة فاعلة ، عند حادثة حرق المسجد الاقصى 1969 م واعلان لمرجعية الشيعية التأييد لشامل للكفاح الفلسطيني واجاز صرف الزكاة وجميع الحقوق الشرعية والتبرع بها للفدائيين الفلسطينين ، وفي الخلاصة انصف هذا الرجل حين قرأ التاريخ الذي حاول الجناة التستر عليه ، علماء الشيعة ومراجعهم كانت لهم دائما مواقف داعمة للحق الفلسطيني ولهذا أرى من حقي كمسلمة وفي مجلة صدى الروضتين الغراء الصادرة من العتبة العباسية المقدسة ان أرفع صوتي وأردد ( فلسطين لنا ) وأعتقد ان التمسك بها تحل الأزمة في العراق ،