تويت
الله يعطيك.. وانتهى الموقف بهجوم شديد، فقد ظن ابني الصغير أن الرجل متسول... نظرت اليه وإذا به رجل ضرير، يقف محتارا، له وقار وهيئة نظيفة لا تدانيها فكرة كونه متسولا... وهكذا رحت أتدارك الموقف أخذت بيديه، وأنا أقول له بلهجة ودودة: تفضل ياعمي استرح قليلاً، وأنا بخدمتك!
جلس الحاج يلفه صمت عميق، وحزن كبير، وسألني: هل أنت كربلائي؟ أجبته: نعم ياحاج، بيتنا في كربلاء، وأنا أعمل في بغداد منذ خمس سنين شعرت به يبكي فترة صمت طالت قال بعدها: يابني أنا صاحب حاجة جئتك أقصدك لا أقصد سواك وأنا مستعد أن أدفع كل ما تطلبه مقابل هذه الخدمة، فلم يترك لي هذا الرجل الذي حيرني سوى أن أقول له: انا بخدمتك تفضل حاج ما القضية؟ كل ذلك لأفهم ماذا يريد...
قال ياولدي: انا رجل وحيد لا أملك في هذه الدنيا أحدا فقد سمعت قبل أيام أن ضريراً أكرمه الله تعالى بشفاء بصره في مرقد الامام الحسين عليه السلام وأنا أريد الذهاب الى الحسين عليه السلام لألتمس منه البصر... قلت له: هل أنت واثق انه سيشفيك؟
قال: الله عز وجل سيشفيني بكرامة سيد الشهداء عليه السلام...
كررت السؤال: هل سيشفيك؟ فأجابني: من يشفي الآخرين فهو قادر على شفائي... وسالت حينها لا أدري دموعي أم دموعه...
قلت له: ياحاج في أي يوم تشاء سآخذك معي الى كربلاء، فقال: سأختار يوم ميلاد الحسين عليه السلام، هو يوم مبارك أتقرب به الى الله تعالى فصاح: يارب عليك بجاه الحسين.. يارب عليك بهذا المبارك..
فكان يصيح وأنا أشعر بأن الضريح يهتز ليجيبه.. شعرت أن الارض ترتفع لتلد الارض في هذه اللحظة يصيح: ياحسين آه لو أبصرت لحملت كل مرضى العالم الى قبرك المبارك.. فبكى فرحاً وهو يصرخ: هل ترى يا أخي هذا هو الحسين...
أعجبني
تعليق