في صحراء قاحلة،ووحدة قاتلة، بين عروق الطريق تعرج صدى وحدتي إلى سماء قلبي السابعة، ذراتي تغفو في عتمة حالكة لا نور يُضيئها ولا أنس يسندها،
لطالما كُنت أشعر بأني مُختلف لا يجدر بي أن أكون غار عادي يجب أن يتسلل اليقين بيني وبين الحياة.
قطع حبل أفكاري قرع خطوات قريبة تمددت البركة فوق بساط ترابي واتسعت كل صخرة كان يمتلكها الضيق في أحشائي، زارني وكأن الدماء انتثرت غبار بين اوردتي، كُنت اتعجب من تفكره في كل شي وصمته الذي يقضم روحي مرة أصيب بالهلع ومرة أخرى أشعر بالاطمئنان ، أعتادني أول الامر لتقريب المعنى أعتدته أنا، بقيت عدة شهور والأنس يمسح خصلات شعري الترابية نامت السكينة فيّ.
كلما زارني تهللت اجفاني تلاشت عتمتي بالعبادات لم يكن شخصًا عاديّا كان نهرًا من البركة والعبادة كل جزاء فيّ يقف بالقرب منه ويتعبد خلفه ويردد في خشوع بعيدًا عن الشتات والسهو..
وفي أحد الأيام قاطع خلوته نور تجلى غاص في جوفي اقترب منا همس بصوت قوي وقال إقرأ ردّد العابد ما أنا بقارئ فاحتضنه الزائر بقوة حتى شعرت بأن الجهد قد بلغ روحي وتناثرت رمالي تعرقًا وخوفً رددها ثانيًا إقرأ قال ما أنا بقارئ احتضنه مرة اخرى وتزايدت النبضات فقال له ثالثاً إقرأ قال ما أنا بقارئ تمنت الحروف العربية حينها لو أنها سجدت تحت قدمية ليقرأ ما يُريد منه أن يقرأه
وبعد المرة الثالثة قال لهُ
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ..
واختفى فجأة دون أن يعرف عن نفسه، كُنت أنا الشاهد المتفاجئ والخائف على رجل راحتي الذي اعاد لي النور بعد العتمة ، أخذ نفسه ومضى وهو يرتجف من شدة الألم والخوف..
كانت تراودني فكرة أن أكون لهُ ذراع يحتضنه ويلملم رجفته المسيطرة ولكني أدركت بأني غار لا أملك يدين، ولكني أصبحت شاهدا على أعظم رسالة في الكون، ويوماً بعد يوم أصبحت أنا الذي يسكن المنفى في غيابه وامتلك الوطن حين يعود
رتلت معه الآيات وتهجدت معه في الدعوات
واسقط جذع الخوف والوحدة في نهر الأمل والايمان
ومن ذلك الزمان وانا عظيم بعظمة ارتباط أسمي باسمه
&&&&