اللهم صل على محمد وآل محمد
﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُم﴾. فالله سبحانه يكافئ الواجدين للهداية من أهل السلوك والعمل، ومكافأتهم هي هداية أيضاً، وتكون حركته علىٰ نحو الجذب، حيث يشعر في باطنه أحياناً برغبة تجعله مجذوباً نحو العمل الصالح.
وتارة يجعل الله بهدايته التكوينيّة قلوب الناس تميل الىٰ المؤمن كجزاء ومكافأة له: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمٰنُ وُدّا﴾ وعندها يكون المؤمن محبوباً لله وكذلك محبوباً لخلق الله، ومن هنا فإنّ عباد الله المحبّين له يدعون له ودعاء القلب المحبّ مؤثّر.
إذا اختار أحد طريق الضلالة والعمىٰ بعد البصيرة والهدىٰ: ﴿فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَىٰ الْهُدَىٰ﴾ وواجه دين الله بالغطرسة والتكبّر وبعد امهاله مدّة كي يتوب لكنّه استمرّ في عناده ولم يتب فحينئذٍ سيُسلب منه توفيق فهم الآيات الإلٰهيّة وقبول الحقّ: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ﴾ وسيُعيّن له رفيق دائميّ ويُعهد إليه بولايته ﴿وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِين﴾.
----------------------
تفسير تسنيم ج 1 ص 533/ باختصار.
تعليق