علي حسين الخباز
:ــ الشهادة استحقاق، كان يرددها دائمًا، يا سبحان الله هل هذه صورته؟ هذا يعين أن للشهادة اشعة وهّاجة في جبين الشهداء منذ ولادتهم، يقول حسين: عندما يُولد شهيد يبصم الله على جبينه نور الشهادة، سأله أحدهم: من اين لك هذه النظرية؟ أجاب: هي حقيقة استمددتها من مولد الحسين (عليه السلام).
ليس اعتباطا ان يخبر جبرائيل (عليه السلام) النبي (ص) باستشهاد الحسين يوم مولده, قال لي: أمه صوّرته تتكلم، هو دائما يتكلم معي يحدثني عن كل شيء، ربما شعر أولادها بالارتباك؛ كي لا احكم على امهم بالهذيان.
قلت: نعم، هي تتحدث اخذت مني الصورة، وهي تقول لي: انظري ابنتي انه فرحان بوجودك معنا, ليس لكونك صحفية، بل لكونك ضيفة في بيته. قلت: أتدرين ان الصورة تثير البهجة في النفس يا أم؛ لأني أرى فيها رجلا من اهل الله, الشهداء يا ام هم اهل الله، أتدرين يا حاجة انا اقدر ان اقرأ كل شيء في صورته، واستطيع ان احاورها واتحدث معها.
قالت لي الصورة: انه ولد في الموصل حي الكراج الشمالي، قال اخوته باستغراب: نعم، انتبه الاب لي وهو يقول وبعد؟ وفي سهل نينوى كان المستقر القسري، يقول الشهيد حسين: ما دامت راية الحسين ترفرف عاليا فوق رؤوسنا اشعر أننا بخير، منها نستمد العزيمة وروح الحياة ليست كلمات تُقال بل طفّ عشناه، في (خزنته المنكوبة) بسيارات مفخخة، لماذا يسمونك أبو هيهات؟ هل تعرفين معنى (هيهات منا الذلة)؟ نحن ما ذبحنا احدًا لهويته، او فرضنا عداء لانتمائه, هيهات منا الذلة يعني انا لم نتجاوز على جار او ضيف، ذبحوا ضيوفهم، ويسألونني عن هيهات!
يقول الشهيد حسين: هيهات لا تجيد التفخيخ والقتل، هيهات لا تريد الموت لأحد بل هي الحياة لكل الناس، ولهذا كانت حيطان الصد أولى من الكلية، اسألي امي، الكثير من دلائل الشهادة كنت احملها في طفولتي وصباي, أتعرفين وانت ضيفة بيتي ان الابتسامة بوجه الناس هي التفسير الأقرب لمعنى هيهات، والطيبة ومساعدة الفقراء والسعي لخدمة الناس ومشاركة الأصدقاء والشعائر الحسينية والزيارة كلها وليدة الهيهات.
قلت: يبدو انك تعشقها؟ قال: هي حياتي كلها، كنت دائما احدث المقاتلين وجودكم في الجبهة هي الهيهات، ووجودك الان في بيتي هو الهيهات والا كنت اجريت اللقاء مع ابن سلطة وابن ثراء فيه ربح وتكريم ونثار مواعيد. قال هل تعرفين اني مت مرتين، الأولى ذهبت مع مجموعتي لرصد تحركات احد القناصين، فأصبت بعبوة ناسفة حملتني الهيهات من المستشفى الى الجبهة، قلت للطبيب المعالج: عذرا انا ما جئت انام لذلك دعني اذهب لا اريد إجازة تبعدني عن الجبهة.
قالت الأم: كان يقول لي: إن مقاتلاً في الطف اسروا ابنه، فقال له الحسين: اترك القتال واذهب لنجدة ابنك؟ فأجابه وهو يبكي: انت اهلي يا حسين.
يا امي، الحسين (عليه السلام) معنا في الجبهة نراه في قلوبنا وعيوننا، كلما يقع شهيد، يذهب اليه يجلس عند رأسه يقبله يحمله الى مرتقاه, لذلك ادركنا ان الشهداء لا ينامون.
قولي لأهلي قبل ان تحرري اللقاء: انا بخير وفرحان جدًا؛ لأني ذهبت الى الله وانا صائم في آخر يوم رمضان، فكانت (عيديتي) لقاء مولاي الحسين (عليه السلام)، وعليك ان تعرفي ان لقبي عند الشهداء (أبو هيهات).