بسم الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
يقول ابن تيمية في كتابة درء تعارض العقل والنقل ج 3 ص 329 :
ومن المعلوم لمن له عناية بالقرآن أن جمهور اليهود لا تقول إن عزير ابن الله ، وإنما قاله طائفة منهم ،
كما قد نقل أنه قال فنحاص بن عازورا ، أو هو وغيره .
وبالجملة ، إن قائلي ذلك من اليهود قليل ، ولكن الخبر عن الجنس كما قال:الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم . فالله سبحانه بين هذا الكفر الذي قاله بعضهم وعابه به . فلو كان ما في التوراة من الصفات التي تقول النفاة إنها تشبيه وتجسيم فإن فيها من ذلك ما تنكره النفاة وتسميه تشبيهاً وتجسيماً بل فيها إثبات الجهة ، وتكلم الله بالصوت ، وخلق آدم على صورته وأمثال هذه الأمور ، فإن كان هذا مما كذبته اليهود وبدلته ، كان إنكار النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لذلك وبيان ذلك أولى من ذكر ما هو دون ذلك !
فكيف والمنصوص عنه موافقٌ للمنصوص في التوراة ! فإنك تجد عامة ماجاء به الكتاب والأحاديث[في الصفات]موافقاً مطابقاً لما ذكر في التوراة !!
وقد قلنا قبل ذلك إن هذا كله مما يمتنع في العادة توافق المخبرين به من غير مواطأة وموسى لم يواطئ محمداً ، ومحمد لم يتعلم من أهل الكتاب ، فدل ذلك على صدق الرسولين العظيمين وصدق الكتابين الكريمين).
المصدر المكتبة الشاملة
[ درء التعارض - ابن تيمية ]
الكتاب : درء تعارض العقل والنقل
المؤلف : أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس
الناشر : دار الكنوز الأدبية - الرياض ، 1391
تحقيق : محمد رشاد سالم
عدد الأجزاء : 10.
تعليق