بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياة الامام المهدي عليه السلام بين الناس..
من الأمور الواضحة والتي لا تخفى على ذي لبّ في أنّ الامام المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف هو موجود بيننا ويعيش حياة طبيعية كما يعيشها الناس..
والدليل على ذلك هو الدعاء المعروف بدعاء الحجّة الوارد عن الامام نفسه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، وهو ((اللّهمّ كن لوليك الحجّة بن الحسنِ صلواتك عليه وعلى آبائه، في هذه الساعة وفي كلّ ساعة، ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تُسكنَه أرضكَ طوعاً وتُمتّعه فيها طويلاً)) (مصباح المتهجد للشيخ الطوسي: ص630)..
ولعلّ البعض يتساءل ما هي الصلة بين الدعاء وحقيقة وجوده الشريف بين الناس؟؟
فنجيبهم بأنه بأدنى تأمل في الدعاء الشريف يمكنهم التوصل الى ما يسألون عنه، وهو انّ فيه الدعاء للامام عليه السلام بالتولي من قبل الله تعالى والحفظ والقيادة والنصر والدليل والعين له طوال حياته الشريفة..
فيُفهم من هذه العبارات بأنّ من لم يكن بين الناس فلا يحتاج الى هذه الدعوات بالحفظ وغيرها.. لأنّه حينها أصلاً لم يكن بين الناس حتى يحتاج الى هذه الأدعية.. لذلك نستنتج بأنّ هذا الدعاء دليل على وجوده الشريف بيننا، والدعاء هو أحد السبل والأسباب في حفظ الامام عليه السلام من أن يناله الأعداء أو يصيبوه بمكروه.. حتى يمكّنه الله تعالى في الأرض فيملأها قسطاً وعدلاً بعدما مُلئت ظلماً وجوراً..
ولعلّ الأمر يزداد وضوحاً إذا ما تأمّلنا هذه الفقرات الشريفة الواردة عن الامام الحسن العسكري عليه السلام في الصلاة على ولي الأمر المنتظر عليه السلام ((اَللّهُمَّ اَعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ باغ وَطاغ وَمِنْ شَرِّ جَميعِ خَلْقِكَ، وَاحْفُظْهُ مِنْ بَيْنِ يَديهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ اَنْ يوُصَلَ اِلَيْهِ بِسوُء)) (مفاتيح الجنان: ص677)..
إضافة الى ذلك فانّ الدعاء بالفرج لامامنا عليه السلام هو في الحقيقة فرج لنا كما خرج بذلك توقيعه الشريف للشيخ إسحاق بن يعقوب ((وأكثروا الدّعاء بتعجيل الفرج، فإنَّ في ذلك فرجكم)) (كمال الدين: ص485)..
ولا نغفل عن انّ الدعاء يخلق نوع من الصلة والعلاقة الدائمة بين المؤمن وإمامه الغائب ويبيّن مدى ولائه واخلاصه له، ومدى تضحيته في سبيله عليه السلام، بالإضافة الى مدى الشوق العظيم الذي يعتمره قلب المؤمن في الفوز برؤية طلعته البهية..
لذا علينا أن لا نكلّ ولا نملّ من الدعاء بالفرج والحفظ والنصر لإمامنا المفدّى عجّل الله تعالى فرجه الشريف..
تعليق