السعي في مساعدة الآخرين في هذا الظرف العصيب يعد بوابة كبرى من بوابات الرزق في الحياة والرحمة الإلهية التي تنثر عبيرها على أرجاء الأمة، السعي في مساعدة المحتاجين والتصدق على الفقراء والمساكين من أفضل القربات وأولى الطاعات، وقد اعتبر الله تعالى الإنسان المعين للعباد من أفضل عباده وأحبهم وأقربهم إليه حيث قال: «الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ»(1).
وهناك أحاديث كثيرة توضح أهمية مساعدة الفقراء والمحتاجين من المؤمنين، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «ألا إن أحب المؤمنين إلى الله من أعان المؤمن الفقير من الفقر في دنياه ومعاشه، ومن أعان ونفع ودفع المكروه عن المؤمنين».
السعي في مساعدة الآخرين هي الصفة المشتركة التي تجمع كل العراقيين من مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم، فالجميع يتسابقون فيما بينهم لمساعدة المحتاجين والوقوف بجانبهم في ظل هذه الظروف الاقتصادية والوباء الذي شل العالم بأسره، وفي مشهد يعجز اللسان عن وصفه يبزر التعايش السلمي والمحبة والوئام بين شرائح المجتمع العراقي كافة.
وكلما أفكر بذلك المشهد الذي قام به ذلك الشاب الثلاثيني أقول: ما زالت الدنيا بخير، لله دركم يا أبناء علي والحسين ما أعظم مواقفكم الإنسانية والنبيلة مع العوائل الفقيرة والمتعففة، موقف إنساني وديني يستحق الثناء والتقدير، فبعد مناشدة من إحدى العوائل الفقيرة التي تحتاج المساعدة وبالسرعة الممكنة، قام ذلك الشاب بالوصول إلى تلك العائلة ومساعدتها بكل ما تحتاج.
وفي الختام: من تعاليم ديننا الإسلامي العطف والتكافل وبذل الصدقات للفقراء والمحتاجين ولكي تعم الرحمة ويزول الوباء والابتلاء، فعلى الجميع أن تتفقد أحوال الفقراء والمحتاجين ومساعدتهم ولو بالشيء اليسير، قد تجد بعض إخوانك من الأجور اليومية لا يجدون عملاً وطعاماً خلال هذه الأيام، فعليك الوصول لهم ومساعدتهم ما دمت تستطيع قال تعالى: «لَن تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ»(2)، ولكن ما أجمل عمل الخير تحت جناح الظلام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة البقرة: 274.
(2) سورة آل عمران: 92.