اللهم صل على محمد وآل محمد
الجواب إنَّ أهمّيَّة الدِّين للإنسان تكمن فيما يشتمل عليه من أنباء خطيرة في شأن الكون والإنسان لأنَّه في حقيقته ليس إلَّا رؤية كونيَّة تشرح أبعاد هذه الحياة، وتثبت حقائق كبرىٰ ثلاثة فيها، هي:
1 - وجود الإله الراعي للإنسان والذي ينبغي للإنسان معرفته بعقله وتفكيره، وشكره علىٰ خلقه وإنعامه بضميره.
2 - رسالة الله سبحانه إلىٰ الإنسان في توضيح الأنباء الكبرىٰ وتوضيح منهج السلوك الراشد في هذه الحياة.
3 - بقاء الإنسان بعد هذه الحياة سعيداً أو شقيًّا - حسب مستوىٰ تبصُّـره وسلوكيّاته فيها -، فمن عرف الله سبحانه في هذه الحياة واتَّصف بالخصال الزاكية لقي الحسنىٰ في الحياة الأُخرىٰ، ومن جحد الله سبحانه أو أهمل التحقُّق منه، أو اتَّصف بالخصال الرذيلة وارتكب الخطيئة لقي سوءاً وعناءً وعسراً.
وهذه الحقائق ممَّا ينبغي علىٰ كلِّ إنسان فهمها والبتُّ في شأنها؛ فإنَّ البحث عنها ليس ترفاً فكرياً يمارس إشباعاً لحُبِّ الاطِّلاع كالبحث في الفضاء الكوني ومجرّاته، أو طلباً لمزيد من السعادة بتحرّي أساليب توفير الراحة ونحوها، بل البحث عن هذه الحقائق بحث في صلب حياة الإنسان؛ لأنَّه يُعيِّن القواعد الأساسيَّة لحياته العمليَّة بما تمليه عليه من منهجٍ عمليٍّ في حال توصُّله إلىٰ إثبات هذه الحقائق أو احتمالها. وهذا بخلاف ما إذا توصَّل المرء إلىٰ نفيها القاطع؛ فإنَّه سوف يتحرَّر من إملاءاتها ويكون في مأمن من خطورة مخالفتها.
- سّماحة السيِّد محمد باقر السيستاني حفظه الله.
تعليق