إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الوعي اليقيني والبعد الجمالي قراءة في كتاب (وظيفة الرسول (ص) ومسؤولية الامة)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوعي اليقيني والبعد الجمالي قراءة في كتاب (وظيفة الرسول (ص) ومسؤولية الامة)


    ح3
    ثمة رؤى يطرحها المسعى اليقيني ليشكل بؤرا فكرية جمالية، وقد استحضرها المؤلف (الشيخ عبد الرزاق فرج الله الأسدي) لمناقشة رؤى البراهمة التي تقضي باستغناء الإنسان بالعقل، وهذا يعني عندهم عدم الإحتياج الى الوحي والرسول، وحجتهم أن الوحي والرسول إما أن يأتي بما يوافق العقل، وعلى هذا فلا حاجة اليه لوجود العقل، وإذا أتى بما يخالف العقل فأنه يرفض...
    ويصف سماحة الشيخ المؤلف هذه العملية بالافراط بالاعتماد على العقل، ولكي يبقى المؤلف على ذمة البحث الجاد ينطلق من أفق الرؤيا ليستوعب النقد الفكري، مقوّضاً تلك الحجج باستحضار الجوهر اليقيني الذي يعتبر كما ذكرنا من جماليات العرض الفكري؛ فالمكون العقلي يختلف عن درجات الادراك، ويختلف في وجهات النظر، فما هو فاسد عند فلان ليس بالضرورة أن يكون كذلك عند غيره، والمعضلة هنا كنتيجة إما أن نجبر بجمع النقيضين وهذا باطل وسنسعى الى ترجيح بلا مرجح. أما وجود الوحي الى المحتوى العقلي سيؤكد سلامته ويعزز مكانته، ويرسم الوحي معالم الطريق الانساني محفزاً على سلوك هذا العالم بمسؤولية، والرسالة الانسانية برمتها نظرية وسلوك، فإذا كشف العقل الواقع النظري فلابد للواقع السلوكي من باعث ومحفز للخير.
    ونرى أن مثل هذا المعترك البحثي يسعى فعلا لتكوين القيمة الابداعية بواسطة التأمل داخل العمق الجوهري مثلا تراه يطرح مفهوما يستثمر الـتأويل المعرفي ووجود الوحي طور بلاشك من حياة الأمة في العديد من المستويات، فلماذا لم يقدر العرب وغيرهم على النهوض بالواقع التربوي والاخلاقي قبل المبعث النبوي؟ ألم يكن الحافز العقل موجودا، وهذا البرهان سيصلنا الى وعي خطابي يقيني.
    فاعلية الخطاب البحثي تظهر الاشتغالات النقدية في عوالم المفارقة المشاعة وبقصديات مؤثثة أو غير مؤثثة كالتفسير السطحي لمفهوم النبي الأمي؛ فالمعنى هنا ينطوي داخل بنية النص على معنى المعنى مضمراً وفق فهم الدلالة، فهل حقيقة أن النبي ص رجل أمي بمعنى لا يقرأ ولا يكتب، وإلا فماذا تعني أمية النبي، فهل هذه الأمية منسوبة الى الأم أم الى الامة؟ وكل مفردة من هذه المفردات ترمز لحالة، ليصل بنا الى موجهات قصدية وتعني المنسوب الى أم القرى مكة المكرمة، وقال الامام الباقر عليه السلام هي نسبة الى مكة، ومثلما يتضمن الدخول الأول تفسيرات مفردة الأمي، يتضمن الثاني قيمة الاستشهادات التي تساهم في توضيح الدلالة؛ إذ يقول الرضا عليه السلام تفسيراً لقوله تعالى: "هُوَ الذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالحِكمَةَ" فيسأل الرضا ع: كيف كان يعلمهم ما لا يحسن؟
    (الدخول بفعل استفهامي يضيء النص.. والله لقد كان رسول الله ص يقرأ ويكتب بأثنين وسبعين أو ثلاثة وسبعين لساناً، وإنما سمي أميا لأنه من أهل مكة وهي من أمهات القرى). المسألة ليست في حذف أو تركيب معنى، وإنما في اظهار الجوهري، وافصاح معناه الموائم للحالة الفكرية المفهومة والمستوعبة.. فما هو نوع الأمية المرفوضة في نصوص المعصومين عليهم السلام؟ بالتأكيد هي الملازمة له كما يتصورها الناس.
    أما الأمية التي تعني أنه لم يتعلم من بشر، ولم يسبق له أن درس على يد أحد من أهل مكة، وهذه حقيقة يعرفها الجميع. والأكثر من هذا حين تصبح تلك الأمية انتماء يحمل أكبر الأدلة وأقواها على صحة دعوة النبوة بقوله تعالى: "وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبلِهِ مِن كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَرْتابَ المُبطِلُونَ" فاعلية النص البحثي التنامي عبر مداخلات نصية تولج العمق بمحمول الثقافة الربانية، لتكشف عن مسألة مهمة جداً؛ فالقراءة والكتابة كان يجيدها النبي (ص) بتعليم الله عز وجل لكونها من مقامات النبوة؛ فالذي نزلت عليه من السماء الرسالة المؤيدة بالقرآن والنبوة مقرونة بتعاليم الله عز وجل، فلا الكتاب يغني عن المعلم ولا المعلم يغني عن الكتاب.
    وفي متسع المشهد البحثي نجد أن هناك مادة تغني القيمة الأسمى للفعل الرسالي ونداءات الكتب السماوية بظهوره وذكر سماته وصفاته، وهذه علامة من علامات الامتداد الجذري الذي يدل على دقة التدبير، وعلى عالمية الرسالة وشموليتها، كونها الخاتمة والمستكملة، فقد ورد في أحاديث المجالس، ومناجاة موسى، ومن سفر التكوين، وأنجيل يوحنا، ومواقع أخرى كثيرة.​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X