يُروى عن عالم اللغة العربيّة (السكاكيّ) أنّه كان في بداية أمره حداداً، فصنع ذات يوم محبرة صغيرة، وجعل لها قفلاً عجيباً، وأهداها إلى ملك زمانه .
فلمّا حضر بين يدي الملك، وجده مشغولاً مع العلماء الّذين يجلّهم ويحترمهم ويدنيهم من عرشه، وحين رأى صنعته أُعجب بها، لكنّه لم يحتفِ به كالعلماء...
بعد ذلك هجر السكاكيّ مهنته وأخذ يطلب العلم وهو في الثلاثين من عمره، في بداية تعليمه تعثّر كثيراً، فكان لا يُحسن حفظ ما يقوله أستاذه حتّى كان يثير ضحك رفاقه، ولمّا وجد صعوبة في التعلّم، خرج إلى منطقة جبليّة قريبة، فاستوقفه ماء كان يتقاطر على صخرة وقد ترك فيها أثراً، هنا سأل (السكاكي) نفسه: "هل عقلي أقسى من هذه الصخرة؟"، ولمّا راجع نفسه، أيقن أنّ الصبر على طلب العلم لابد له من فائدة، وبالفعل صمّم على الاستمرار، وإذا به مع الأيام يصبح عالماً يُشار له بالبنان، بل قيل أنّه حاز السبق على الكثير من علماء زمانه.
العِبرة :
الحياة مادة للدرس والتأمّل والتعلّم، وكلّ مكان في الطبيعة مدرسة، فما أكثر العلم وما أقل المتعلّمين، وأندر المعتبرين والمتعظين .
--------------
منقول
تعليق