بسم الله الرحمن الرحيم
قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا
صَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
أمَّا بَعْدُ فإني سمعت الله عزّ وجلّ بعقبها يَقُولُ بسَورة العاديات وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ
صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية .
عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن الامام جعفر الصادق عليه السلام انها نزلت في اهل واد اليابس اجتمعوا اثني عشر الف فارس وتعاقدوا وتعاهدوا وتواثقوا ان لا يتخلّف رجل عن رجل ولا يخذل احد احدا ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم على حلف واحد ويقتلوا محمداً صلى الله عليه واله وعلي بن ابي طالب عليه السلام فنزل جبرئيل فأخبره بقصتهم وما تعاقدوا عليه وما تواثقوا وامره ان يبعث ابا بكر اليهم في اربعة الآف فارس من المهاجرين والانصار فصعد رسول الله صلى الله عليه واله المنبر فحمد الله فاثنى عليه ثم قال يا معشر المهاجرين والانصار ان جبرئيل قد اخبرني ان اهل وادي اليابس اثني عشر الفاً قد استعدوا وتعاهدوا وتعاقدوا على ان لا يغدر رجل منهم بصاحبه ولا يفر عنه ولا يخذله حتى يقتلوني واخي علي بن ابي طالب عليه السلام وامرني ان اسير اليهم ابا بكر في اربعة الآف فارس فخذوا في امركم واستعدو لعدوكم وانهضوا اليهم على اسم الله وبركته يوم الاثنين انشاء الله فأخذ المسلمون عدتهم وتهيؤا وامر رسول الله صلى الله عليه واله ابا بكر بأمره وكان فيما امره بأنه اذا رآهم ان يعرض عليهم الاسلام فان تابعوا والاّ واقفهم فقتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح اموالهم وخرب ضياعهم وديارهم فمضى ابو بكر ومن معه من المهاجرين والانصار في احسن عدة واحسن هيئة يسير بهم سيراً رفيقاً حتى انتهوا الى أهل الوادي اليابس فلما بلغ القوم نزولاً عليهم ونزل ابو بكر وأصحابه قريباً منهم خرج عليهم من اهل وادي اليابس مأتا رجل مدججين بالسلاح فلما صادفوهم قالوا لهم من انتم ومن اين اقبلتم واين تريدون ليخرج الينا صاحبكم حتى نكلمه فخرج عليهم ابو بكر في نفر من اصحابه المسلمين فقال لهم انا ابو بكر صاحب رسول الله صلّى الله عليه واله قالوا ما اقدمك علينا قال امرني رسول الله صلى الله عليه واله ان اعرض عليكم الاسلام وان تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون ولكم ما لهم وعليكم ما عليهم والا فالحرب بيننا وبينكم قالوا له اما واللاّت والعزي لولا رحم ماسة وقرابة قريبة لقتلناك وجميع اصحابك قتلة تكون حديثاً لمن يكون بعدكم فارجع انت ومن معك وارتجوا العافية فانا انما نريد صاحبكم بعينه واخاه علي بن ابي طالب عليه السلام فقال ابو بكر لاصحابه يا قوم القوم اكثر منكم اضعافاً واعد منكم وقد نأت داركم عن اخوانكم من المسلمين فارجعوا نعلم رسول الله صلّى الله عليه واله بحال القوم فقالوا له جميعاً خالفت يا ابا بكر رسول الله صلى الله عليه واله وما امرك به فاتق الله وواقع القوم ولا تخالف قول رسول الله صلّى الله عليه واله فقال اني اعلم ما لا تعلمون والشاهد يرى ما لا يرى الغائب فانصرف وانصرف الناس اجمعون فاخبر النبي صلّى الله عليه واله بمقالة القوم له وما رد عليهم ابو بكر فقال يا ابا بكر خالفت امري ولم تفعل ما امرتك فكنت لي والله عاصياً فيما امرتك فقام النبي صلّى الله عليه واله فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال يا معاشر المسلمين اني امرت ابا بكر ان يسير الى اهل وادي اليابس وان يعرض عليهم الإِسلام ويدعوهم إلى الله فان اجابوه والاّ واقفهم وانه سار اليهم وخرج منهم اليه مأتا رجل فلما سمع كلامهم وما استقبلوه به انتفخ صدره ودخله الرعب منهم وترك قولي ولم يطع امري وان جبرئيل امرني عن الله ان ابعث اليهم عمر مكانه في اصحابه في اربعة آلاف فارس فسر يا عمر على اسم الله ولا تعمل كما عمل ابو بكر اخوك فانه قد عصى الله وعصاني وامره بما امر به ابا بكر فخرج عمر والمهاجرون والانصار الذين كانوا مع ابي بكر يقتصد بهم في مسيرتهم حتى شارف القوم وكان قريباً بحيث يراهم ويرونه وخرج اليهم مأتا رجل فقالوا له ولاصحابه مثل مقالتهم لأبي بكر فانصرف وانصرف الناس معه وكاد ان يطير قلبه مما رأى من عدة القوم وجمعهم ورجع يهرب منهم فنزل جبرئيل واخبر رسول الله صلّى الله عليه واله بما صنع عمر وانه قد انصرف وانصرف المسلمون معه فصعد النبي صلّى الله عليه وآله المنبر فحمد الله واثنى عليه واخبر بما صنع عمر وما كان منه وانه قد انصرف وانصرف المسلمون معه مخالفاً لأمري عاصياً لقولي فقدم عليه فأخبره بمثل ما اخبر به صاحبه فقال له رسول الله صلى الله عليه واله يا عمر عصيت الله في عرشه وعصيتني وخالفت قولي وعملت برأيك لا قبّح الله رأيك وان جبرئيل قد امرني ان ابعث علي بن ابي طالب عليه السلام في هؤلاء المسلمين واخبرني انّ الله يفتح عليه وعلى اصحابه فدعا علياً عليه السلام واوصاه بما اوصى به ابا بكر وعمر واصحابه الاربعة آلاف واخبره ان الله سيفتح عليه وعلى أصحابه فخرج علي عليه السلام ومعه المهاجرون والانصار وسار بهم غير سير ابي بكر وذلك انه اعنف بهم في السير حتّى خافوا ان ينقطعوا من التعب وتحفى دوابهم فقال لهم لا تخافوا فان رسول الله صلّى الله عليه واله قد امرني بأمر واخبرني ان الله سيفتح علي وعليكم فابشروا فانكم على خير والى خير فطابت نفوسهم وقلوبهم وساروا على ذلك السير التعب حتى اذا كانوا قريباً منهم حيث يرونه ويريهم وامر اصحابه ان ينزلوا وسمع اهل وادي اليابس بمقدم علي بن ابي طالب عليه السلام واصحابه فأخرجوا اليهم منهم مأتا رجل شاكين بالسلاح فلما رآهم علي عليه السلام خرج اليهم في نفر من اصحابه فقالوا لهم من انتم ومن اين انتم ومن اين اقبلتم واين تريدون قال انا علي بن ابي طالب عليه السلام ابن عم رسول الله صلّى الله عليه واله واخوه ورسوله اليكم ادعوكم الى شهادة ان لا إله الاّ الله وانّ محمداً عبده ورسوله ولكم ان امنتم ما للمسلمين وعليكم ما على المسلمين من خير وشر فقالوا له اياك اردنا وانت طلبتنا قد سمعنا مقالتك فخذ حذرك واستعد للحرب العوان واعلم انا قاتلوك وقاتلوا اصحابك والموعود فيما بيننا وبينك غداً ضحوة وقد اعذرنا فيما بيننا وبينك فقال لهم علي عليه السلام ويلكم تهددوني بكثرتكم وجمعكم فأنا استعين بالله وملائكته والمسلمين عليكم ولا حول ولا قوّة الاّ بالله العلي العظيم فانصرفوا الى مراكزهم وانصرف علي الى مركزه فلما جنّه اللّيل امر اصحابه ان يحسنوا الى دوابهم ويقضموا ويسرجوا فلما انشق عمود الصبح صلى الله بالناس بغلس ثم غار عليهم بأصحابه فلم يعلموا حتى وطأهم الخيل فما ادرك آخر اصحابه حتى قتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح اموالهم وخرب ديارهم واقبل بالاسارى والاموال معه فنزل جبرئيل واخبر رسول الله صلّى الله عليه واله بما فتح الله على علي عليه السلام وجماعة المسلمين فصعد رسول الله صلّى الله عليه واله المنبر فحمد الله واثنى عليه واخبر الناس بما فتح الله على المسلمين واعلمهم انّه لم يصب منهم الاّ رجلين ونزل فخرج يستقبل علياً عليه السلام في جميع اهل المدينة من المسلمين حتّى لقيه على ثلاثة اميال من المدينة فلما رآه علي عليه السلام مقبلاً نزل عن دابته ونزل النبي صلّى الله عليه وآله حتّى التزمه وقبّل ما بين عينيه فنزل جماعة المسلمين الى عليّ عليه السلام حيث نزل رسول الله صلّى الله عليه وآله واقبل بالنيمة والاسارى وما رزقهم الله من اهل وادي اليابس ثم قال جعفر بن محمد عليهما السلام ما غنم المسلمون مثلها قطّ الاّ ان يكون من خيبر فانها مثل خيبر وانزل الله تعالى في ذلك اليوم هذه السورة والعاديات ضبحاً يعني بالعاديات الخيل تعدو بالرجال والضبح ضبحها في اعنتها ولجمها فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فقد اخبرك انها غارت عليهم صبحاً فاثرن به نقعا قال يعني الخيل يأثرن بالوادي نقعا فوسطن به جمعاً إِنَّ الإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ وَإِنَّهُ عَلَى ذلِكَ لَشَهِيدٌ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لِشَدِيدٌ قال يعنيهما قد شهدا جميعاً وادي اليابس وكانا لحب الحياة حريصين افلا يعلم الى آخر السورة قال نزلت الآيتان فيهما خاصة يضمران ضمير السوء ويعملان به فاخبره الله خبرهما وفعالهما.
قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا
صَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
أمَّا بَعْدُ فإني سمعت الله عزّ وجلّ بعقبها يَقُولُ بسَورة العاديات وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ
صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية .
عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن الامام جعفر الصادق عليه السلام انها نزلت في اهل واد اليابس اجتمعوا اثني عشر الف فارس وتعاقدوا وتعاهدوا وتواثقوا ان لا يتخلّف رجل عن رجل ولا يخذل احد احدا ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم على حلف واحد ويقتلوا محمداً صلى الله عليه واله وعلي بن ابي طالب عليه السلام فنزل جبرئيل فأخبره بقصتهم وما تعاقدوا عليه وما تواثقوا وامره ان يبعث ابا بكر اليهم في اربعة الآف فارس من المهاجرين والانصار فصعد رسول الله صلى الله عليه واله المنبر فحمد الله فاثنى عليه ثم قال يا معشر المهاجرين والانصار ان جبرئيل قد اخبرني ان اهل وادي اليابس اثني عشر الفاً قد استعدوا وتعاهدوا وتعاقدوا على ان لا يغدر رجل منهم بصاحبه ولا يفر عنه ولا يخذله حتى يقتلوني واخي علي بن ابي طالب عليه السلام وامرني ان اسير اليهم ابا بكر في اربعة الآف فارس فخذوا في امركم واستعدو لعدوكم وانهضوا اليهم على اسم الله وبركته يوم الاثنين انشاء الله فأخذ المسلمون عدتهم وتهيؤا وامر رسول الله صلى الله عليه واله ابا بكر بأمره وكان فيما امره بأنه اذا رآهم ان يعرض عليهم الاسلام فان تابعوا والاّ واقفهم فقتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح اموالهم وخرب ضياعهم وديارهم فمضى ابو بكر ومن معه من المهاجرين والانصار في احسن عدة واحسن هيئة يسير بهم سيراً رفيقاً حتى انتهوا الى أهل الوادي اليابس فلما بلغ القوم نزولاً عليهم ونزل ابو بكر وأصحابه قريباً منهم خرج عليهم من اهل وادي اليابس مأتا رجل مدججين بالسلاح فلما صادفوهم قالوا لهم من انتم ومن اين اقبلتم واين تريدون ليخرج الينا صاحبكم حتى نكلمه فخرج عليهم ابو بكر في نفر من اصحابه المسلمين فقال لهم انا ابو بكر صاحب رسول الله صلّى الله عليه واله قالوا ما اقدمك علينا قال امرني رسول الله صلى الله عليه واله ان اعرض عليكم الاسلام وان تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون ولكم ما لهم وعليكم ما عليهم والا فالحرب بيننا وبينكم قالوا له اما واللاّت والعزي لولا رحم ماسة وقرابة قريبة لقتلناك وجميع اصحابك قتلة تكون حديثاً لمن يكون بعدكم فارجع انت ومن معك وارتجوا العافية فانا انما نريد صاحبكم بعينه واخاه علي بن ابي طالب عليه السلام فقال ابو بكر لاصحابه يا قوم القوم اكثر منكم اضعافاً واعد منكم وقد نأت داركم عن اخوانكم من المسلمين فارجعوا نعلم رسول الله صلّى الله عليه واله بحال القوم فقالوا له جميعاً خالفت يا ابا بكر رسول الله صلى الله عليه واله وما امرك به فاتق الله وواقع القوم ولا تخالف قول رسول الله صلّى الله عليه واله فقال اني اعلم ما لا تعلمون والشاهد يرى ما لا يرى الغائب فانصرف وانصرف الناس اجمعون فاخبر النبي صلّى الله عليه واله بمقالة القوم له وما رد عليهم ابو بكر فقال يا ابا بكر خالفت امري ولم تفعل ما امرتك فكنت لي والله عاصياً فيما امرتك فقام النبي صلّى الله عليه واله فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال يا معاشر المسلمين اني امرت ابا بكر ان يسير الى اهل وادي اليابس وان يعرض عليهم الإِسلام ويدعوهم إلى الله فان اجابوه والاّ واقفهم وانه سار اليهم وخرج منهم اليه مأتا رجل فلما سمع كلامهم وما استقبلوه به انتفخ صدره ودخله الرعب منهم وترك قولي ولم يطع امري وان جبرئيل امرني عن الله ان ابعث اليهم عمر مكانه في اصحابه في اربعة آلاف فارس فسر يا عمر على اسم الله ولا تعمل كما عمل ابو بكر اخوك فانه قد عصى الله وعصاني وامره بما امر به ابا بكر فخرج عمر والمهاجرون والانصار الذين كانوا مع ابي بكر يقتصد بهم في مسيرتهم حتى شارف القوم وكان قريباً بحيث يراهم ويرونه وخرج اليهم مأتا رجل فقالوا له ولاصحابه مثل مقالتهم لأبي بكر فانصرف وانصرف الناس معه وكاد ان يطير قلبه مما رأى من عدة القوم وجمعهم ورجع يهرب منهم فنزل جبرئيل واخبر رسول الله صلّى الله عليه واله بما صنع عمر وانه قد انصرف وانصرف المسلمون معه فصعد النبي صلّى الله عليه وآله المنبر فحمد الله واثنى عليه واخبر بما صنع عمر وما كان منه وانه قد انصرف وانصرف المسلمون معه مخالفاً لأمري عاصياً لقولي فقدم عليه فأخبره بمثل ما اخبر به صاحبه فقال له رسول الله صلى الله عليه واله يا عمر عصيت الله في عرشه وعصيتني وخالفت قولي وعملت برأيك لا قبّح الله رأيك وان جبرئيل قد امرني ان ابعث علي بن ابي طالب عليه السلام في هؤلاء المسلمين واخبرني انّ الله يفتح عليه وعلى اصحابه فدعا علياً عليه السلام واوصاه بما اوصى به ابا بكر وعمر واصحابه الاربعة آلاف واخبره ان الله سيفتح عليه وعلى أصحابه فخرج علي عليه السلام ومعه المهاجرون والانصار وسار بهم غير سير ابي بكر وذلك انه اعنف بهم في السير حتّى خافوا ان ينقطعوا من التعب وتحفى دوابهم فقال لهم لا تخافوا فان رسول الله صلّى الله عليه واله قد امرني بأمر واخبرني ان الله سيفتح علي وعليكم فابشروا فانكم على خير والى خير فطابت نفوسهم وقلوبهم وساروا على ذلك السير التعب حتى اذا كانوا قريباً منهم حيث يرونه ويريهم وامر اصحابه ان ينزلوا وسمع اهل وادي اليابس بمقدم علي بن ابي طالب عليه السلام واصحابه فأخرجوا اليهم منهم مأتا رجل شاكين بالسلاح فلما رآهم علي عليه السلام خرج اليهم في نفر من اصحابه فقالوا لهم من انتم ومن اين انتم ومن اين اقبلتم واين تريدون قال انا علي بن ابي طالب عليه السلام ابن عم رسول الله صلّى الله عليه واله واخوه ورسوله اليكم ادعوكم الى شهادة ان لا إله الاّ الله وانّ محمداً عبده ورسوله ولكم ان امنتم ما للمسلمين وعليكم ما على المسلمين من خير وشر فقالوا له اياك اردنا وانت طلبتنا قد سمعنا مقالتك فخذ حذرك واستعد للحرب العوان واعلم انا قاتلوك وقاتلوا اصحابك والموعود فيما بيننا وبينك غداً ضحوة وقد اعذرنا فيما بيننا وبينك فقال لهم علي عليه السلام ويلكم تهددوني بكثرتكم وجمعكم فأنا استعين بالله وملائكته والمسلمين عليكم ولا حول ولا قوّة الاّ بالله العلي العظيم فانصرفوا الى مراكزهم وانصرف علي الى مركزه فلما جنّه اللّيل امر اصحابه ان يحسنوا الى دوابهم ويقضموا ويسرجوا فلما انشق عمود الصبح صلى الله بالناس بغلس ثم غار عليهم بأصحابه فلم يعلموا حتى وطأهم الخيل فما ادرك آخر اصحابه حتى قتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح اموالهم وخرب ديارهم واقبل بالاسارى والاموال معه فنزل جبرئيل واخبر رسول الله صلّى الله عليه واله بما فتح الله على علي عليه السلام وجماعة المسلمين فصعد رسول الله صلّى الله عليه واله المنبر فحمد الله واثنى عليه واخبر الناس بما فتح الله على المسلمين واعلمهم انّه لم يصب منهم الاّ رجلين ونزل فخرج يستقبل علياً عليه السلام في جميع اهل المدينة من المسلمين حتّى لقيه على ثلاثة اميال من المدينة فلما رآه علي عليه السلام مقبلاً نزل عن دابته ونزل النبي صلّى الله عليه وآله حتّى التزمه وقبّل ما بين عينيه فنزل جماعة المسلمين الى عليّ عليه السلام حيث نزل رسول الله صلّى الله عليه وآله واقبل بالنيمة والاسارى وما رزقهم الله من اهل وادي اليابس ثم قال جعفر بن محمد عليهما السلام ما غنم المسلمون مثلها قطّ الاّ ان يكون من خيبر فانها مثل خيبر وانزل الله تعالى في ذلك اليوم هذه السورة والعاديات ضبحاً يعني بالعاديات الخيل تعدو بالرجال والضبح ضبحها في اعنتها ولجمها فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فقد اخبرك انها غارت عليهم صبحاً فاثرن به نقعا قال يعني الخيل يأثرن بالوادي نقعا فوسطن به جمعاً إِنَّ الإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ وَإِنَّهُ عَلَى ذلِكَ لَشَهِيدٌ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لِشَدِيدٌ قال يعنيهما قد شهدا جميعاً وادي اليابس وكانا لحب الحياة حريصين افلا يعلم الى آخر السورة قال نزلت الآيتان فيهما خاصة يضمران ضمير السوء ويعملان به فاخبره الله خبرهما وفعالهما.
تعليق