تقولُ الصدِّيقةُ الكبرى " عليها السلام" في وصيّتِها لأميرِ المؤمنين عليه السلام وهي تتحدّثُ عن بعضِ ما جرى عليها حين هجَمَ القومُ على دارِها، تقول:
فجَمَعوا الحَطَب الجَزْل - أي الشديد الاشتعال- على بابنا، وأتوا بالنار ليُحرِقُوه ويُحرِقُونا، فوقفتُ بعُضادة الباب، وناشدتهم باللهِ وبأبي أن يكفُّوا عنَّا وينصرُونا،
فأخذَ عُمَرُ السوطَ مِن يدِ قُنفذ -مَولى أبي بكر- فضرَبَ بهِ عَضُدِي، فالتوى السوطُ على عَضُدي حتّى صارَ كالدُملُج، وركلَ البابَ برجلِهِ، فردَّهُ عليَّ وأنا حامل.. فسقطتُ لوجهي، والنارُ تسعَرُ وتسفعُ وجهي، فضربني بيدهِ حتّى انتثرَ قُرطي مِن أُذُني، وجاءني المَخاض، فأسقطتُ مُحْسِناً قتيلاً بغَيرِ جُرم،
فهذهِ أُمَّةٌ تُصلّي عليَّ؟!
وقد تبرَّأ اللهُ ورسولُهُ مِنهم، وتَبرَّأتُ مِنهم..)
:
الَّلهُمَّ صَلِّ على البتولِ الزهراءِ، ابنةِ الرسول، أُمِّ الأئمةِ الهادين، سيّدةِ نساءِ العالمين،
وارثةِ خَيْرِ الأنبياء، وقرينةِ خَيْرِ الأوصياءِ،
القادمةِ عليكَ مُتألّمةً مِن مُصابِها بأبيها،
مُتظلِّمَةً مِمَّا حَلَّ بها مِن غاصبيها،
ساخطةً على أُمّةٍ لم تَرْعَ حَقَّكَ في نُصرَتِها.. بدليلِ دفنِها ليلاً في حُفْرَتِها،
المُغتَصَبةِ حَقُّها، المُغَصَّصةِ بريقِها.. صَلاةً لا غايةَ لأَمَدِها، ولا نِهايةَ لِمَدَدِها، ولا انقضاءَ لِعَدَدِها.
الَّلهُمَّ فتَكفَّل لها عن مَكارهِ دارِ الفناءِ في دارِ البقاءِ بأنْفَسِ الأعواض، وأنلْها مِمَّن عاندها نهايةَ الآمالِ وغايةَ الأغراض، حتّى لا يبقى لها وليٌّ ساخِطٌ لِسَخَطِها إلّا وهو راضٍ.. إنّك أعزُّ مَن أجار المظلومِينَ، وأعدلُ قاضٍ.
الَّلهُمَّ وألحِقها في الأكرامِ ببعلِها وأبيها، وخُذ لها الحقَّ من ظَالِميها..
--------------------------
عظَّمَ اللهُ لكم الأجرَ بشهادةِ مولاتِنا بضعةِ المُصطفى وصميمِ قلبِهِ، وفِلذةِ كَبِدِهِ، وقُرّةِ عينِهِ، ورُوحِهِ التي بين جنبيه، وكُفْؤِ وَصيّه؛ الصدّيقةِ الزهراءِ والإنسيّةِ الحوراء وحُجّةِ اللهِ على الحُجَجِ مِن وُلْدِها النُجباء:
فاطمةَ الزهراءِ "صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها وعلى أبيها وبعلِها وبنيها الأطهار والّلعنةُ الدائمةُ الوبيلةُ على أعدائهم وظالميهم مِن الأوّلينَ والآخرين"
على رواية أنّها قُبِضتْ بعد أبيها المُصطفى بأربعينَ يوماً (أي في الثامِن مِن ربيعٍ الثاني)
➖➖➖➖➖➖
تعليق