النهر القاطع بين المدينتين يرفض بناء جسر يديم الحياة إلا بقربان.. وقبلوا المقايضة وإذا به يختار ابن البناء الرضيع، الجميع صار يطالبه بالتضحية لمد روح الحياة بين المدينتين، وأعلنوا استعدادهم جميعاً للتضحية بأبنائهم لو قايضهم النهر، حتى الزوجة المسكينة وافقت من أجل إسعاد الآخرين، وعينها ترنو الى مهد وليدها الرضيع..
وتم تقديم القربان ضمن مراسيم جماهيرية، وأكمل الجسر، ونعمت المدينتان بروح التواصل..
وبعد سنوات، نسي الجميع قصة القربان، وصار يتحدث عن وحشية البناء الذي قتل ابنه وهو في المهد، ويحرضون الناس عليه..
صاروا يشتمون من شيع الولاء تضحية لأمته ولناسه..
وهكذا تجري سنن التأريخ الخائب الباحث عن الهنات المفتعلة هنا وهناك.. متناسياً جوهر التضحية وأساسها.. وأمامها سيستمر الحشد بتضحياته الكبرى؛ ليمد جسور المحبة والسلام.