ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:
أربع يمتن القلب:
الذنب على الذنب
وكثرة مناقشة النساء - يعني محادثتهن -
ومماراة الأحمق تقول ويقول ولا يرجع إلى خير
ومجالسة الموتى، فقيل له: يا رسول الله وما الموتى؟
فقال: كل غني مترف.
الخصال للشيخ الصدوق، ج ١ ص ١٥٥.
الترف في المجتمع عبارة عن آفة بل هو داء خطير ينخر في المجتمع بل هو الطغيان كم هو تعبير القرآن الكريم في قوله تعالى:
إن الإنسان ليطغى أن رآه إستغنى...
"والمترفون في كل أمة هم طبقة الكُبراء الناعمين الذين يجدون المال، ويجدون الخدم، ويجدون الراحة، فيَنْعَمون بالدَّعَة والراحة وبالسيادة، حتى تترهل نفوسهم وتأسَنَ، وترتع في الفسق والمجانة، وتستهتر بالقيم والمقدسات والكرامات، وتَلَغ في الأعراض والحُرُمات، وهم إذا لم يجدوا من يضرب على أيديهم عاثوا في الأرض فسادًا، ونشروا الفاحشة في الأمة وأشاعوها، وأرخصوا القيم العليا التي لا تعيش الشعوب إلا بها ولها، ومن ثَمَّ تتحلل الأمة وتسترخي، وتفقد حيويتها وعناصر قوتها وأسباب بقائها، فتهلِك وتُطْوى صفحتها، فالمترفون أول ما يُهلِكون أنفسهم؛ لأنهم بكبريائهم وطغيانهم وجحد نِعَمِ الله عليهم يعرِّضون أنفسهم لعقوبة الله تعالى الماحقة...
ومن مظاهر الترف المادي أن الإنسان يحتاج إلى بيت واحد يسكن فيه ووسيلة نقل واحدة فهو لايمكن أن يسكن أكثر من بيت في وقت واحد أو يستقل أكثر من سيارة في نفس اللحظة ولا يمكن له أن يرتدي أكثر من قطعتي ملابس يستر بها جسمه..
ولكن المترفين الذين يحصلون على الأموال دون تعب ومن مصادر متعددة يشترون أكثر من منزل ويخزنون أكثر من سيارة ويشترون الملابس الكثيرة دون الحاجة إلى ذلك وإنما من باب الترف والتفاخر أمام الناس في حين أن في المجتمع يوجد من لايملكون قوت يومهم وثمن العلاج. .
وأول من قضى على الترف هو رسول الله صلى الله عليه وآله في يوم المؤاخاة العالمي حين آخى بين المهاجرين والأنصار لدرجة أن من كان يملك بيتان يهب لأخيه أحدهما ويقاسمه حتى أمواله بالنصف بل حتى ملابسه هذا هو إسلامنا العظيم الذي أصبح غريبا في المجتمعات الإسلامية...
اللهم نعوذ بك من الطغيان والترف وكل مابعدها عنك يا أرحم الراحمين
تعليق